أمسك علينا "كلابك" يا هولاند.. عادت قناة إبليس الفرنسية المتطرّفة المعروفة باسم (كنال +) إلى التحرّش بالجزائر من خلال حصّة تهكّمت فيها على إعلان الوزير الأوّل عبد المالك سلال عن ترشّح رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لعهدة جديدة، وهو ما يبدو واضحا أنه يغيض دوائر حقودة في فرنسا. أمر ليس غريبا بالمرّة على (فافا) الباحثة عن مصالحها في الجزائر ولو ب (التخلاط)، لكن الغريب هو أن تتلقّف بعض الوسائط والأوساط والدوائر المنتسبة والمنسوبة على الإعلام في الجزائر (خزعبلات قناة إبليس) وأخواتها بصدر رحب وتسارع إلى الترويج لها بدعوى (الغيرة) على الجزائر. ما قامت به القناة الفرنسية التي يسمّيها كثير من الجزائريين بقناة (إبليس) ليس فقط لبرامجها وأفلامها الداعرة التي تروّج للفاحشة، وإنما أيضا لسوابقها الدنيئة مع الجزائر كانت لتصنّف في خانة حرّية التعبير لولا أن الطريقة التي تمّ بها التطاول على بوتفليقة تحمل الكثير من رسائل (التخلاط) والصيد في مياه الجزائر ومحاولة التدخّل والتأثير على المسار العام لاستحقاق ال 17 أفريل الرئاسي، حيث دأبت هذه القناة (الإبليسية) على استغلال كل فترة حسّاسة من تاريخ الجزائر لحشر أنفها في الشأن الجزائري. ورغم أن الصور الأخيرة لنشاطات الرئيس بوتفليقة أظهرته في وضع صحّي أفضل بكثير ممّا كان عليه قبل بضعة شهور، إلاّ أن دوائر (التخلاط) في فرنسا وما يوازيها من دوائر الارتزاق الإعلامي في الجزائر لا تتردّد في الحديث في (ترشيح رجل ميّت) مثلما تحاول أن توحي به للجزائريين. وإذا كان لسان حال كثير من الجزائريين وهم يتابعون النباح الفرنسي على الجزائر هو أمسك علينا (كلابك) يا هولاند فإنهم يجدون أنفسهم في حيرة وهم يتابعون شطحات بعض المنتسبين إلى الإعلام في الجزائر ممن تلقّفوا (اكتشاف ماماهم فرنسا) بخصوص (مرض بوتفليقة) بفرحة عارمة فراحوا يروّجون لها بكلّ الطرق المتاحة، ناسين أو متناسين أنهم يروّجون لأطروحة قناة (محروقة) لدى الجزائريين الذين يذكرون جيّدا كيف كانت (قناة إبليس) تتشفّى فيهم خلال عشرية الموت والدمار وكيف كانت تروج لأطروحة (من يقتل من؟) وكيف حاولت زعزعة استقرار الجزائر ككل من خلال سلسلة من الحملات المغرضة من أبرزها الحملة التي اتّخذت من مقتل رهبان تيبحرين وقودا لها. وبغض النّظر عن الموقف من ترشّح بوتفليقة لعهدة جديدة، كان من المفترض أن يتصدّى من يدّعون الغيرة على الجزائر ل (كنال +) من منطلق أن القضية شأن داخلي جزائري، وأننا قد نختلف مع بوتفليقة أو نوافقه، لكننا لن نغفر لفرنسا وكلابها أبدا. ومن غير المفاجئ أن يكون لخرجة قناة إبليس وما يوزايها في الجزائر نتائج عكسية لحملتها، فمن سخر منك مرات ومرّات لا يمكن أن يرجو لك الخير هذه المرة. حرقة "جيزي" تحرّك ساويرس! يبدو أن حرقة (خسارة جيزي) في الجزائر مازالت تؤلم المالك السابق لهذا المتعامل الاقتصادي رجل الأعمال المصري القبطي نجيب ساويرس، لذلك فلا غرابة أن تشرع قناته المسمّاة (أو تي في) في النباح على الجزائر عند أوّل إيعاز لها. قناة (الأو تي في) أرادت أن تنافس (قناة إبليس) في التطاول على الجزائر من خلال استغلال حدث سياسي جزائري داخلي لتصفية حسابات غير بريئة، لكن الجزائريين لم يسمعوا بوقاحتها إلاّ عندما حاولت بعض الوسائط المنسوبة إلى الإعلام في الجزائر الترويج لها. ومن الواضح أن تكالبا إعلاميا شديدا ينتظر الجزائر والجزائريين خلال الأيّام والأسابيع القليلة القادمة، لكن تجربة رئاسيات 2004 علّمتنا أن المعركة لا تُحسم في وسائل الإعلام أبدا.