تحولت الوقفة الاحتجاجية المنظمة من طرف تنسيقية الحريات من أجل الانتقال الديمقراطي بالعاصمة، إلى مسيرة سلمية انطلقت من مقر حركة النهضة بالأبيار إلى ساحة البريد المركزي التي طوقت بإحكام من طرف رجال الأمن، ومن ثم إلى شارع ديدوش مراد مشيا على الأقدام وسط هتافات»لاللغاز الصخري» واعتقالات لعدد من المتظاهرين الرافضين لاستغلال الغاز الصخري بالجنوب. عرفت العاصمة يوم أمس تعزيزا أمنيا مكثفا من طرف قوات مكافحة الشغب الذين انتشروا بكبرى شوارع العاصمة على غرار شارع ديدوش مراد وأول ماي، وذلك من أجل منع الوقفة الاحتجاجية التي دعت إليها المعارضة والمفترض تنظيمها بساحة البريد المركزي تنديدا بقرار الحكومة القاضي باستغلال الغاز الصخري بالجنوب، حيث تحولت هذه الوقفة إلى مسيرة من الابيار إلى ساحة البريد المركزي على الرغم من إغلاق كافة المنافذ المؤدية إلى هذا الأخير .المسيرة التي عرفت مشاركة الأحزاب المشكلة لتنسيقية الانتقال الديمقراطي وعدد من الشخصيات الوطنية، شهدت لجوء قوات مكافحة الشغب إلى استعمال العنف أمام المتظاهرين من صراخ ودفع وأمر وقطع لافتات المعارضة المنددة باستغلال الغاز الصخري، ووصل بها الأمر إلى حد اعتقال مالايقل عن 50 متظاهرا، متفادية اعتقال قادة تنسيقية الحريات من أجل الانتقال الديمقراطي التي قامت بدفعهم في كل مرة كانوا يحاولون فيها رفع أصواتهم، وهو الأمر الذي لم يحدث مع رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس الذي مشى بكل أريحية من ساحة البريد المركزي إلى مقر الأرسيدي من أجل تنشيط ندوة صحفية هناك.وجدير بالذكر أن المعارضة استقبلت فور وصولها إلى ساحة البريد المركزي بعرس فلكلوري قرر تنظيمه من طرف ولاية الجزائر في 24 ساعة الأخيرة من اجل التشويش عليها وعدم قدرتها على التجمع هناك، وهو الأمر الذي تفاجأ له قادة تنسيقية الانتقال الديمقراطي، مردفين بان النظام قادر على فعل كل شيء من اجل منع المعارضة من قول كلمتها، وتابعوا القول انه رغم العرس الفلكلوري ورغم قمعهم من طرف قوات مكافحة الشغب إلا أن الوقفة الاحتجاجية التي تحولت فجأة إلى مسيرة نجحت بامتياز، كاشفين عن اجتماعهم اليوم لتقييم الأوضاع . مقري: «منع احتجاج المعارضة دليل على هشاشة النظام وعدم ثقته بنفسه» أكد رئيس حركة مجتمع السلم «عبد الرزاق مقري»، أن قيام السلطة بتطويق العاصمة وعدم السماح للمحتجين من الوصول الى ساحة البريد المركزي للتنديد بقرار السلطة القاضي باستغلال الغاز الصخري هو دليل على عدم ثقة النظام بنفسه وهشاشته وفشله مرة أخرى، معبرا عن إصرار تنسيقية الانتقال الديمقراطي في الاستمرار ومواصلة المسيرة النضالية الى حين تحقيق التغيير.وأوضح ذات المتحدث خلال ندوة صحفية نشطها رفقة قادة تنسيقية الحريات من اجل الانتقال الديمقراطي بمقر الارسيدي بالعاصمة، أن المعارضة نجحت في إظهار الصورة الحقيقية للسلطة سواء بتمكنها من الوصول إلى ساحة البريد المركزي أومنعهم من طرف رجال الأمن التي طوقت المكان بإحكام وقامت باعتقال المتظاهرين، وقال أن النظام هو نظام بوليسي قمعي،مشددا على ضرورة إطلاق سراح كافة المتظاهرين المعتقلين.وأضاف أن يوم ال24 من شهر فيفري يعتبر يوما مهما في بناء عناصر التوزان في مواجهة سلطة استغلت المأساة الوطنية واستغلت في ظل مكافحة الإرهاب، واستعملت البحبوحة المالية للتحكم في تلابيب المجتمع وليس لتطوير البلد وتابع انه حينما ظهر فشلها أرادت أن تدخل الجزائر في مغامرة خطيرة باستغلال الغاز الصخري كونها لا تريد أن تعيش إلا لحظتها ولو كان بعدها الطوفان. علي بن فليس: «الشعب ملّ الحكم الفرعوني والتسلطي» أكد رئيس الحكومة الأسبق «علي بن فليس»، أن الشعب مل الحكم الفرعوني التسلطي، وهو الأمر الذي جعله يخرج في هذا اليوم للتضامن مع سكان الجنوب للمطالبة باسترجاع مواطنته وممارسة جميع حقوقه المدنية والسياسية في عاصمة البلاد.وقال المسؤول السابق في الحكومة على هامش المسيرة، بأن الوقفة الاحتجاجية التي شهدتها العاصمة أمس عرفت خروج عدد كبير من الرافضين لاستغلال الغاز الصخري بالجنوب، موضحا بأن الاحتجاج عرف نجاحا كبيرا على الرغم من لجوء رجال الأمن لاستعمال العنف مع عدد من المتظاهرين المتضامنين مع سكان الجنوب المقهورين والمظلومين حسبه.وقال أيضا أن يوم ال24 الذي اختارته تنسيقية الحريات من اجل الانتقال الديمقراطي للخروج في وقفة احتجاجية للرد على قرارات السلطة باستغلال الغاز الصخري بالجنوب، يعتبر يوما عظيما لمايرمز له من معان كبيرة عند الأحرار على غرار استرجاع السيادة الوطنية على المحروقات سنة 1971 حسبما جاء على لسانه. دويبي : «نحن ماضون في احتجاجاتنا ووقفاتنا السلمية» أكد رئيس حركة النهضة»محمد ذويبي» أن تنسيقية الانتقال الديمقراطي ستواصل نضالاتها ومقاوماتها السلمية من اجل التغيير رغم القمع الذي تتعرض له في كل تجمع تنظمه وأردف ذات المتحدث في كلمة القاها بمقر الارسيدي بالعاصمة، أن الوقفة التي دعت اليها تنسيقية الحريات من اجل الانتقال الديمقراطي قوبلت بالضرب والقمع وبكل أشكال العنف مايشير الى ان المعارضة زعزعت النظام من خلال خرجتها هذه وأضاف أن الوقفة الاحتجاجية يكفيها شرفا أنها تحولت لمسيرة و حولت الحركة الاحتجاجية لمسيرة، موضحا بأن المعارضة ماضية في احتجاجاتها ووقفاتها السلمية. المعارضة فشلت في استقطاب المشاركين مشاركة محتشمة للعنابيين في احتجاجات الغاز الصخري نجحت المعارضة، أمس، في كسر السكون وسط مدينة عنابة وذلك بعد أن استقطبت حوالي 80 مواطنا من سكان الولاية في الاحتجاج الذي دعت إليه دعما لسكان الجنوب في مسعاهم الرافض لاستغلال الغاز الصخري، حيث انطلقت الوقفة في حدود الساعة الرابعة والنصف أمام المسرح الجهوي «عز الدين مجوبي» ودامت لحوالي ربع ساعة، تم خلالها رفع العديد من الشعارات على غرار «الوحدة الوطنية خط أحمر»، «كلنا عين صالح» و»الغاز الصخري قضية وطنية»، كما تم خلال هذه الوقفة إلقاء كلمة باسم المعارضة تمت من خلالها دعوة «جميع الجزائريين والجزائريات إلى إبداء مواقف تضمانية مع مواطنينا في مدن وقرى جنوبنا الكبير بكل الوسائل السلمية المتاحة»، كما جاء في هذه الكلمة أن «مشاركتكم في هذه الوقفة ستكون لبنة مهمة في مسار نضالي ضد الاستبداد والعبث بخيرات الوطن، وخطوة لتوحيد الصفوف في طريق التغيير»، هذا وقد شهدت هذه الوقفة الاحتجاجية تعزيزات أمنية كبيرة، كما ان بعض المواطنين أبدوا استغرابهم من السبب وراء هذه الوقفة. وليد. ه