أحدث تدخل قوات قمع الشغب رفقة المدير العام لديوان الترقية والتسيير العقاري بعنابة لإخلاء السكنات من المستفيدين الذين اضطروا لاقتحامها رغم أنهم يملكون جميع الوثائق الرسمية بعد أن رفضت السلطات ترحيلهم خلال العملية الأخيرة التي مست سكان سيدي حرب «2» منذ عدة أسابيع حالة من الرعب والفوضى إثر أصوات كسر مداخل العمارات وكذا اقتحام السكنات من طرف مصالح الأمن بالقوة وسط الظلام الحالك الذي يغرق به حي خرازة ليلا جراء انعدام الإنارة العمومية إلى جانب الاعتداء على العديد من المواطنين الذين تعرضوا للضرب رغم أنهم غير معنيين بالعملية. الجحيم بدأ عند الساعة الثامنة مساء يروي سكان حي 200 مسكن بخرازة الواقع على حافة الطريق الوطني رقم 44 الرابط بين عنابة وولاية سكيكدة والذي يبعد عن مقر وسط المدينة بحوالي عشرة كلم. تفاصيل ليلة الرعب التي عاشوها وهم في حالة ذعر بسبب ما حدث كما رفضوا ذكر أسمائهم بسبب خوفهم من مصالح الأمن وكذا السلطات المتمثلة في مدير أوبيجيي عنابة حيث بدأ تدخل المدير رفقة مصالح الأمن قبل انتهاء مباراة كرة القدم التي جمعت الفريق الوطني مع فريق تانزانيا في محاولة لإجبار العائلات التي اقتحمت السكنات التي كانوا قد استفادوا منها لكن تعنت المقتحمين دفع بالسلطات إلى الاستعانة بقوات قمع الشغب التي زرعت الرعب بالحي في ظل انعدام الإنارة العمومية حيث شملت عملية كسر الأبواب واقتحام السكنات حتى العائلات غير المعنية بقرار الطرد من الذين كانوا قد تم ترحيلهم منذ عدة أسابيع وهو ما أثار سخطا كبيرا وفوضى عارمة نتيجة ارتفاع صراخ النساء المصاحب لكسر الأبواب بالقوة من طرف قوات الأمن وهو ما أخلط الحابل بالنابل لتصبح العملية فوضوية في ظل انعدام التنسيق بين مصالح الأمن والسلطات لاقتحام السكنات المعنية فقط ليتعدى الأمر إلى اشتباكات بالألسن خاصة بالنسبة للعائلات المرحلة سابقا والتي اقتحمت دون وجه حق في ظل غياب رب العائلة الذين لم يتمكن أغلبهم من الوصول إلى سكناتهم بسبب الفوضى العارمة. أطفال مذعورون ونساء في حالة صدمة بينما نحن نتجول بالحي للوقوف على أثار العنف التي خلفها تدخل مصالح الأمن هرع إلينا الأطفال الذين كانوا شهودا على الواقعة حيث راحوا يسردون تفاصيلها وهم في حالة ذعر مؤكدين أن قوات الأمن كانت قد أقدمت على كسر العديد من الأبواب أمام عيونهم عن طريق القوة في مشهد أشبه حسبهم بفيلم الرعب خاصة صور رجال الأمن وهم يجرون النساء خارج السكنات وإرغامهم على الخروج بالقوة عن طريق الجر واقتيادهم إلى عربات الأمن قبل تحويل جميع أو أغلب المقتحمين إلى التحقيق. جر النساء إلى خارج السكنات بالقوة وتعرض الرجال المعارضين للضرب والاعتقال كشف سكان الحي بأن مصالح الأمن التي تحمل أوامر من المسؤول الأول بالولاية عن طريق المدير العام لديوان الترقية والتسيير العقاري بعنابة أقدمت على جر وسحب النساء اللواتي كن ضمن العائلات التي اقتحمت السكنات بالقوة فيما سمع الحاضرون تفوه بعض رجال الأمن بكلمات بعيدة عن الأخلاق خلال عملية طرد العائلات وهو ما أثار سخطا كبيرا في أوساط العائلات المحافظة كما اعتبروا جر النساء من طرف رجال الأمن تعديا على حرمة العائلات حيث كان من المفروض حسب السكان الاستعانة بالنساء اللواتي يعملن بسلك الأمن للقيام بالعملية لعدم المساس بكرامة النساء والفتيات. عائلات ترفض فتح الأبواب وتهدد بتفجير نفسها لجأت بعض العائلات في ظل هول المشهد وتعالي أصوات وصراخ النساء وسط الحي إلى غلق أبواب الشقق التي اقتحموها بالقوة والتهديد بتفجير قارورات غاز البوتان التي حملوها معهم في حال اقتحمت قوات الأمن المنازل التي اعتبروها ملكا لهم بعد أن دفعوا المستحقات المنزلية عليهم كما تحصلوا على جميع الوثائق القانونية التي تخول لهم الاستفادة القانونية من تلك السكنات وهو ما دفع بالسلطات إلى الانسحاب والعودة مجددا نهار أمس حيث تم سحب تلك العائلات بالقوة إلى خارج تلك السكنات غير مبالين بصراخ الأطفال والنساء الذين دوت أصواتهم الحي الجديد الذي ما يزال يفتقر إلى الماء والكهرباء والغاز. الاستدعاءات لإعادة استرجاع العائلات المقصية المبالغ التي دفعوها للأوبيجيي تفجر الوضع كانت تلك العائلات التي تم إقصاؤها من عملية الترحيل والبالغ عددها حوالي 15 عائلة قد توجهت لاقتحام السكنات التي يملكون كل وثائق الاستفادة منها من طرف السلطات بديوان الترقية والتسيير العقاري بعد أن تلقوا استدعاءات أو إعذارات للتوجه إلى المصالح المعنية لإعادة استرجاع المبالغ التي كانوا قد دفعوها كمستحقات لدى ديوان الترقية في وقت سابق وهو ما أكد تهديدات المسؤولين بإقصائهم رغم أنهم لا يملكون أو لم تتم استفادتهم من سكنات حسب ما أثبتته نتائج البطاقية الوطنية وهو ما أقدمت على إثره مصالح ديوان الترقية في وقت سابق على إتمام جميع الإجراءات في انتظار عملية الترحيل بعد انتهاء عملية تهيئة تلك السكنات التي ما تزال غير صالحة للسكن إلى حد كتابة هاته الأسطر وهو ما وقفنا عليه خلال زيارتنا للحي. أثار العنف عند مداخل العمارات وغلق أبواب جميع السكنات المقتحمة بالحديد بقيت أثار العنف التي تم استعمالها خلال عملية إخراج العائلات شاهدة على الموقف الصعب الذي عاشه سكان حي 200 مسكن بخرازة ليلة أول أمس خاصة أثار أقدام مصالح الأمن حتى على أبواب المداخل التي تم كسرها بالقوة رغم عدم وجود العائلات المقتحمة بتلك المداخل إلى جانب كسر الأبواب بالقوة مما خلف تحطم الجدران المحيطة بالأبواب وكذا الأقفال التي وضعها المواطنون ساعة ترحيلهم بسبب عدم توفر الأبواب التي وضعها المسؤولون على أقفال أمنة فيما أقدمت ذات المصالح التي كانت مرفوقة بمصالح الأمن على وضع أبواب جديدة على أبواب المنازل التي تم اقتحامها وتلحيمها نهائيا حتى لا يتم فتحها مرة أخرى في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات التي باشرتها مصالح الأمن مع المقتحمين الذين ما يزالوا يصرون على أن تلك عقب إلغاء قرارات استفادتهم منهاالسكنات من حقهم وعلى المسؤولين تطبيق القانون.. الوالي وراء طرد العائلات المقتحمة لسكان خرازة آسيا بوقرة أكد أمس مدير ديوان الترقية والتسيير العقاري في اتصال مع آخر ساعة أن عمليات المداهمة وطرد العائلات التي اقتحمت السكنات الشاغرة بحي خرازة جاءت بناء على تعليمات والي الولاية الذي ألغى بنفسه قرارات الاستفادة التي سبق وأن تحصل عليها السكان لأسباب مختلفة. وحسب ما كشفه مدير الأوبيجيي عبد الكريم بن شادي فإن هاته العملية جاءت بناء على تحقيقات معمقة قامت بها المديرية خلال الفترة الماضية وبعد دراسة الوضع تم تبليغ والي الولاية حيث قام بدوره بإلغاء قرارات الاستفادة بالنسبة للعائلات المخالفة للقوانين المعمول بها وذلك كل حسب وضعيته حيث أكد المدير أن هذا الإجراء المتخذ ضدهم قانوني بالنسبة للمقصيين من سكان سيدي حرب وحتى وادي الفرشة هذا وقد تم تبليغ العائلات التي عمدت إلى اقتحام السكنات الشاغرة على مستوى حي خرازة على الرغم من تبليغهم مسبقا أنهم غير معنيين بعمليات الترحيل لأسباب مختلفة هم أدرى بها إلا أنهم عمدوا إلى فعل ذلك ما دفع بالسلطات الولائية بالتنسيق مع مصالح ديوان الترقية والتسيير العقاري والاستعانة بمصالح الأمن بعد تبليغهم عن طريق محضر قضائي بإخلاء المسكن خلال 48 ساعة وبعد انتهاء المدة المحددة تم إخراجهم عن طريق القوة العمومية وذلك لإعادة منح هاته السكنات لعائلات لها الأحقية بها على غرار مقتحميها للإشارة فإن حي خرازة خلال اليومين المنصرمين شهد ليلة رعب بسبب تدخل قوات الأمن التي أرغمت المقتحمين على الخروج وهو ما دفع بالسكان إلى الاحتجاج ورفض الخروج على اعتبار أن لهم الأحقية في ذلك لا سيما وأنهم استفادوا من القرار وقاموا بتسديد المستحقات وهو ما جعلهم يقتحمون السكنات على الرغم من إقصائهم من عمليات الترحيل الأخيرة هذا وقد أضافت مصادرنا في ذات السياق أن ديوان الترقية والتسيير العقار عمد بدوره إلى إعادة المستحقات التي قاموا بدفعها عن طريق المحضر القضائي غير أنهم رفضوا استلامها.