رافق استقدام الأيدي العاملة الأجنبية إلى الجزائر اتساع ظاهرة الزواج المختلط و حيث سجل الخبراء انتهاء غالبية هذه الزيجات بالفشل، خصوصا حالات الزواج من رجال ذوي أصول غير مسلمة وجنسيات ليست عربية خاصة الصينيين، والتي قدر عددها بالمئات في السنوات الأخيرة. وقد شهدت السنوات الأخيرة زيادة في أعداد الجزائريات اللاتي تزوجن من أجانب، خاصة من جنسيات لم يألفها المجتمع الجزائري مثل تايلاند والصين ودول الجنوب الإفريقية والأتراك ، وارتبطت هذه الظاهرة بقدوم الشركات الأجنبية إلى الجزائر منذ نحو عشر سنوات من اجل الإشراف على المشاريع البناء الكبرى على غرار السكنات والطريق السيار شرق غرب ناهيك عن مشاريع أخرى وفي نفس السياق حذر محامون بقسنطينة من ظاهرة زواج فتيات جزائريات من الأجانب ،خصوصا الأتراك و الصينيين، العاملين في مشاريع قطاعات البناء و السكن و الأدوية و السياحة و غيرها، وذلك بسبب ارتفاع عدد قضايا الطلاق الناجمة عن هذا النوع من عقود القران، إذ تعادل نسبتها 20 بالمائة، من مجموع قضايا الطلاق التي عالجتها و تعالجها محاكم قسنطينة في السنتين الأخيرتين، وقد عاب بعض الأخصائيين على الاختيارات في هذه الزيجات المختلطة، ووصفوها بأنها انطلقت من نظرة حالمة لا تستند إلى الواقع حيث تنجم عنها صعوبات نظرا لاختلاف المجتمعات والثقافات والعادات ناهيك عن تفاوت البيئات حيث تزوجت فتاة جزائرية من رجل صيني وفوجئت به يذبح قطتها ويأكلها أثناء غيابها عن البيت لأن لحم القطة يؤكل عند الصينيين وأيضا لحم الكلاب والحشرات والقائمة طويلة، وشدد الأخصائيون على ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على مستقبل الفتاة الجزائرية مع ارتفاع عدد الزيجات المختلطة التي قد تصيب هوية المجتمع بالخلل على المدى البعيد وطالبوا بتقنين هذه الزيجات لضمان كرامة وحقوق المرأة، الاجتماعيون من جهتهم ينظرون إلى تلك المسألة بوصفها جزءا من الحراك البنيوي العام على الصعيدين الوطني والعالمي حيث أن الجديد في الظاهرة هو اتساعها على نحو يعكس الحراك الاجتماعي الذي أفرزته العولمة لتظهر لنا حالات الزواج “عابرة الحدود كما أن تلك الحالات ارتفعت نسبتها فجأة، فاكتشف المجتمع الجزائري ارتفاع أعداد المتزوجات من جنسيات أجنبية، خصوصا من قارتي آسيا وأفريقيا، وهي حالة لم يعتدها الجزائريون من قبل زيادة على هذا فإن اختيار زوج أجنبي قد يتحايل باعتناق الإسلام من أجل إتمام زيجة لا تمثل له سوى محطة عابرة أثناء وجوده مؤقتا في الجزائر وفي نفس السياق أوضحت بعض المحامين من الاتحاد الوطني لمنظمات المحامين الجزائريين، بأن ظاهرة فشل زواج الجزائريات من إطارات و عمال أجانب ،باتت تطرح بقوة خلال السنوات الأخيرة ،تزامنا مع حلول شركات أجنبية إلى بلادنا ، و ما رافق ذلك من استقدام للأيادي العاملة الأجنبية من جنسيات لم يألفها الجزائريون، خصوصا الصينيين و الأتراك الذين يشكلون النسبة الأكبر من هؤلاء الأجانب الوضع الذي أدى بالمقابل إلى ارتفاع في حالات الطلاق عموما كما أن الفتيات كثيرات وقعن ضحايا زيجات مؤقتة، تنتهي صلاحيتها بمجرد انتهاء عقد عمل الزوج الأجنبي، ليغادر إلى بلاده دون رجعة.