كشف السيد/ كسيبة مدير الري بولاية بجاية لأخبار اليوم أن فرقة فرنسية تضم مجموعة من المختصين حلت نهاية الأسبوع الماضي ببجاية و جاءت في مهمة معاينة مياه سد تيشي حاف ذات اللون البني و تنبعث منها روائح كريهة , مما دفع سكان 25 بلدية يتفادون استهلاكها و ذلك خوفا من تعرضهم إلى مختلف الأمراض التي سيؤثر عليهم و على صحة أبنائهم , بالنظر لما تحمله من الميكروبات و الجراثيم , و عليه فرغم تأكيد مصالح الري بالولاية صلاحية هذه المياه و يمكن لأغلبية سكان بلديات الولاية استغلالها يوميا دون أن تسبب لهم أي خطر , إلا أن رفضوا المخاطرة بحياتهم , الشيء الذي أرغم ذات المصالح الاستنجاد بالمختصين الفرنسيين في مجال مياه السدود و ذلك من اجل إيجاد الحلول العاجلة لمياه سد تيشي حاف الذي انطلقت أشغاله سنة 1988 و انتهت منذ شهرين , و كلف هذا المشروع الضخم خزينة الدولة 3 مليار دولار و حسب محدثنا فان الفرقة الفرنسية أجرت التحاليل الأولية على هذه المياه التي أعطت نتائج ايجابية , مضيفا أن تحسين نوعية هذه المياه ليس بالعسير , و يمكن الوصول إلى نتيجة ايجابية و ذلك من خلال استعمال مختلف التقنيات الحديثة , لكن الأمر سيطول أكد مدير الري رغم أن الدولة أبدت استعدادها تخصيص إمكانيات مادية إضافية لإزالة الروائح الكريهة المنبعثة من هذه المياه و كذا لونها البني الذي أدخل الشك في نفوس سكان بلديات الجهة الغربية للولاية , و في انتظار الحل , تبقى أزيد من 250 ألف نسمة تعاني أزمة العطش و نقصا كبيرا في المياه الصالحة للشرب , و تساءل الكثير من هؤلاء السكان عن الموعد الحقيقي لانتهاء معاناتهم التي بدأت منذ الاستقلال . الجفاف يرسم يوميات سكان الأرياف باب الجفاف يرسم يوميات المواطنين القاطنين في المناطق الجبلية التي لا تصل إليها شبكة المياه الصالحة للشرب , حيث يعتمد السكان فيها بالدرجة الأولى على حفر الآبار للاستسقاء منها و استعمالها لعمليات الري , باعتبار أن معظم هذه المناطق فلاحية بالدرجة الأولى , و أمام ارتفاع تكاليف حفر هذه الآبار و محدودية قدرات المواطنين , أصبح العديد منهم يلجأ إلى قطع مسافات لبلوغ مصادر المياه التي تبعد عنهم أحيانا بعدة كيلومترات. و تداركا منها للوضع قررت مديرية الري على مستوى ولاية بجاية تخصيص غلاف مالي قدره 150 مليون دينار لانجاز الآبار التي ستوزع بشكل مدروس على المناطق التي تعاني من مشكل انعدام ماء الشروب , خصوصا الفلاحية منها من اجل إنعاش قطاع الفلاحة , يأتي هذا بالموازاة مع الجهود التي يبذلها قطاع الري من أجل تأمين نجاعة مشاريع هذا القطاع , حيث تم تخصيص غلاف مالي قدره 5,5 مليار دينار لضمان توصيل المياه إلى المناطق الفلاحية , و انجاز ربط قنوات المياه بمبلغ10 4 مليون دينار حسب ما أضافه المتحدث , من جهة أخرى لا تزال منابع المياه الطبيعية تعاني نوعا من التهميش باستثناء المبادرات المحلية للبلديات و التي أغفلت عدة مواقع , حيث تملك الولاية ما لا يقل عن 350 منبع طبيعي موزعة عبر مختلف بلدياتها , يعاني العديد منها التهميش و الإهمال , رغم أن هذه الأخيرة من شأنها تغطية العجز المسجل في قطاع الري بالنسبة للمناطق الريفية و الجبلية المحرومة من شبكة المياه الصالحة للشرب , فضلا عن تصنيف العديد منها ضمن المنابع المائية التي ينصح بها طبيا , حيث تستغل هذه المنابع بطريقة عشوائية خصوصا في فصل الحر. هذه البرنامج المعتمد ساهم في تقليص مشكل انقطاع المياه الذي تكرر بشكل مفرط الصائفة الماضية بعدة بلديات , بشكل مثير للانتباه خصوصا في المدن الكبرى , ليبقى مستمرا بوتيرة أقل في بعض المناطق التي مازالت تعرف خللا في شبكة المياه , وعدت المصالح المحلية بمحاولة تسويته تدريجيا و تخصيص في المقابل خزانات مياه متنقلة إلى هذه المناطق لتخفيف الوضع عليهم في هذه الفترة الصعبة في انتظار تعميم الحلول النهائية على كل تراب الولاية .