لا تزال المشاريع الجديدة التي سبق و تغنت بها مديرية النقل بولاية بومرداس، والتي تتعلق بمحطات نقل إضافية وإعادة تهيئة وترميم نقاط التوقف المتواجدة عبر محطات الولاية تراوح مكانها ولا تزال معظم المحطات تغرق في الفوضى وغياب التسيير والرقابة. ل. حمزة أكد العديد من المسافرين أن معظم المحطات البرية على مستوى البلديات لا تزال تشهد مختلف المظاهر السلبية وأن خدمات النقل بالولاية لا تزال دون المستوى المطلوب، فمن جهة فوضى التوقف والاكتظاظ في الركاب هذا من جهة لتبرز من جهة أخرى الصعوبة الكبيرة التي يجدها المتنقل عند توافده مساء على محطات النقل للظفر بمقعد في ظل الازدحام الشديد على هذه الوسائل، خاصة على مستوى الخطوط الحضرية وشبه الحضرية والتي تربط وسط مدينة بومرداس بالبلديات الأخرى مثل بودواو ودلس و برج منايل ويسر، أين لا تزال هذه الخطوط تعاني ضعف التغطية بالمناطق الريفية جراء عزوف الناقلين عن استغلال هذه الخطوط لضعف مردودهم، إلى جانب اكتظاظ بعض الخطوط رغم وفرة الحافلات سيما بعد التوسع العمراني الذي عرفته ولاية بومرداس في السنوات الأخيرة مما زاد من الضغط على الخطوط وصعب من توفير الخدمات المطلوبة للمسافرين. فالعديد من المحطات الموجود عبر بلديات بومرداس لا تتوفر على الشروط الضرورية لنقل المسافرين، فمدينتي دلس السياحية والثنية التي تعج بالزوار بسبب تواجد مستشفى بها لا توجد بهما محطة لنقل المسافرين، حيث تتوقف الحافلات التي تربط بين عاصمة الولاية والبلديات المجاورة الأخرى على حواف الطرقات متسببة في عرقلة مرورية كبيرة، فضلا عن المخاطر التي تشكلها على المارة والركاب الذين يخاطرون بحياتهم في سبيل انتظار قدوم الحافلة على حافة الطريق لساعات طويلة، ومحطة نقل المسافرين في برج منايل، أصبحت تغرق في الفوضى التي ميزتها طيلة السنوات الفارطة ويبدو أنها تلازمها خلال السنوات القادمة في ظل التزام الجهات المعنية الصمت وعدم اتخاذ إجراءات من شأنها النهوض بالقطاع وتحسين خدمات النقل، إذ رغم أهمية هذا المرفق من حيث ربط هذه البلدية بمختلف البلديات المجاورة لها على مستوى ولاية بومرداس ولربطها بكل من ولايتي تيزي وزو والجزائر وكذلك بعض القرى التابعة للبلدية، إلا أنه يعاني الكثير من النقائص في التهيئة الضرورية وكذلك سوء التسيير وبرنامج عشوائي، فلا يوجد توقيت محدد ومنظم بين الحافلات، حسبما كشف عنه العديد من السائقين الذين اشتكوا من تدهور حالة أرضية المحطة التي تتحول في فصل الشتاء إلى برك من الماء والأوحال، ناهيك عن اكتظاظها بسبب ضيق مساحتها رغم أنها عرفت نوعا من التوسع، لكن ذلك لم يحل المشكل، والظاهرة التي أصبحت محل إزعاج السائقين، كذلك هي انتشار البائعين بمحلاتهم القصديرية على أرصفة المحطة التي من المفروض أن يستعملها المسافرون كأماكن للانتظار، كما أنها تعطي للمحطة وجه غير لائق، خصوصا في المساء عند إنهاء عملهم تاركين وراءهم الفضلات التي تحول المكان إلى مزبلة، كما اشتكى العديد من المواطنين افتقار المحطة لأماكن الجلوس، حيث يضطرون للوقوف تحت حر الشمس ومطر الشتاء في انتظار الحافلات، وكذلك انعدام الأمن وعدم توفر الإنارة العمومية في المحطة، خاصة في الأوقات المبكرة في فصل الشتاء، وهو مشكل طرحه كذلك العديد من السائقين ومختلف مستعملي هذه المحطة الذين يناشدون السلطات المحلية التدخل لتحسين وضعية هذا المرفق الهام وترقيته للعمل في ظروف مريحة وملائمة. محطة مدينة بغلية هي الأخرى تغرق في الأوحال بسب مخلفات تجديد قنوات صرف مياه الأمطار والتي تمر بجانب المحطة خاصة بنقطة الخروج، أين يجد العديد من سائقي الحافلات صعوبة في الخروج من المحطة وذلك لتأخر السلطات المحلية في وضع حل لمخلفات الترميم من تراب وغير ذلك، أين يلجأ معظمه إلى الخروج من المحطة من منطقة الدخول ما يجعلها في فوضى، ناهيك عن مشاكل اهتراء السقف الذي تآكل من الصدأ، والتي أدت إلى حدوث ثقوب عليه مما يؤدي بالعديد من المسافرين بهذه المحطة الى استخدام المطريات في فصل الشتاء للانتظار بها، بالإضافة إلى الركن العشوائي للحافلات وسيارات الأجرة ودخول الشاحنات إليها، مما يخلق جوا من الاكتظاظ والازدحام، وما زاد الطين بلة بهذه المحطة هو مشكل الأرضية المهترئة التي تغمرها الأوحال من كل جانب مع تساقط زخات المطر الأولى، الأمر الذي عمق من معاناة مرتاديها بشكل كبير، هذا في الوقت الذي كشفت مصالح البلدية في وقت سابق أنها تسلمت مشروع لإنجاز محطة جديدة للنقل البري، تحتوي على كل المرافق الضرورية التي يحتاجها المسافرون.