من المتوقع أن يتوصل الفريق الذي يشرف على التحقيق في أسباب وقوع الطائرة العسكرية في غضون أربعة أيام إلى فك شفرة العلبة السوداء التي تم العثور عليها سليمة لمعرفة جميع ما وقع خلال الرحلة منذ إقلاع الطائرة إلى غاية تحطمها وسقوطها بجبل فرطاس بولاية أم البواقي. ويُنتظر أن يكشف التحقيق الذي يشرف عليه فريق متخصص من المدرسة العليا للطيران والدفاع الجوي بعد تحليل معطيات العلبة السوداء عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى سقوط وتحطم الطائرة العسكرية التي خلفت وفاة 76 راكبا، في ظل تزايد فرضية صعوبة تحكم الطيار في الطائرة نظرا لرداءة الأحوال الجوية، واستبعاد حدوث خلل تقني في الطائرة (هركيل س- 130). وتتوجه جميع الأنظار خاصة عائلات الضحايا إلى نتائج التحقيق كون أن العلبة السوداء الموجودة على الطائرة هو الشاهد العدل والوحيد على تحطّم الطائرة والأسباب التي تقف وراء تحطمها، وهو لا يقبل الغش والتدليس إلا إذا وقفت خلفه أيادي بشرية تغير مجرى الحقائق، حيث تعمل العلبة السوداء على تسجيل آخر ما تفوه به الطيار وطاقمه قبل وفاتهم. وعن مواصفات الصندوق الأسود الذي يكشف لغز تحطم الطائرات، فإنه يتكون من مسجلتين إحداهما نظرية والأخرى رقمية وهما متشابهتان في المظهر الخارجي وتختلفان في التركيب من الداخل ومقاييس الصندوقين أحدهما وظيفته حفظ البيانات الرقمية والقيم الفيزيائية من الوقت، السرعة، الاتجاه، والثاني وظيفته تسجيل الأصوات وكل التفاصيل التي تحدث بالطائرة منذ إقلاعها من مشاحنات، استنجاد، حوارات... وغالبا ما يتم تنصيبهما في ذيل الطائرة لزيادة الحماية لهما، حيث تعمل العلبة السوداء على تسجيل ما يحدث للطائرة طول فترة سفرها. وقد سجل نشطاء موقع التواصل الاجتماعي لفايسبوك حملة تضامن مع عائلات ضحايا الحادث الأليم كما تم نشر صور الناجي الوحيد الذي يرقد بالمستشفى العسكري بعين النعجة بالعاصمة مطالبين بالدعاء له ويتعلق الامر ب(تميز جلول) من ولاية شلف غربي الجزائر، والذي يتواجد في حالة غيبوبة بعد خضوعه لعمليات جراحية جراء إصابته البالغة على مستوى الرأس والصدر.