للسنة الثانية على التوالي تم الاحتفال باليوم العالمي للحجاب في الفاتح من فيفري الموافق للسبت الأخير. والفكرة هي دعوة النساء -المسلمات وغير المسلمات- في كل مكان من العالم لارتداء الحجاب يوما واحدا لدعم المحجبات ولفهم أفضل للحياة اليومية لهن. وقد أطلقت هذه المبادرة السنة الماضية نظمة خان (من أصل بنغالي) التي وصلت للعيش في الولاياتالمتحدة الأميركية عندما كان عمرها إحدى عشرة سنة وواجهت العديد من الصعوبات والمعاناة بسبب ارتدائها الحجاب، إذ نشأت نظمة خان في حي البرونكس بنيويورك، وواجهت تمييزا قاسيا بسبب حجابها. فقد كانت تطلق عليها في الثانوية -كما هي الحال في الجامعة- ألقاب مثل باتمان أو النينجا أو أسامة بن لادن أو حتى الإرهابية، مما دفعها إلى اعتبار أن الطريقة الوحيدة لوضع حد لهذا التمييز هي دعوة النساء لتجربة ارتداء الحجاب. وتسعى نظمة خان من خلال هذه الدعوة إلى إيصال فكرة أن الحجاب زي ديني عادي ولا يدفع إلى تشجيع خضوع المرأة للرجل. وتفسر ذلك على موقعها قائلة (يعتبر الحجاب بالنسبة للكثيرين رمزا للاضطهاد ومصدرا للانقسامات. فهو يحول المحجبة إلى هدف للاستفزازات ويضعها رغما عنها في معركة النقاش حول الإسلام في البلدان الغربية). وقد انتشرت الفكرة على الشبكات الاجتماعية ولقيت صدى مهما في السنة الماضية، تتمنى الناشطة في مجال الهجرة فاطمة ريبوح أن يتكرر هذه السنة أيضا. وتقول فاطمة (هي دعوة حقيقية للتسامح تهدف إلى العمل من أجل العيش معا في مجتمع متعدد والقبول بالحجاب ونزع فكرة الشبهة التي تحيط بهذا الزي الديني)، مضيفة (كما يقول شعار هذه المبادرة فقبل الحكم علينا يجب ارتداء الحجاب ليوم واحد على الأقل). وتعتبر النائبة البلجيكية فتيحة السعيدي -المعروفة بنشاطها في مجال الدفاع عن حقوق النساء- أنه (يحق لأي كان رجلا أو امرأة اختيار الزي الذي يريده. ولا ينبغي الحكم على الآخر من خلال لباسه). وأضافت (لا يمكن قبول فكرة منع الحجاب أو احتقار هذا الزي، كما أن فرض زي معين على أي مواطن مسألة مرفوضة). وشددت على أنه من هذا المنطلق (ولأنني أدافع عن حقوق المرأة فإنني أدعم هذه المبادرة). وتقول أليس دوران من عائلة كاثوليكية إنها شاركت في هذا اليوم (دفاعا عن الحق في الاختلاف أولا، ولكي أشعر أيضا بنفس ما تشعر به أخواتي المسلمات عند ارتدائهن الحجاب). وسعت الذكرى الثانية لليوم العالمي للحجاب أيضا للفت أنظار الرأي العام في الدول الغربية إلى أن الدعوات المعادية للحجاب قد تؤدي إلى العنف. وكان أول تقرير يعرض حالة (الإسلاموفوبيا) في بلجيكا، عام 2013 قد كشف أن النساء هن الأكثر تعرضا للتمييز لأن اثنتين من كل ثلاث نساء يعتبرن ضحايا لهذه الظاهرة، وترتفع هذه النسبة إلى ثلاث من أصل أربعة عندما يتعلق الأمر بمسألة الملابس. ووفقا لتقرير أصدرته جمعية فرنسية مناهضة لرهاب الإسلام فقد ارتفعت في عام 2013 الجرائم التي لها علاقة بكراهية الإسلام بنسبة تصل إلى أكثر من 10% في فرنسا خاصة تجاه النساء المحجبات. وليست هذه المرة الأولى التي تستخدم فيها فكرة الحجاب للدعوة إلى التسامح والاحترام، ففي عام 2004، ردا على قانون منع الزي الديني في المدارس الفرنسية، كانت إحدى المنظمات البريطانية (برو حجاب) قد دعت إلى اعتماد يوم الرابع من سبتمبر كيوم عالمي للحجاب. كما دعا في سبتمبر 2012 حزب الجماعة الإسلامية الباكستاني المواطنين إلى المشاركة بكثافة في إحياء هذا اليوم العالمي.