أعطى وزير الموارد المائية السيد عبد المالك سلال أول أمس بولاية بجاية إشارة استغلال أهم مشروع في مجال تحويل المياه والذي يأتي من حيث الأهمية بعد كل من مشاريع ''الماو'' بالغرب وتاقصبت بالوسط و بني هارون شرق البلاد، وتكمن أهمية المشروع في تحويل المياه من سد تيشي حاف الذي تسلمته الوزارة منذ 3 سنوات إلى محطة معالجة المياه قبل توزيعها على 23 بلدية وهو ما يسمح تدريجيا بتزويد كل مواطن ب200 لتر في اليوم إلى غاية 2025 على أن يتم ربط باقي البلديات بالشبكة الجديدة لتزويدها بالمياه من نفس السد قبل نهاية السنة. ولدي معاينة وزير القطاع أول أمس لمجموعة من محطات الضخ ومعالجة مياه الشرب بولاية بجاية ألح على ضرورة عقلنة استغلال المياه بعد أن لمس مظاهر التبذير ببلدية سيدي عيش التي استفادت منذ مدة من عملية صيانة لشبكاتها وإنجاز مجموعة من الخزانات، مما سمح بالرفع من ساعات التموين بمياه الشرب لتصل إلى 24 ساعة على 24 ساعة، مشيرا إلى أن أولويات الوزارة اليوم بعد توفير كل مصادر المياه وتسجيل مغياثية جدية خلال السنوات الفارطة هو الاستغلال المحكم لعملية توزيع المياه مع توفير الحصة القانونية لكل فرد. كما اطلع ممثل الحكومة على الانجازات التي تم استلامها لإطلاق رابع عملية تحويل كبرى للمياه من السدود إلى المدن القريبة منها، فبعد النجاح المحقق غرب الوطن عبر مشروع ''الماو'' والشرق عبر نظام التحويل من سد بني هارون، والوسط عبر سد تاقصبت الذي يحول مياهه إلى غاية العاصمة، تستفيد اليوم 23 بلدية بولاية بجاية من مياه سد تيشي حاف الذي سجل نسبة امتلاء 100 بالمائة خلال الثلاث سنوات الفارطة، وتتوقع السلطات المحلية توزيع ما يقارب47 مليون متر مكعب في السنة من السد إلى غاية أفاق ,2025 بالإضافة إلى سقي 9600 هكتار بالمحيطات الفلاحية القريبة من نظام التحويل وبعين المكان أكد السيد سلال على نوعية المياه الموزعة التي تتماشي والمقاييس العالمية بعد معالجتها بأحدث التقنيات، وعلى ضرورة السهر على إيصالها للمواطنين في ظروف حسنة على أن لا يتم التطرق مستقبلا إلى أزمة مياه الشرب بالولاية، علما أن نظام التحويل الذي يمر من سد تيشي حاف إلى أول خزان أنجز عبر 13 كيلومترا من القنوات، غير أن الطبيعة الجغرافية للمنطقة صعبت من عملية وضع القنوات وهو الأمر الذي جعل آجال الإنجاز تتأخر، وهو السبب الرئيس الذي رفعته المؤسسة المنجزة ''مجمع حداد''، وبعين المكان ألح ممثل الحكومة على ضرورة الإسراع في ربط باقي بلديات ولاية بجاية بمحطات الضخ لتستفيد هي الأخرى من مياه الشرب. وكتجربة ناجحة تم استعراض الوضعية الجديدة لعملية توزيع المياه بولاية بجاية وهي التي تخص مدينة سيدي عيش التي يمون سكانها منذ فترة عبر نظام 24 ساعة على 24 ساعة، على أن ترتفع ساعات تموين البلديات المستفيدة من مشروع تحويل المياه من سد تيشي حاف إلى 16 ساعة بعد أن كانت 6 ساعات في اليوم الواحد لتصل هي الأخرى إلى 24 ساعة قبل نهاية السنة الجارية، من جهته شدد الوزير على ضرورة بلوغ الأهداف قبل شهر رمضان الكريم. ولتأمين الماء لولاية بجاية بصفة نهائية كشف السيد سلال خلال ندوة صحفية على هامش الزيارة عن انطلاق الدراسات لانجاز محطة لتحلية مياه البحر بمدينة بجاية خلال المخطط الخماسي الجاري بطاقة إنتاجية تزيد عن 100 ألف متر مكعب في اليوم، بغرض توفير كميات إضافية من مياه الشرب إضافة إلى ما يوفره سد تيشي حاف والآبار في انتظار انطلاق أشغال انجاز سد ثان بمنطقة تيميزرت حيث انتهت الدراسات بشأنه على أن يتم اختيار المؤسسة المنجزة قبل نهاية .2012 وبخصوص التلوث البيئي الذي تعاني منه المنطقة بسبب تسرب مياه الصرف في الطبيعة وخصوصا بوادي الصومام، اعترف الوزير بالوضع الحالي مشيرا إلى تسجيل عملية انجاز محطتين للتطهير بالولاية بعد عجز المحطة الوحيدة وسط مدينة بجاية عن معالجة مياه الصرف لكل البلديات، واختيرت بلديتا أقبوا وسيدي عيش لاحتضانها، على أن تنجز محطة رابعة ببلدية الصومام لتطهير مياه الوادي بالإضافة إلى معالجة المياه التي تصب بالوادي والمعروفة بارتفاع درجة حموضتها على أن تستغل في السقي مستقبلا. وعن مشروع القرن الخاص باستغلال المياه الجوفية بالصحراء عبر نظام التحويل ''عين صالح تامنراست'' عبر مسافة 817 كيلومترا كشف ممثل الحكومة أن الأشغال تسير بوتيرة جيدة، على أن تنطلق عملية التحويل التجريبية أواخر نوفمبر، حيث سيتم تموين عدة ولايات من الجنوب وإلى غاية المناطق الداخلية على غرار ولايات المدية والمسيلة، مع تخصيص جزء من المياه لتنمية النشاط الفلاحي وتربية الماشية عبر طول القنوات. مبعوثة'' المساء'' إلى بجاية نوال / ح