استؤنف البحث صباح الاربعاء عن العلبة السوداء للطائرة العسكرية الجزائرية التي تحطمت الثلاثاء في شرق البلاد وعن بقايا جثث 77 شخصا قضوا في احدى اسوأ الكوارث الجوية في الجزائر سواء في الطيران العسكري او المدني. واعلن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الحداد الوطني لمدة ثلاثة ايام ابتداء من الاربعاء مقدما تعازيه الى اسر ضحايا طائرة هيركوليس سي 130. ولم ينج من الحادث الجوي سوى شخص واحد اصيب بجروح خطرة ونقل الى المستشفى العسكري في قسنطينة. واكد مصدر محلي ان "اعدادا كبيرة من اعوان الحماية المدنية وصلت صباحا مصحوبة بالكلاب المدربة للبحث عن العلبة السوداء وجمع بقايا الجثث". ويقود عمليات البحث المدير العام للحماية المدنية العقيد مصطفى لهبيري، الذي اكد للاذاعة عدم العثور على العلبة السوداء للطائرة التي لم يبق منها سوى الجناح الخلفي. وكانت الطائرة تقوم برحلة بين تمنراست على بعد 2000 كيلومتر جنوب العاصمة الجزائريةوقسنطينة، 450 كلم شرق العاصمة، وعلى متنها عسكريون وعائلاتهم. وتحطمت الطائرة بينما كانت تحلق فوق جبل فرطاس في ولاية ام البواقي في ظروف مناخية صعبة وسط رياح قوية وثلوج. واجليت آخر جثة مع الفجر، بينما يعمل افراد الحماية المدنية على رفع الاشلاء المتناثرة حول مكان الحادث، بحسب شهود. وقال المصدر ان المكان مغطى بحقائب الجنود وكراريس مدرسية. وتحطم الجزء الامامي للطائرة وجناحاها بسبب الحريق الذي شب فيها، ولم يبق منها سوى الجزء الخلفي. وذكرت وزارة الدفاع الوطني ان "الاتصال بالطائرة انقطع في حدود الساعة 11,37 دقيقة وتم فور ذلك ارسال ثلاث مروحيات للبحث في المنطقة" وهكذا امكن تحديد مكان سقوطها بجبل فرطاس شرق مليلة بولاية أم البواقي. وترجع اكبر كارثة جوية شهدتها الجزائر الى 6 مارس 2003 عندما تحطمت طائرة بوينغ 737/200 مودية بحياة مئة وشخصين بينهم 96 راكبا واعضاء طاقم الطائرة الستة، بينما نجا راكب واحد. وتحطمت الطائرة بعد لحظات اقلاعها من مطار تمنراست متوجهة الى العاصمة الجزائرية مرورا بغرداية. وفي 30 جوان 2003 سقطت طائرة عسكرية من نوع هيركولوس سي 130 على حي سكني ببني مراد في ولاية البليدة وقتل في الحادث 20 شخصا منهم 12 كانوا على متن الطائرة وثمانية سكان انهار بيتهم. وفي 9 نوفمبر 2012، تحطمت طائرة شحن عسكرية جزائرية وهي من نوع كاسا سي-295 في لوزير جنوبفرنسا، وقتل افراد طاقمها الخمسة ومسؤول من بنك الجزائر المركزي كان في مهمة نقل مواد خام تستخدم في صناعة الاوراق المالية من باريس نحو الجزائر. اما اخر حادث للقوات الجوية الجزائرية فكان في تلمسان ، حيث اصطدمت طائرتان في الجو خلال تمارين تدريبية ما ادى الى مقتل الطيارين.