عاشت أمس ساحة البريد المركزي وشارع ديدوش مراد بالعاصمة، حالة من الفوضى والغليان، بسبب تمازج عدد من قادة المعارضة المتظاهرين ضد استغلال الغاز الصخري بجموع المواطنين الذين شدهم الفضول لمتابعة ما يجري، وسار بضع عشرات من المحتجين حاملين شعارات رافضة لبرنامج استغلال الغاز الصخري. لم تنجح أمس، المعارضة في تنظيم الوقفة الاحتجاجية المعارضة لاستغلال الغاز الصخري، أمام ساحة البريد المركزي بسبب تطويق المكان من طرف عناصر الأمن، حيث حاول العشرات من الأشخاص يقودهم زعماء أحزاب سياسية من بينهم علي بن فليس وعبد الرزاق مقري وجيلالي سفيان وعبد الله جاب الله ومحمد ذويبي وأحمد بن بيتور، من تنظيم وقفة تضامنية غير مرخصة مع سكان الجنوب ضد استغلال الغاز الصخري. وبعد أن فشل المنظمون لهذه الوقفة في مسعاهم، توجه المحتجون إلى مقر المكتب الولائي لحزب التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية الكائن بشارع ديدوش مراد، أين نشط بعض مسؤولي الأحزاب السياسية والشخصيات لقاء صحفيا أعربوا فيه عن تضامنهم مع سكان الجنوب في مسألة معارضة استغلال الغاز الصخري . ولوحظ حضور مكثف لعناصر الأمن الوطني الذين تعاملوا مع المحتجين بليونة، حيث منعوهم من التجمهر وحاولوا تطويقهم مما دفع بهم إلى السير نحو شارع ديدوش مراد، وبالمقابل اختلطت شعارات المحتجين في ذكرى 24 فيفري بأهازيج المحتفلين بهذه المناسبة، حيث نظمت بلدية الجزائر الوسطى حفلا بالمناسبة، تم خلاله إجراء عدة مسابقات رياضية ومهرجانات فولكلورية. ورفع المحتجون شعارات دعت للوقف الفوري لاستغلال الغاز الصخري واحترام السيادة والوحدة الوطنية، وقال رئيس حزب جديد سفيان جيلالي في تصريح صحفي »هذا احتجاج سلمي تضامنا مع إخواننا في عين صالح ضد قرار الحكومة التنقيب عن الغاز الصخري« منبها إلى الحشود الأمنية الكبيرة كما استغرب قرار »منع التنسيقية من تنظيم وقفتها الاحتجاجية«. من جانبه قال رئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس »إن ما قامت به السلطة من قمع المسيرة السلمية بالاستنجاد بمصالح الأمن غير مبرر قانونيا، ويعتبر سلوكا تعسفيا غريبا ويتنافى وروح الدستور والقانون«، في حين أفاد محسن بلعباس رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية أن قوات الأمن اعتقلت 50 متظاهرا على حد زعمه.