أحيت يوم أمس وعلى مدار يومين ولاية أم البواقي الذكرى ال58 لاستشهاد البطل الشهيد العربي بن مهيدي من خلال جملة من الأنشطة تمثلت في معارض ثورية ومحاضرات أشرف على انطلاقها وزير المجاهدين السيد الطيب زيتوني رفقة السلطات الولائية وشقيقة الشهيد إلى جانب المنظمات الثورية حيث أقيمت بمتحف المجاهد معارض متنوعة تبرز عظمة شهداء المنطقة في الكفاح من اجل التحرر وفي اليوم الموالي قام الوفد الوزاري بالتنقل إلى مسقط رأس الشهيد بدوار لكواهي بعين مليلة حيث طاف في زوايا المسكن وقراءة الفاتحة مع وضع باقة من الزهور على النصب التذكاري بينما عرف اليوم الثاني احتضان قاعة المحاضرات بالجامعة المركزية فعاليات الملتقى الوطني حول الشهيد الرمز العربي بن مهيدي حيث استهلها الأستاذ الدكتور يوسف مناصرية من جامعة باتنة بمحاضرة تحت عنوان “الشهيد العربي بن مهيدي- بين استراتيجية التخطيط العسكري وتفجير الثورة “ مبرزا الحياة السياسية والعسكرية للبطل التي بدأت مع مطلع عام 1942 انضم لصفوف حزب الشعب بمكان إقامته، حيث كان كثير الاهتمام بالشؤون السياسية والوطنية، في 8 ماي 1945 وكان من بين المعتقلين ثم أفرج عنه بعد ثلاثة أسابيع قضاها في الاستنطاق والتعذيب بمركز الشرطة. عام 1947 كان من بين الشباب الأوائل الذين التحقوا بصفوف المنظمة الخاصة حيث ما لبث في عام 1949 أن أصبح مسؤول الجناح العسكري بسطيف وفي نفس الوقت نائبا لرئيس أركان التنظيم السري على مستوى الشرق الجزائري الذي كان يتولاه يومذاك محمد بوضياف، وفي عام 1950 ارتقى إلى منصب مسؤول التنظيم بعد أن تم نقل محمد بوضياف للعاصمة. بعد حادث مارس 1950 اختفى عن الأنظار وبعد حل المنظمة عيّن كمسؤول الدائرة الحزبية بوهران إلى غاية 1953. وعند تكوين اللجنة الثورية للوحدة والعمل في مارس 1954 أصبح من بين عناصرها البارزين ثم عضوا فعالا في جماعة 22 التاريخية. مبينا الأدوار الكبيرة التي لعبها البطل في التحضير للثورة المسلحة، ومساعيه الرامية إلى إقناع الجميع بالمشاركة فيها، وقال مقولته الشهيرة: إلقوا بالثورة إلى الشارع سيحتضنها الشعب وأيضا: أعطونا دباباتكم وطائراتكم وسنعطيكم طواعية قففنا وقنابلنا، وأصبح أول قائد للمنطقة الخامسة (وهران). كما كان الشهيد من بين الذين عملوا بجد لانعقاد مؤتمر الصومام التاريخي في 20 أوت 1956، وعّين بعدها عضوا بلجنة التنسيق والتنفيذ للثورة الجزائرية (القيادة العليا للثورة)، قاد معركة الجزائر العاصمة بداية من سنة 1955. قبل أن يعتقل نهاية شهر فيفري 1957 واستشهد تحت التعذيب ليلة الثالث إلى الرابع من مارس 1957، بعد أن أعطى درسا في البطولة والصبر لجلاديه. قال فيه الجنرال الفرنسي مارسيل بيجار بعد أن يئس هو وعساكره أن يأخذوا منه اعترافا أو وشاية برفاقه على الرغم من العذاب المسلط عليه لدرجة سلخ جلد وجهه بالكامل وقبل اغتياله ابتسم العربي بن مهيدي لجلاديه ساخرا منهم، هنا رفع بيجار يده تحية للشهيد كما لو أنه قائدا له ثم قال : لو أن لي ثلة من أمثال العربي بن مهيدي لغزوت العالم. في عام 2001 اعترف الجنرال الفرنسي بول أوساريس لصحيفة لوموند أنه هو من قتل العربي بن مهيدي شنقاً بيديه.