عثر مساء أول أمس صيادون على مستوى الحدود الجزائرية التونسية على المفقودين الثلاث الذين كانوا على متن قارب صيد منذ يوم الثلاثاء المنصرم ولم يتم العثور عليهم بسبب نفاذ الوقود من الزورق الأمر الذي جعلهم يعيشون أياما عصيبة في عرض البحر وينجون بأعجوبة... حيث ثم العثور عليهم في حالة صحية مزرية ليتم التكفل بهم من قبل الصيادين و الاتصال بأهاليهم الذين كانوا يبحثون عنهم في المناطق المجاورة ثم الاتصال بمصالح الحماية المدنية و حراس السواحل لاتخاذ الإجراءات اللازمة. و حسب ما أفادت به آخر ساعة أن الصيادين المنحدرين من مدينة القالة قد عثروا على المفقودين بعرض البحر بمحاذاة الحدود التونسية وهم في حالة صحية حرجة جراء عدم تناولهم للطعام منذ 4 أيام وهو ما دفعهم لانتشالهم من عرض البحر و الخروج بهم على مستوى ميناء القالة للتكفل بهم وانتظار أهاليهم لطمأنتهم من جهة و كذلك للذهاب بهم إلى المنزل حيث كانوا على مقربة من المكان في عمليات بحث متواصلة عنهم لا سيما و أنه بلغتهم أنباء عن وجودهم في تونس و على هذا الأساس تم تكثيف عمليات البحث في المناطق القريبة الأمر الذي سهل الوصول إليهم بمجرد إخطارهم عن مكان تواجدهم هذا و قد تم الاتصال أيضا بحراس السواحل و كذا مصالح الدرك الوطني لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لا سيما و أنه سبق و أن تم إبلاغهم باختفاء 3 شبان يتعلق الأمر بكل من تواتي أحمد البالغ من العمر 21 سنة و صديقه معلمي زكرياء 23 سنة و كذا عبد الغاني عبد الرزاق 24 سنة منذ خروجهم صبيحة يوم الثلاثاء بغرض الصيد في شاطئ سيدي سالم بعنابة. أحد المفقودين بعد خروجهم يروي معاناتهم في البحر ل آخر ساعة بعد التيقن من العثور على الصيادين المفقودين في عرض البحر اتصلت آخر ساعة بتواتي أحمد الذي سرد لنا معاناته رفقة صديقيه طيلة الأيام الأربع حيث أن مأساتهم بدأت يوم الثلاثاء على الساعة الخامسة صباحا حيث توجه الثلاثة للصيد كالعادة من أجل الاسترزاق وبعد أن وضعوا شباكهم تفاجؤوا بإقدام حراس السواحل على مطاردتهم وهو ما دفعهم رفقة بقية الصيادين للتراجع غير أنهم قرروا في اللحظة الأخيرة العودة لإخراج شباكهم من البحر و العودة بها ليتفاجؤوا بنفاذ الوقود من الزورق الأمر الذي جعلهم يعيشون تحت رحمة أمواج البحر التي نقلتهم من مكان لأخر وصولا إلى المياه الإقليمية حيث أكد أحمد في حديثه أنهم كانوا يلوحون بأيديهم لأصحاب البواخر من أجل إنقاذهم و انتشالهم من عرض البحر لكن دون جدوى كما أن أملهم الوحيد فقط في قيام أحد الشهود و من رآهم في عرض البحر بالاتصال بحراس السواحل لانتشالهم و البحث عنهم من خلال الطائرات المروحية أو القوارب لكن دون فائدة حيث واصل أحمد سرد معاناتهم إلى درجة فقدانهم الأمل في النجاة لا سيما و أنهم لا يحملون زادا أو ماء أو غطاء حيث قضوا 3 ليال في العراء بعرض البحر وكان قوتهم الوحيد التزود بالمياه المالحة منتظرين معجزة لإنقاذهم أو الموت جوعا إلى أن لفت انتباه أحد الصيادين لوجودهم حيث سارعوا لإخراجهم وهم في حالة مزرية حيث قاموا بتغطيتهم ومنحهم بعض المشروبات و كذلك الوجبات لإطعامهم ثم الاتصال بذويهم الذين كانوا بمقربة من المكان كما تم الاتصال بالجهات الأمنية لإبلاغهم عن العثور عليهم و اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في حقهم ليتم نقلهم عقب ذلك إلى منازلهم. الضحايا يفاجؤون بتوجيه تهم الاعتداء على أعوان الأمن وفي ذات السياق أكد أحمد في حديثه ل آخر ساعة أنه تفاجأ رفقة صديقه بقيام حراس السواحل بحجز الزورق و كذا المحرك الذي يعد مصدر رزق لهم خاصة و أنهم يستغلونه في صيد السمك و بيعه و الأمر من ذلك هو توجيه تهمة الاعتداء على أعوان الأمن أو الدرك و أنه سيتم توقيفهم لهذا السبب نافيا بذلك المتحدث ضلوعه أو صديقاه في هذه القضية خاصة و أنهم طيلة الأيام الأربع كانوا عالقين بين أمواج البحر ولم يتسببوا في أية حادثة مما سبق ذكره مشيرا في ذات السياق إلى ضرورة تدخل السلطات المعنية بغرض استرجاع زورقه وكذا المحرك و إبطال التهم الموجهة إليهم مؤكدا بأنه لا علاقة لهم بها.