أكد عبد النبي مزارة وهو إطار مسير سابق وخبير في النقل البحري واللوجيستية أن موقع الجزائر الجغرافي وقدراتها الهائلة وتكوين جيد لعمال الملاحة البحرية وإقامة صناعة بحرية ناجعة كلها أمور من شأنها تشجيع تطوير النقل البحري للمسافرين، وهو ما يبشر بإمكانية توفر سفن لنقل الجزائريين بحرا بين مدنهم الساحلية مستقبلا. وأكد الإطار في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أنه (علاوة على المبادرات التي باشرتها لاقتناء باخرتين لنقل المسافرين بغية تعزيز أسطولها من المقرر أن تقوم المؤسسة الوطنية للنقل البحري للمسافرين التي شهدت استقرارا خلال السنوات الأخيرة بالاستثمار في تأهيل عمالها حتى تتكيف مع التكنولوجيات الجديدة لتسيير السفن). وتأسف يقول إن انفتاح القطاع البحري على القطاع الخاص واللااستقرار الذي عاشته البلاد (العشرية السوداء) دفع بعض الإطارات إلى الذهاب للعمل بالخارج لاسيما في كندا والولايات المتحدة ودول الخليج. وذكر السيد مزارة أن الجزائر قامت خلال سنوات السبيعنيات بتكوين مهندسين وربابنة سفن وتقنيين (رفيعي المستوى) بالمعهد العالي البحري لبوسماعيل بالشراكة مع جامعة سويدية. ودعا الخبير إلى تطوير صناعة بحرية ناجعة لضمان صيانة سفن الأسطول الوطني لاسيما من خلال وضع مخطط تنمية المؤسسة الوطنية لتصليح السفن. ويخص مخطط التنمية الشروع في بناء سفن على مستوى ثلاثة مواقع بالعاصمة وجن جن (جيجل) وأرزيو (وهران) وإنشاء ورشات جديدة لتصليح السفن. واعتبر أن المشكل الرئيسي الذي يطرح بالنسبة للجزائر يتمثل في صيانة السفن. (فهناك سفن عبر العالم تجاوز عمرها 40 سنة ولكن تتمتع بصيانة جيدة بفضل استقرار في تسيير العمال وتكوينهم وتأهيلهم). وأكد السيد مزارة على ضرورة تطوير النقل البحري بين مدن البلاد (المساحلة الوطنية) للسلع والمسافرين بغية التخفيف من حركة المرور على الطرقات والتقليص من عدد الحوادث، داعيا إلى مساحلة مغاربية (بين مدن المغرب العربي).