تشهد مدينة أرزيو الساحلية حراكا متصاعدا للنهوض بصناعة السفن، بهذا الشأن تعتزم المؤسسة الوطنية لإصلاح السفن دخول مجال صناعة السفن بفضل مخطط تنموي يمتد إلى غاية العام 2017، وخصّص له غلاف مالي بقيمة 24 مليار دج. أوضح علي صالي المدير العام بالنيابة للمؤسسة الوطنية لإصلاح السفن أن مخطط التنمية الخاص بهذه المؤسسة الوحيدة المتخصصة في مجال إصلاح السفن في الجزائر، يتعلق بإطلاق صناعة السفن في أرزيو بالتزامن مع مشروعين آخرين في كل من الجزائر العاصمة وجن جن بجيجل، وذكر المسؤول نفسه أنّ المؤسسة ليست متخصصة في هذا المجال وتقتصر إنجازاتها على إنجاز أرضيتين عائمتين تسمى الزوارق المسطحة تستعمل كأداة فصل لرسو البواخر من الحجم الكبير. وأضاف صالي أنه بإمكان المؤسسة بالرغم من ذلك وكمرحلة أولية وبمساهمة تقنية لأحد الشركاء الأجانب، إنجاز العديد من السفن ذات نوعية في آجال معقولة. وأوضح صالي أن هدف المؤسسة على المدى المتوسط هو صناعة سفن إرشاد صغيرة يبلغ طولها ما بين 16 و15 مترا وزوارق للرسو يتراوح طولها ما بين 8 و12 متر وقوارب جذب بين 16 و19 متر، وقوارب إنزال بين 25 و30 مترا لفائدة الموانئ الجزائرية. وأضاف مدير مؤسسة إصلاح السفن، إنّ الأخيرة بإمكانها صناعة زوارق التجسير (25-40 مترا) والكاسحات (15 و30 مترا) لصالح شركات الأشغال البحرية والصيد، بالإضافة إلى صناعة زوارق سريعة (زوارق بمحرك) للبحرية الوطنية وحراس السواحل والجمارك، ويشمل مخطط عصرنة المؤسسة الوطنية لإصلاح السفن إنجاز ورشات جديدة لإصلاح السفن خاصة بعنابة وأرزيو وجن جن، وعصرنة هذا النشاط على مستوى الورشات المتواجدة بالجزائر وبجاية ووهران. ويرتقب أن تشكل أرزيو لبنة لبرنامج تكميلي سيمتد على مدى ست سنوات، وذلك عبر موانئ الغزوات (تلمسان) ومستغانم وبوزجر (عين تيموشنت) ووهران وسيدي لخضر (مستغانم) وبوهارون (تيبازة)، وأزفون (تيزي وزو) وزموري (بومرداس) وبوديس (جيجل) والقل وسطورة (سكيكدة) وعنابة والقالة (الطارف). كما تنوي ٍمؤسسة إصلاح السفن تطوير الأشغال القاعدية بأرزيو مثل إصلاح الحاويات لصالح المتعاملين الوطنيين والأجانب العاملين في الجزائر وصيانة المحركات الكهربائية، خاصة لصالح سونلغاز وسوناطراك ومحركات زيت الوقود ومولدات الكهرباء المنشآت الصناعية. ومن أجل تحقيق هذه المشاريع من المنتظر أن تتزود المؤسسة الوطنية لإصلاح السفن بوسائل جديدة منها أحواض عائمة بسعة 2000 طن بأرزيو، و8.000 طن بالعاصمة و12.000 طن بعنابة. كما سيتم اقتناء رافعات سفن (تجهيزات تسمح برفع السفن لصيانتها) بسعة تتراوح ما بين 800 و1000 طن بسكيكدة وجن جن وخمس أجهزة أخرى ب 500 طن لموانئ الصيد. وبخصوص تجهيزات نقل البضائع ستقتني المؤسسة رافعات ثابتة بالعاصمة و15 رافعة متحركة و16 عربة رافعة، ومن بين المشاريع المقررة في مخطط العصرنة إنشاء ورشات الميكانيك والكهرباء وكذا فتح ورشات أخرى، ومن أجل إنجاح هذا المخطط سيتم إيلاء أهمية لتكوين العمال البالغ عددهم 920 وتأهيلهم ورسكلتهم، إلى جانب العمال الذين سيتم توظيفهم بالوحدات الجديدة. وسيسمح تطوير نشاطات إصلاح وصناعة السفن باستحداث أزيد من 1700 منصب شغل مباشر وحوالي 7000 غير مباشر، خاصة في مجالات المناولة والصيانة والنقل. وفي إطار هذا المخطط تطمح المؤسسة برفع حصتها في السوق في مجال إصلاح السفن من 12 إلى 28 بالمائة وبلوغ حصة 10 بالمائة في سوق صناعة السفن حسب صالي. وأضاف ذات المسؤول أن رقم أعمال المؤسسة سينتقل من 2 مليار دج حاليا إلى 8 مليارات دج في آفاق 2017. وتتكون المؤسسة الوطنية لإصلاح السفن من ثلاث وحدات إنتاج أو ورشات بحرية كالورشة البحرية للجزائر العاصمة والورشة البحرية لبجاية ووهران ومقر بالجزائر العاصمة، يضمن تقديم الخدمات والإرشادات ومتابعة التدخلات في الخارج، وتوفر الورشات الثلاث خدمات عديدة انطلاقا من التدخل الصغير كأشغال النحاسة الخفيفة إلى الأشغال الثقيلة ذات الطابع الصناعي كتحويل البواخر أو إصلاح سفن الاستجمام والهندسة البحرية (الدراسات والإرشادات والمساعدة). ويتمثل أهم زبائن المؤسسة الوطنية لإصلاح السفن في البحرية الوطنية والمؤسسة الوطنية للنقل البحري للمسافرين، ومؤسسات موانئ عنابةوسكيكدة وجن جن وبجاية وأرزيو ووهران والجزائر العاصمة إضافة إلى نفطال.