من أطرف التعليقات التي أعقبت هزيمة المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم في إفريقيا الوسطى على يد المنتخب المحلّي، وهزيمة المنتخب المصري أمام منتخب النّيجر على أرض الأخير تعليق كتبه مواطن عربي على أحد مواقع الأنترنت قال فيه إنه يبدو أن دعوة الشعبين الجزائري والمصري مستجابة، حيث دعا الجزائريون اللّه أن ينهزم منتخب مصر فانهزم، وبالمثل دعا المصريون على منتخب الجزائر فانهزم أيضا· واعتبر آخرون هزيمة منتخبي البلدين بمثابة عقاب إلهي للشعبين على غرقهما في فتنة غير مسبوقة بسبب كرة القدم، واستدلّ أصحاب هذا الرّأي على صدق قولهم هذا بالإشارة إلى كون جميع عرب إفريقيا فرحوا في الجولة السابقة من تصفيات كأس أمم إفريقيا إلاّ أبناء الجزائر ومصر، فوحدهم الخضر والفراعنة خسروا هذه المرّة· إذ حقّقت منتخبات المغرب وتونس وليبيا انتصارات مستحقّة، وعاد السودان بتعادل ثمين جدّا من غانا، من أمام منتخب بلغ ربع نهائي كأس العالم وكاد يبلغ نصف النّهائي· وسواء كان الأمر استجابة لدعاء الدّاعين أو لعنة من رب العالمين، أو غير هذا وذاك، فإن الأهمّ هو أن الجزائريين والمصريين على حدّ سواء اكتشفوا مرّة أخرى أن كرة القدم مجرّد لعبة فيها الرّبح وفيها الخسارة وفيها التعادل، ولا يمكن بأيّ حال أن تتحوّل إلى سبب ل تقاتل الشعوب· لقد كان وقع هزيمة الجزائر أمام مصر يوم 14 نوفمبر 2009 عظيما على الجزائريين، ليس لأن تلك الهزيمة أوشكت على نسف حلم المونديال وإنما لأنها جاءت أمام منتخب بلد سبّ بعض أبنائه الجزائر ورموزها، وكان وقع هزيمة مصر أمام الجزائر يوم 18 نوفمبر 2009 أعظم ليس فقط لأنه نسف حلم 80 مليون مصري في لعب كأس العالم فقط وإنما أيضا لأنه جاء أمام منتخب بلد اعتبره بعض المصريين حينها لا شيء· ومع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لاندلاع تلك الفتنة شعر الجميع بأن ما حصل لم يكن ينبغي أن يحصل، لكن هذا الشعور ليس مهمّا بقدر ما تهمّ كيفية العمل لتجنّب سيناريوهات مماثلة في المستقبل الذي يبدو مظلما في وجه العرب·