ألقت خلية البيئة التابعة للدرك الوطني ببرحال بولاية عنابة أول أمس القبض على 06 أشخاص من مربي المواشي لتورطهم في تعرية الغطاء النباتي ل«بحيرة فزارة" حيث ضبطوا متلبسين بقطع أشجار ما يسمى ب« البوردي” ونقلها على متن 03 شاحنات لاستغلالها في تربية الأبقار خلال فصل الشتاء وكذلك لاستعمالها في تغطية سطح إسطبلات تربية الأبقار والعجول الموجودة بالمناطق الريفية والمعزولة كما تم حجز حوالي 300 حزمة من التبن والعتاد المستعمل في العملية . وجاءت عملية التوقيف حسب مصادر مؤكدة ل« أخر ساعة “ بعد ورود معلومات (مؤكدة) تلقتها مصالح خلية البيئة للدرك الوطني ببرحال مفادها وجود عدة أشخاص داخل محيط البحيرة جاؤوا على متن ثلاث شاحنات تحمل ترقيم ولاية الطارف يقومون بقطع أشجار البوردي جهارا نهارا وضعها في الشاحنات وعلى الفور تحركت عناصر الفرقة فور تلقيها المعلومة إلى البحيرة حيث تمت محاصرة الأشخاص محل البلاغ وتوقيفهم والتحفظ على الشاحنات التي وجدت شبه مملوءة بأشجار البوردي والتبن قبل أن يتم تحويلهم على مقر الفرقة ببرحال لاستكمال الإجراءات القانونية في حقهم مع إعلام وكيل الجمهورية إقليم الاختصاص بالواقعة وبعد تحرير محضر سماع في حقهم تم تحويلهم على الجهات القضائية لإتمام التحقيق القضائي معهم والاستماع إلى أقوالهم فيما نسب إليهم قبل أن يأمر بإيداعهم الحبس المؤقت إلى غاية ال28 سبتمبر المقبل تاريخ محاكمتهم عن جنحة الإضرار بالحيوان والنبات في محمية طبيعية . جمعية حماية البيئة تتأسس كطرف مدني في القضية أكد رئيس الجمعية الوطنية لحماية البيئة والتلوث “علي حليمي” تعليقا على هذه الحادثة بأن الجمعية تأسست كطرف مدني في القضية مشيرا بأن بحيرة فزارة تتعرض العديد من الاعتداءات التي تهدد طابعها البيئي كالصيد المحظور للعديد من الطيور المهاجرة وهذا ما يستدعي ضرورة تحسيس المواطن بأهمية هذه المحمية ونشر الوعي البيئي في أوساط شرائح المجتمع وتكثيف الجهود للحفاظ على هذه الثروة الطبيعية وعلى التنوع الإحيائي المتواجد بها وجعلها قطبا للبحث العلمي يقصده الطلبة والباحثون والمختصون في مجال التنوع البيئي. مشيرا في هذا الصدد بأن المناطق الرطبة على غرار “ فزارة “ تتعرض” للعديد من الاعتداءات منها استصلاح الأراضي الزراعية على حساب الغطاء النباتي والتنوع البيولوجي وقطع وحرق الأشجار المحيطة بهذه المناطق وضخ مياه البحيرة لأغراض الري الفلاحي مما ينجم عنه الجفاف فتصبح غير ملائمة لأي شكل من أشكال الحياة ونهب رمال هذه المناطق والمتاجرة بها بغرض البناء وتصريف مياه بعض الوسائط الرطبة لتوسيع وربح مساحات جديدة من الأراضي الزراعية. مشروع استراتيجي لحماية وترقية المحيط البيئي لبحيرة فزارة وأضاف “حليمي” خلال عرضه لرؤية الجمعية الوطنية لحماية البيئة ومكافحة الثلوث بأنه تم عرض مشروع استراتيجي لحماية وترقية المحيط البيئي لهذه المحمية الطبيعية والذي يمثل في عدة برامج لتوعية وتحسيس الرأي العام ودراسات علمية وزيارات سياحة للمنطقة وتنظيم ندوات علمية لنشر وتجذير ثقافة حماية المناطق الرطبة وإنجاز متحف للتعريف بالثروات التي تزخر بها المنطقة . وتعد هذه البحيرة –حسب المصدر- موقعا للتكاثر البيولوجي حيث تتخذها الطيور لبناء فضاءات للاستراحة من هجرتها الموسمية بحثا عن ظروف مواتية تتوفر فيها ثنائية الدفء والكلأ مما يتعين الحفاظ على هذه المنظومة البيئية حسب رئيس الجمعية. انخفاض عدد الطيور المائية المهاجرة بالبحيرة سجلت الجمعية الوطنية لحماية البيئة ومكافحة التلوث انخفاضا في عدد الطيور المائية المهاجرة إلى المناطق الرطبة بولاية عنابة خلال السنة الفارطة 2014 بالمقارنة مع السنوات الماضية بسبب الانتهاكات المستمرة للغطاء النباتي لقرعة فزارة ببرحال. ويعود هذا الانخفاض أيضا حسب “ حليمي علي” رئيس الجمعية إلى الظروف غير المناسبة حاليا على مستوى هذه المحمية مما سمح للطيور المائية بالاستقرار في مناطق رطبة أخرى موجودة بولايات مجاورة كالطارف وسكيكدة اللتين وجدتا فيهما تلك الطيور المائية كل الظروف المواتية لتحط بها خلال بداية كل موسم للهجرة. داعيا في هذا الصدد جميع الشركاء الى العمل من أجل الحفاظ على هذه المحمية وفي مقدمتهم كل من محافظة الغابات والفلاحة لوقف عمليات نهب الرمال والرعي العشوائي وحرق أعشاش الطيور المحلية والمهاجرة بالإضافة إلى إعادة الاعتبار إلى الحاجز الالكتروني التي من المفروض أن تشرف عليه مديرية الري والدي يعمل على منع مياه البحيرة من التدفق إلى البحر. مؤكدا على عمل الجمعية من حيث التحسيس والتوعية للحفاظ على المحميات الطبيعية خاصة تلك المصنفة عالميا كبحيرة فزارة المصنفة مند سنة 2003 والتي تتعرض من سنوات إلى عدة تجاوزات منها أعمال تخريبية للثروة الحيوانية والنباتية وهذا ما يشكل خطرا على المحمية . الدرك مجند لمحاربة عصابات نهب الثروات المحمية وحسب المصدر فإان مصالح الدرك الوطني تبذل قصارى جهدها بغرض محاربة عصابات نهب المحميات الطبيعية على غرار بحيرة فزارة حيث تتعرض الأخيرة خاصة في الفترة الأخيرة إلى عمليات النهب التي تمس النبات والحيوان فضلا عن مشاركتهم في جميع العمليات التحسيسية التي تقوم بها الجمعية وترافقها في خرجاتها إلى الميدان . مشيرا إلى أن عناصر الدرك الوطني ببرحال فتحوا تحقيقا أمنيا العام الفارط بأمر من وكيل الجمهورية بعد إيداع الجمعية شكوى ضد مجهول بسبب الحرائق التي مست بحيرة فزارة وبعد تكثيف عمليات المراقبة تمكن الدرك من إحباط عدة عمليات نهب للثروة المحمية آخرها أول أمس من توقيف مجموعة من الأشخاص كانوا بصدد نهب كميات كبيرة من النباتات بالمحمية الطبعية بفزارة.