انطلقت مساء الأحد بمسرح باتنة الجهوي في أجواء حميمية فعاليات التظاهرة المسرحية الوطنية (شهر المونولوغ) التي ستدوم إلى غاية 10 نوفمبر المقبل، حيث سجّلت السهرة الافتتاحية تجاوبا كبيرا للجمهور· ويشارك في هذه التظاهرة التي لم يسبق وأن امتدّت على مدار شهر بعروض يومية ل 32 فنّانا من 17 ولاية من مختلف أنحاء الوطن، من بينهم أسماء سطعت في السنوات الأخيرة في سماء الكوميديا وطنيا ككمال بوعكّاز، حميد قوري، سليم الفهامة، العمري كعوان، تونس تونس وسمير بوعناني· وتألّق في السهرة الأولى الممثّل القدير كمال بوعكّاز من العاصمة في مونولوغ المناج أو النّاعورة الذي لا يمتّ بصلة إلى السعادة والبهجة التي توفّرها حظائر التسلية لروّادها وإنما تروي أحداثه رحلة فلاح يائس (واسمه عبد اللّه صابر) بين مصالح (إدارة ما) من أجل الحصول على مضخّة ماء لتجنيب أرضه الجفاف، ومن ثمّ الضياع· لكن كلّ مساعي هذا الفلاّح تبوء بالفشل ويجد نفسه في نهاية المطاف قد جنى اليأس وتجاهل مسؤولي تلك المؤسسة، ممّا يجعله يثور لكرامته المجروحة ويثأر من مديرها· وصفّق الجمهور مطوّلا لبطل المونولوغ الذي استطاع أن يشدّ الحضور إلى الأحداث التي تجري على الخشبة طيلة ساعة ونصف، حيث أبدع الفنّان بوعكّاز في تقمّص شخصية الفلاّح الذي لم يطلب سوى (أداة عمل) من أجل أن يعيش حياة كريمة فلم يجد سوى العراقيل وقدّم مأساته للجمهور بطابع كوميدي ينمّ عن الكثير من النّقد اللاّذع لمثل هذه الظواهر التي غالبا ما تواجه المواطن البسيط في حياته اليومية· ونجح الممثّل الذي لاقى تجاوبا كبيرا من طرف الحضور في محاكاة الشخصيات التي كانت تحيط بالفلاّح المغمور، ليقدّم بذلك عرضا متكاملا بشهادة أغلب من تابع هذا المونولوغ·