أكد الوسيط العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، أن مباحثات جنيف2 بين النظام والمعارضة لم تحقق تقدما، وسط اختلافات كبيرة على جدول أعمال المحادثات، فيما توقعت دمشق أن ينتهي المؤتمر إلى الفشل. وقال بعد اجتماع مباشر بين طرفي الصراع إن بداية الجولة الثانية من المفاوضات كانت (شاقة) ولم تحقق تقدما، مؤكدا الحاجة إلى تعاون الطرفين إضافة إلى دعم كبير من الخارج). وأوضح أنه تقدم بمذكرة تتضمن بحث موضوع العنف الذي يطرحه النظام كأولوية في المفاوضات وتشكيل هيئة حكم انتقالية تطالب بها المعارضة بالتوازي. وأشار إلى أنه سيرفع تقريرا إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومجلس الأمن في الأسابيع القادمة. من جانبه أيضا، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن صعوبة تحقيق تقدم في المفاوضات الجارية حاليا في جنيف بين النظام السوري وجماعات المعارضة، وذلك من أجل التوصل إلى حل سياسي للصراع الدائر في سوريا منذ ثلاث سنوات. وقال بان كي مون (أدرك صعوبة تحقيق تقدم على المسار السياسي، ولكن علينا أن نبني على هذه البدايات المتواضعة). فقد بدا التباين واسعا بين وفدي النظام السوري والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في أولويات جدول الأعمال، في أول مفاوضات مباشرة جرت بينهما ضمن الجولة الثانية من مؤتمر جنيف2 التي بدأت الاثنين الماضي ومن المقرر أن تختتم غدا الجمعة. وكرر مفاوضو النظام داخل قاعات المؤتمر وخارجها تمسكهم بالتركيز على مكافحة الإرهاب، فيما تمسك وفد المعارضة بتشكيل هيئة انتقالية للحكم يسند إليها مهمة إيقاف العنف. واعتبر المبعوث العربي والأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أنه لا يمكن وقف العنف دون تصور للمستقبل، وهو ما اعتبر أنه يشير إلى تشكيل هيئة لنقل الحكم بسوريا. ووصف عضو وفد المعارضة السورية ميشيل كيلو الجولة الحالية بأنها حاسمة و(ستحدد إلى أين نحن ذاهبون). ولفت إلى أن تشكيلة وفد المعارضة السورية بالمؤتمر يتسع تدريجيا بعد أن انضم إليه ضباط من الجيش الحر وسياسيون منشقون من النظام وخبراء قانونيون وممثلون لمجالس محلية من داخل سوريا، وأعلن أن رئيس الوزراء السوري المنشق من نظام الأسد رياض حجاب أكد أنه سينضم لوفد المعارضة. وكشفت مصادر من وفد المعارضة أن جدول الأعمال الذي قدمه الإبراهيمي تركز على أربعة محاور، هي مكافحة الإرهاب والعنف، وتشكيل هيئة لنقل الحكم، وإعادة ترتيب مؤسسات الدولة والمصالحة الوطنية، على أن يدمج المحوران الأولان تمهيدا للوصول للمحورين الثالث والرابع. من جهته، رأى المتحدث باسم وفد الائتلاف لؤي الصافي أن بقاء الأعضاء الرئيسيين بوفد النظام السوري بعيدا عن مفاوضات جنيف2 يظهر عدم رغبة النظام بأي حل سياسي وإصراره على مواصلة تدمير سوريا وقتل شعبها. وقال الصافي إن المفاوضات لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية، وأشار إلى تقدم وفد المعارضة رسميا للأخضر الإبراهيمي بتحديد سقف زمني لهذه المفاوضات. وكان الإبراهيمي قد أعلن بعد انتهاء جلسة المفاوضات المباشرة أنه سيلتقي هذا الجمعة، وهو آخر أيام الجولة الثانية مع مساعدة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان ونائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف للتباحث حول الأزمة السورية.