قال وزير الدفاع المصري الفريق أول عبدالفتاح السيسي الثلاثاء إن استمرار الصراع الذي تشهده مصر بين القوى السياسية يمكن أن يؤدي إلى انهيار الدولة. وقال السيسي، على صفحة الجيش على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن التحديات السياسية والاقتصادية تمثل "تهديدا حقيقيا" للأمن المصري.وأوضح أن نشر قوات عسكرية في مدن القناة يستهدف بالأساس حماية المجري المائي لقناة السويس.وشدد على أن "القوات المسلحة تواجه إشكالية خطيرة تتمثل في كيفية المزج بين عدم مواجهة المواطنين المصريين وحقهم في التظاهر، وبين حماية وتأمين الأهداف والمنشآت الحيوية التي تؤثر على الأمن القومي المصري، وهذا ما يتطلب الحفاظ على سلمية التظاهرات ودرء المخاطر الناجمة عن العنف خلالها".من جهة أخرى أدانت الولاياتالمتحدة الاثنين العنف الدامي الذي يجتاح مصر منذ أيام، ودعت الزعماء المصريين إلى الإعلان بوضوح أن العنف غير مقبول.وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن الولاياتالمتحدة رحبت بالدعوات لحوار وطني، وحثت كل المصريين على استخدام العملية الديمقراطية بصورة سلمية. وأضاف للصحفيين: "نتطلع لأن يعبر كل المصريين عن أنفسهم بصورة سلمية". وطلبت نظيرته في وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند من السلطات المصرية "أن تحيل للقضاء المسؤولين عن حالات القتل والإصابات التي تعرض لها المتظاهرون أو الشرطة".واجتمع الرئيس المصري محمد مرسي بقيادات وزارة الداخلية لبحث الأوضاع الأمنية في البلاد.وضم الاجتماع مساعدو وزير الداخلية للأمن الوطني والأمن المركزي والأمن العام وأمن القاهرة وأمن الجيزة.وتشهد مصر منذ أيام أعمال عنف في الذكرى الثانية لثورة 25 يناير احتجاجا على سياسة الرئيس محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين.وقتل شخصان بالرصاص، فجر الثلاثاء، في الاشتباكات المستمرة بين محتجين وقوات الأمن أمام قسم شرطة العرب في مدينة بورسعيد، وأصيب 12 آخرون بجروح، حسب ما أفاد مراسل "سكاي نيوز عربية" نقلا عن مصادر طبية.وعاد الهدوء إلى محيط ميدان التحرير وسط القاهرة الثلاثاء بعد ليلة من الكر والفر بين المحتجين وقوات الأمن.وخرق آلاف المحتجين، الاثنين، قرار مرسي، بفرض حظر تجول ليلي في محافظات قناة السويس الثلاث، ونزلوا إلى الشوارع في مسيرات مناهضة للحكومة المصرية.ورغم أن مرسي فرض حالة الطوارئ وحظر التجول في محافظات بورسعيد والإسماعيلية والسويس، إلا أن المتظاهرين جابوا الشوارع مرددين هتافات تطالب بإسقاط الرئيس وقانون الطوارئ.وكانت الاحتجاجات تواصلت، الاثنين، لليوم الخامس على التوالي في معظم المدن المصرية، وترافقت مع صدامات بين المحتجين وقوى الأمن، ما أسفر عن مقتل شخص بالرصاص في القاهرة.وأسفرت تلك الاحتجاجات عن سقوط نحو 50 قتيلا، معظمهم في مدينة بورسعيد التي شهدت احتجاجات دامية السبت إثر صدور أحكام بالإعدام على 21 شخصا متهمين بالتورط في ما بات يعرف ب"مذبحة بورسعيد" التي وقعت مطلع فبراير الماضي، بعد نهاية مباراة المصري البورسعيدي والأهلي، وقتل خلالها 72 مشجعا.