"الفاروق" فرض شخصيته بسبب استثنائيتها قال الدكتور وليد سيف، أحد أهم مؤلفي الدراما التلفزيونية، الذي يحضر للمسلسل الجديد الذي يدور حول حياة الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن اختيار سيرة ثاني الخلفاء الراشدين لتجسيدها في عمل درامي جاءت بسبب شخصية "الفاروق" المركزية في عصر الرسالة التأسيسي، والدور الاستثنائي الذي أداه في تاريخ الدعوة وتأسيس دولة الإسلام، وشخصيته التي باتت مرجعا للمسلمين حتى وقتنا الحاضر. وردا على سؤال لموقع قناة الآم بي سي عن سبب اختيار شخصية "الفاروق وليس الخليفة أبا بكر الصديق، قال د. سيف: "عمر بن الخطاب يعطينا فرصة لرصد عملية التحول الجذري، التي طرأت على المجتمع العربي بعد الإسلام، في مراحل ثلاث: مرحلة الدعوة، وعهد عمر، ثم عهد أبي بكر نفسه. ولو تناولنا شخصية أبي بكر، فسنقف عند نهاية فترة خلافة الصديق، ولن نتعرض لاستكمال عملية الفتوحات في بلاد الشام، ثم تطور الدولة ومؤسساتها الإدارية". وعن الأحداث التي سيعرضها المسلسل قال: "في أي عمل درامي، هنالك قدر من الانتقائية، وهي ضرورية، فلا نستطيع قول كل التفاصيل، ونعلم أن سيرة عمر بن الخطاب لا يمكن عزلها عن الدعوة نفسها، فالأحداث الكبرى في مرحلة دعوة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لن نتجاوزها، وسيتم التركيز على عمر في تلك الأحداث، كذلك في عهد أبي بكر الصديق". وأضاف "سنتطرق إلى عهد خلافة الفاروق، انتهاء باستشهاده، لذا لا بد من التركيز على القضايا الأكثر أهمية والأكثر دلالة على الشخصية". وأكد سيف أنه لن يتم المرور سريعا أو بشكر عابر على عهد خلافة أبي بكر الصديق، كون فترة خلافته شهدت حروب الردة، ولعمر دور كبير في تلك الأحداث، وهي وحدة تاريخية ودرامية هامة للغاية، فلا بد من رصدها بدقة". أضخم عمل درامي تلفزيوني تاريخي وأُعلن يوم الخميس الماضي، خلال مؤتمر صحفي مشترك حضره رئيس مجلس إدارة "مجموعة الآم بي سي" الشيخ وليد بن إبراهيم آل إبراهيم، والشيخ فيصل بن جاسم آل ثاني والسيد محمد عبد الرحمن الكواري مدير تلفزيون قطر- عن تعاون بين "مجموعة الآم بي سي" و"المؤسسة القطرية للإعلام" لإنتاج وعرض أضخم عمل درامي تلفزيوني تاريخي يتطرّق لإحدى أهم حقب التاريخ الإسلامي بتجسيده سيرة ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب. ويأتي العمل بالتعاون الوثيق مع الكاتب د. وليد سيف، والمخرج حاتم علي بخبرته الواسعة في الأعمال الدرامية التلفزيونية التاريخية، وكذلك مع الهيئة المُولجة مُراجعة النص التاريخي؛ التي تتألفُ من الشيخ د. يوسف القرضاوي، والشيخ د. سلمان العودة، ود. عبد الوهاب الطريري، ود. على الصلابي، ود. سعد مطر العتيبي، ود. أكرم ضياء العمري. وقال د. سيف: إنه أمضى شهورا عدة في البحث والتدقيق والدراسة، للتعرف على تفاصيل حياة الفاروق. وأوضح سيف -في حديثه لموقع قناة الآم بي سي أنه اعتمد على مصادر قديمة ومراجع حديثة، وقال: "أنا أتحرى الدقة بكل الأعمال التاريخية، فكيف إذا كانت هذه الشخصية عظيمة، كشخصية الخليفة عمر بن الخطاب؛ لذا يجب أن أتحرى الدقة، وأن أطلع على نقد الروايات والمعارضة بينها، لكي أصل إلى أقرب صورة للحقيقة التاريخية". وكان حاتم علي أعلن أنه لم يُحدد بعد ظهور شخصية ثاني الخلفاء الراشدين في مسلسل "عمر بن الخطاب"، مؤكدا أن المسلسل لن يخالف الشرع واللجان الدينية. وأوضح أنه سيتم الإعلان عن اسم الممثل الذي سيقدم شخصية العمل، حتى لو لم يظهر وجه الشخصية. "سنلتزم الشرع" بدوره قال د. سيف: إنه لا تفكير حتى الآن في خيارات لممثلين، وأوضح أن الممثل يجب أن يكون ممتازا، قادرا على تقمص الشخصية كي يتمكن من القيام بالدور. وأضاف "سنلتزم المعايير الشرعية انطلاقا من مرجعيتنا الإيمانية، ثم هناك لجنة من أجلاء العلماء، ومنهم العلامة الشيخ القرضاوي، والشيخ سلمان العودة؛ فهؤلاء سينظرون إلى العمل، وإن شاء الله تعالى سنكون أمناء على المعايير الشرعية، وأمناء على الشخصية وتاريخها وسيرتها، وأمناء على المراحل التي تمثلها". وأكد -في حديثه عن العمل- أنه سعيد بمشاركته للمخرج حاتم علي العمل، خاصة لوجود توافق بينهما، حيث قال: "الإنتاج الدرامي والتلفزيوني أو السينمائي صناعة، يقوم بها شركاء، ونحن على قدر كبير من التفاهم والتوافق بطريقة العمل مع الأعمال الدرامية". يذكر أن وليد سيف من أهم مؤلفي الدراما التاريخية له الكثير من الأعمال؛ فمن أعماله ك"الخنساء" و"شجرة الدر" و"صلاح الدين الأيوبي" و"ربيع قرطبة" و"ملوك الطوائف" و"التغريبة الفلسطينية" و"ملحمة الحب والرحيل" و"المعتمد بن عباد" و"صقر قريش"، وغيرها كثير في الدراما التلفزيونية السورية، وقد شكل فريق عمل مع المخرج السوري حاتم علي، ويصنف كثير من النقاد ثلاثيته الأندلسية العمل الأبرز في التاريخ الفني في المنطقة العربية حتى الآن. ويشار إلى أن الموعد المبدئي والأوّلي لعرض سيرة ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- سيكون خلال شهر رمضان المقبل، مع إعطاء الجهة المنتجة الأولوية لعامل الجودة الإنتاجية ولدقة النص التاريخي. وبموازاة ذلك ستتم دبلجة وترجمة العمل إلى عديد من اللغات؛ منها التركية والأوردو والمالاوية والفارسية، بالإضافة إلى اللغات الحية كالإنكليزية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية، وغيرها.