وضع المدير العام للديوان الوطني للحجّ والعمرة الشيخ بربارة يوم الخميس بالجزائر العاصمة وكالات الحجّ والعمرة في قلب الإعصار حين أبدى سخطه على أداء عدد منها، مؤكّدا أنه سيعاد النّظر في دفتر الشروط للوكالات السياحية والسفر المعتمدة، والتي تؤطّر المعتمرين والحجّاج الجزائريين في البقاع المقدّسة، معلنا عن تسجيل وفاة 32 معتمرا جزائريا خلال شهرين. ذكر الشيخ بربارة خلال اليوم الدراسي الخاص بالوكالات السياحية المعتمدة لتنظيم الحجّ والعمرة لسنة 2014 أنه (سيعاد في القريب العاجل النّظر في دفتر الشروط للوكالات السياحية والسفر فيما يخص تأطير المعتمرين الجزائريين بالبقاع المقدّسة والتطرّق إلى بعض النقاط التي تجعل صاحب الوكالة قادرا على القيام بمسؤوليته ومهامه) وما قد يجعلهم ممنوعين عن التأطير. وبخصوص نقل المعتمرين عبر البرّ رفض مدير الديوان الوطني للحجّ والعمرة رفضا مطلقا قيام أيّ وكالة سياحية بذلك، مضيفا أنه لا يسمح بتاتا بذلك إلاّ عبر الخطوط الجوية الجزائرية أو السعودية وعبر مطارات الجزائر. وبخصوص موضوع يتعلّق بالبعثة الطبّية الجزائرية ذكر الشيخ بربارة أن (هناك نقطة سوداء تحسب على بعض الوكالات السياحية، حيث يرافقها أطبّاء غير مؤهّلين وغير مختصّين فيما يخص التمريض أو التطبيب) وهذا (يتسبّب في حرج مع السلطات السعودية). واعترف المدير العام للديوان الوطني للحجّ والعمرة بأن (هناك خروقات ترتكبها سبع وكالات للسياحية والأسفار فيما يخص تأطير المعتمرين الجزائريين بالبقاع المقدّسة وذلك خلال الموسم الجديد 2014). واستنكر المسؤول (غياب) تأطير الوكالات السياحية والسفر للمعتمرين في المدينة المنوّرة ومكّة المكرّمة، مضيفا أن إهمالها تسبّب في (وفيات وأمراض) في كلّ من جدّة ومكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة، وأكّد أنه (لا يمكن السكوت عن هذه التصرّفات اللاّ مسؤولة والسلوكات غير الأخلاقية واللاّ إنسانية)، مضيفا أن(هناك إجراءات ستتّخذ ضد الوكالات السياحية السبع المتورّطة في الإخلال بالنّظام وبالاتّفاق المبرم مع الديوان)، وأنها ستستدعى من طرف مصالح الديوان. من جهة أخرى، أضاف ذات المسؤول أن هناك تنسيقا بين الديوان الوطني للحجّ والعمرة والقنصلية العامّة الجزائرية بجدّة لتبادل المعلومات بسبب عدم تقديم بعض الوكالات السياحية للقنصل العام عدد قوائم المعتمرين بالبقاع المقدّسة. وفيما يخص إتلاف جوازات السفر ل 97 معتمرا مؤخّرا بالبقاع المقدّسة من طرف وكالة خاصّة ذكر الشيخ بربارة أن القنصل العام قضى وقتا طويلا لمعرفة هؤلاء المعتمرين وإلى أيّ وكالة ينتمون، وتأسّف في الأخير كون عملية تأطير المعتمرين والحجّاج (أصبحت عملية تجارية مادية محضة وليس روحية أو وطنية)، مشيرا إلى أن الوزير الأوّل طلب منه شخصيا وضع حدّ لهذه السلوكات والتصرّفات غير المقبولة، كما طمأن المعتمرين الذين أتلفت جوازات سفرهم بأن جوازاتهم ستصل قريبا عبرة الحقيبة الدبلوماسية وستسلّم لأصحابها ريثما تصل. كما أفاد بربارة بأنه تمّ تسجيل 32 حالة وفاة بين المعتمرين الجزائريين في البقاع المقدّسة بالمملكة العربية السعودية خلال الموسم الحالي (2014)، مشيرا إلى أن عدد الوفيات ضمن المعتمرين سجّل ارتفاعا مقارنة بنفس الموسم من السنة الماضية الذي سجّل به 23 حالة وفاة، وبالمناسبة أعلن أنه تمّ تسجيل إلى يومنا هذا 88 ألف معتمر جزائري، مضيفا أن الجزائر تحتلّ المرتبة الثانية خلال هذا الموسم بالنّسبة لعدد المعتمرين.