بلغت نسبة امتلاء السدود إلى غاية نهاية الأسبوع الماضي مستوياتها القياسية بفعل الأمطار الأخيرة إذ لم تشهد و أن عرفتها الجزائر منذ الثمانينات، حيث فاق معدّل امتلاء 60سدا 62.63 المائة وهي مرشحة لأن تتعدى 70بالمائة قبل انقضاء هذا الشهر حسب معطيات الأرصاد الجوية، وهو ما سيحقق اكتفاء بالتزويد بالمياه الصالحة للشرب على مدار 3سنوات كاملة. * * 20سدا امتلأت بنسبة 100بالمائة * فسدود غرب البلاد امتلأت بنسبة 77.10بالمائة لم يسبق و أن عرفها 13سدا منذ سنوات 2000حيث امتلأت 4سدود بتلمسان بنسبة 100بالمائة ويتعلق الأمر بسدود بوغرارة و السيكاك وبني بهدل ومفروش،وكذا سيدي الفرقوق وبوحنيفية بمعسكر و جرف التربة في العبادلة ببشار، وبنسبة 60بالمائة امتلأ سدي وزيزرت والشرفة بمعسكر. * وبلغت نسبة امتلاء سد بريزينة بالبيض حوالي 63بالمائية وهو ما يبعث على الإرتياح كون المنطقة فلاحية مما سيؤثر إيجابا على القطاع الفلاحي بولايات غرب البلاد.وبالمقارنة مع نفس الفترة من 2008 فقد بلغت نسبة امتلاء السدود الغربية ب 36.74بالمائة، بالمقابل لم تتعد 24بالمائة سنة 2007. * كما عرفت سدود الشلف قفزة نوعية فاقت نسبة امتلائها 42.60بالمائة في حين لم تتعد 23.87بالمائة في 2008، وفاقت نسبة سيدي أمحمد بن طيبة بغليزان و دحموني بتيارت 80بالمائة . * ونفس الشيئ بالنسبة لسدود وسط و شرق البلاد حيث امتلأ12سدا بالولايات الوسطى بنسبة 75.23بالمائة و امتلأت كليا سدود تيشي ببجاية و تاكسابت بتيزي وزو و تكزديت بالبويرة و قدارة وبني عمران والحميز ببومرداس، وبنسبة 66.06بالمائة و امتلأ 20سدا بشرق البلاد بنسبة 66.6بالمائة. * وكشف المسؤول الإعلامي بوزارة الموارد المائية أن المخزون الحالي بلغ 3ملاييرو662 مليون متر مكعب من مجموع مياه السدود و المياه الجوفية و هو ما من شأنه تحقيق اكتفاء ذاتيا لقرابة 3سنوات. * وبالمقارنة مع السنوات السابقة فقد بلغت نسبة امتلاء 60 سدا سنة 2008، 48.26بالمائة و لم تتعد نسبة 40.21بالمائة سنة 2007و 33.94بالمائة سنة 2006 . * وزارة الموارد المائية تنتهج سياسة الإستغلال العقلاني للمياه * و للمحافظة على المخزون الحالي من المياه انتهجت وزارة الموارد المائية سياسة جديدة ترتكز على قانون أساسي وبرنامج للإستثمارات وصيغ جديدة لتسيير الموارد المائية حتى يصبح تجنيد الماء و توزيعه عنصرا مهيكلا في تهيئة الإقليم مع آفاق 2025 * وتعتمد الخطة الجديدة على سياسة الإستغلال العقلاني لمياه السدود وتوزيعه بانتظام من خلال إلقاء الضوء على البرامج التي انطلقت فيها الجزائر من أجل رفع تحدي القرن 21 وهو الحق في الماء للجميع. * * امتلاء سد بني هارون بميلة يعد بمخاوف في الأفق * كشفت مديرية الري بولاية ميلة أن منسوب احتياطي مياه سد بني هارون الذي يعد من أكبر السدود في الجزائر قد بلغت مستوياتها القياسية التي تلامس سقف 540 مليون متر مكعب، و مع الأمطار التي تنبّأت بها مصالح الأرصاد الجوية خلال هذا الشهر فهو مرشح للزيادة و هو ما يخفف معضلات المياه الصالحة للشرب لأكثر من 4ملايين نسمة علما أن طاقة استيعابه تقدر ب 960مليون متر مكعب. * وحسب رئيس مصلحة مياه الشرب بالمديرية فإن مصالح تسيير ثاني أكبر سد في إفريقيا ستضطر الآن للإكتفاء بهذا المخزون الذي يعادل نسبة 65من الحجم الحقيقي وتعمد المصلحة على منع امتلائه تخوفا من حدوث مخاطر على المناطق المحيطة بالسد . * وكانت محاولات ملئ سد بني هارون الذي استغرق بناؤه أكثر من ثلاثين سنة واستهلك أزيد من 4مليار دولار أمريكي قد كشف قبل سنتين عن وجود عيوب كبيرة في بنيته التحتية خصوصا التسرّبات التي ظهرت في الأنفاق والمقدرة بحوالي 300ألف لتر يوميا، مما أنذر بتحول السد إلى بحر هائج قد يأتي على كل المنطقة حتى أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة كان قد هدّد في آخر زيارة للمنطقة بالتخلي عن المشروع نهائيا بدلا من أن يصبح خطرا بشريا و إيكولوجيا للمنطقة معبرا عن أسفه لوجود مشاكل في أسس البناء. * يذكر أن سكان العديد من المداشر بولايتي ميلة وقسنطينة المجاورة للسدّ خصوصا الذين رفضوا الترحيل بسبب عدم قبولهم بحجم التعويضات التي مُنحت لهم، قد تحركوا قبل أسابيع قليلة على جميع المستويات للتعبير عن تخوفاتهم من ارتفاع منسوب السد و خطر اجتياحه لأراضيهم. * * عيون و آبار باتنة تنفجر * اضطرت سلطات ولاية باتنة منذ سنوات قرارا بحضر التنقيب عن المياه الجوفية من أجل الحفاظ عليها من الإستنزاف خاصة بمنطقة بريكة التي انخفضت فيها المياه بحوالي 50مترا عن المعتاد، لكن تساقط الأمطار خلال فصلي الخريف و الشتاء وثلوج هذه السنة التي أحدثت ثورة في مصادر الماء حيث انفجرت أعين كثيرة في مختلف المناطق مثلما حدث منذ أسابيع بمنطقة القيدوم بمركوندة أين تدفقت عين بمستوى علة مترين وتضاعف منسوب مياه عين تينيباوين وكادت عين أخرى أن تغلق الطريق الرابط بين أولاد حمود وتينيباوين لشدّة التدفق. * وفي بلدية حيدوسة المشهورة بمنطقة "الرحاوات" التي كانت تنظم عملية توزيع المياه عادت إليها ظاهرة تفجير الأعين إحداها انبعثت من عمق الطريق و الأخرى داخل غرفة نوم أحد المواطنين و عبر كافة مناطق الولاية تجددت آلاف الآبار المنزلية الخاصة، و اللافت للنظر أن سد كدية لمدور بتيمقاد استفاد من الأمطار والثلوج المتساقطة منذ فصل الشتاء الجاري بمعدل 5ملايين لتر مكعّب ما يكفي حسب المختصين من تزويد ولايتي باتنة وخنشلة مدة أربعة أشهر كاملة. * * سد وادي العرش أمل الفلاحين لإنعاش المخاطرية و العامرة * تساءل نائب رئيس المجلس الشعبي الولائي في عين الدفلى حول الطاقة الحقيقية لسدّ وادي العرش الواقع بالناحية الشرقية لمدينة العامرة حيث تشير الأرقام الرسمية أن نسبة امتلائه تقدر ب790ألف متر مكعّب لكن المتحدث يرى أنه من الممكن أن تكون أكبر تبعا لتعادله مع سد وادي بدا و من شأنه في حال تجسيده ذلك في وقت لاحق أن يساهم في رفع مستوى الإنتاج الفلاحي الذي تزخر به المنطقة من خلال تدعيم مياه السقي وبخاصة لدى الفلاحين الذين توجد أراضيهم خارج المحيط. * مدير الري من جهته، أكد أن الدراسة أولية و الرقم المقدم بشأن طاقة الإستيعاب من طرف مكتب الدراسات تابعة للوكالة المعنية ما هو إلاّ تقييم أولي موضّحا أنه يجب أخذ بعين الإعتبار معطيات أخرى تتمثل في نوعية التربة و الحجم النهائي، و أوضح أيضا أن مياه السقي يجب أن تؤخذ بعين الإعتبار من خلال إنجاز لسد وادي بدا إلى المحيط المجاور بغية تزويد الفلاحين بالكميات المطلوبة . * ويأمل أصحاب المهنة التكفل بانشغالهم لتفادي ضياع المياه المتجمعة سُدى. *