في وقت كانت مصر فيه تتوقّع إعلان استقالة المشير عبد الفتّاح السيسي، لا سيّما بعد أن صرّح عمرو موسى إثر لقائه مع المشير بأنه على يقين تامّ من أن الأخير قد عقد العزم على الترشّح، أعلن المتحدّث العسكري أن وزير الدفاع المشير عبد الفتّاح السيسي ونبيل فهمي وزير الخارجية يبدأن زيارة رسمية إلى روسيا أمس الأربعاء، في حين معظم العناوين الرئيسية في الصحف المصرية أشارت إلى موضوع الترشّح. سيجري الوزيران الخميس مباحثات منفصلة مع نظيريهما الروسيين في إطار اجتماعات (2+2) لبحث مجمل العلاقات والتعاون بين البلدين، وردّا على الزيارة التاريخية لوزير الدفاع الروسي للقاهرة في 14 نوفمبر الماضي. وتمكن الطرفان خلال المحادثات الماضية في القاهرة من تحديد المهمات الأولية في التعاون المتبادل المنفعة في المجالين التجاري-الاقتصادي والعسكري-التقني، كما أنهما أكّدا عزمهما على تعزيز الشراكة بين موسكووالقاهرة لحل القضايا الملحة على الصعيدين الدولي والإقليمي ومواصلة تعميق التعاون الروسي-المصري المتعدد الاتجاهات. من جهة أخرى، ذكرت تقارير صحفية روسية أن مصر تبحث مع روسيا إبرام صفقات تسليحية تشمل طائرات مقاتلة من طراز (ميغ 29أم) ومنظومات دفاع جوي قريبة المدى وصواريخ مضادة للدبابات من نوع (كورنيت) بقيمة إجمالية مقدارها مليارا دولار. وكان مصدر مسؤول في شركة تصدير الأسلحة الرّوسية (روس أوبورون أكسبورت) أشار في تصريحات سابقة خلال عرض دبي للطيران نهاية العام الماضي إلى أن شركته مستعدة لتوريد مروحيات مقاتلة ومنظومات دفاع جوي صاروخية إلى الجيش المصري وأيضا تصليح وتحديث العتاد الذي حصل عليه الجيش المصري من روسيا في أوقات سابقة، مشيرا إلى أن مصر كانت أول دولة عربية تقدم على استيراد السلاح من روسيا عام 1955. مقتل رجال شرطة وإغلاق للميادين ميدانيا، قتل ثلاثة من رجال الشرطة برصاص مسلحين بمحافظة الإسماعيلية شمالي شرقي القاهرة، ليرتفع عدد قتلى الشرطة في هجمات منذ أمس إلى خمسة أحدهم في محافظة بورسعيد، في حين أغلقت القوات الأمنية ميدان التحرير بالعاصمة تحسبا لمظاهرات في الذكرى الثالثة لتنحّي الرئيس المخلوع حسنى مبارك بعد مسيرات بعدة مناطق أول أمس نددت بالانقلاب العسكري. ونقل موقع بوابة الأهرام الحكومي عن مصدر أمني مصري قوله إن مسلحين كانوا يستقلون سيارة اعترضوا طريق سيارة للشرطة في الساعات الأولى من صباح أمس الأربعاء كانت تقل العناصر الثلاثة وهم ضابط وجنديان، وأجبروهم على النزول منها قبل أن يقتلوهم رميا بالرصاص. وبدورها ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن رجال الشرطة الثلاثة قتلوا أثناء قيام قوة من إدارة تأمين الطرق والمنافذ بمديرية أمن الإسماعيلية تقوم بمراقبة الوضع الأمني بطريق السويس الإسماعيلية عندما قام مجهولون باستهداف سيّارتهم. ووصف المصدر الأمني الهجوم بأنه عمل إرهابي جبان وقال إنه لن يمر دون عقاب سريع للجناة، مضيفا أن قوات أمنية مدعومة بعناصر من الجيش تلاحق المهاجمين في محيط المنطقة لإلقاء القبض عليهم. وجاء الهجوم الجديد بعد ساعات من إعلان مصادر أمنية مقتل شرطيين في هجومين منفصلين أحدهما بمحافظة الإسماعيلية والآخر في محافظة بورسعيد المجاورة. وكانت وزارة الداخلية أعلنت في وقت سابق عن مقتل من وصفتهم بالتكفيريين وإلقاء القبض على 13 آخرين في حملة أمنية بمحافظتي الإسماعيلية وبورسعيد ومحافظة شمال سيناء. من جهة أخرى، أغلقت قوات الجيش والشرطة ميدان التحرير أمام حركة مرور الأفراد والسيّارات تحسبا للدعوات المطالبة بالتظاهر داخل الميدان بالتزامن مع الذكرى الثالثة لتنحّي الرئيس المخلوع حسنى مبارك إثر الثورة الشعبية في 25 جانفي 2011. وانتشر عدد من المدرعات العسكرية والدبابات على مداخل ومخارج الميدان، وتم نصب الأسلاك الشائكة ومنع السيّارات والمارة من دخول الميدان. وقد شهدت مناطق مصرية مختلفة مظاهرات منددة بالانقلاب تزامنا مع ذكرى تنحّي مبارك.