تمكنت مصالح الأمن والسلطات المحلية وفي ساعات متأخرة من ليلة أول أمس من إخلاء جميع السكنات المقتحمة ليلة الجمعة إلى السبت الماضي من قبل عدد من العائلات وذلك بكل من باش جراح والمحمدية وحسين-داي بعد إقناع العائلات المقتحمة للسكنات بكل من حي مختار زرهوني ''الموز'' وحي البرتقال وقدور رحيم بضرورة التخلي عنها واتباع السبل القانونية المعمول بها للحصول على مسكن لائق، وإن أتت جهود مصالح الأمن أكلها إلا ان الخسائر التي ألحقتها العائلات بالمساكن قدرت بالملايير بعد عملية الاقتحام الشرسة والسرقات التي طالت السكنات. وكانت أزيد من 400 عائلة قد قامت ليلة الجمعة إلى السبت الماضي باقتحام عدد من السكنات بتعداد يفوق ال300 مسكن بحي مختار زرهوني بالمحمدية، 150 مسكنا بحي البرتقال بباش جراح وحي قدور رحيم بحسين-داي والمقدرة إجمالا بنحو500 مسكن بمختلف الصيغ منها الاجتماعي والتساهمي وحتى الترقوي كما تعرضت سكنات شاغرة أخرى إلى الاقتحام والسطو وهي ملك لأصحابها. وفي اتصال هاتفي، أكد المدير العام لديوان الترقية والتسيير العقاري لحسين داي السيد محمد رحايمية أن كل السكنات الاجتماعية التي تم اقتحامها بحي مختار-زرهوني (حي الموز سابقا) قد تم استرجاعها غير أن وضعيتها كانت مزرية بعد ان عمد مقتحموها إلى تخريبها وسرقة أجزاء هامة منها على غرار القنوات المطاطية والنحاسية بالإضافة إلى الكسر الكلي للأبواب الخارجية والداخلية. وقدر السيد رحايمية الخسائر المالية الناجمة عن عمليات الاقتحام غير القانونية إلى أزيد من 15 مليار سنتيم ستتكبدها خزينة الدولة فيما تشير مصادر أمنية إلى إقدام العائلات المقتحمة على اقتحام سكنات مأهولة وسرقة جميع اغراضه في حين شهد الحي شبه مشادات بين العائلات المقتحمة للسكنات التساهمية وبين أصحابها الذين لم يتسلموها بعد قبل تدخل مصالح الأمن وإقناعها بإخلاء هذه السكنات. وقد استغلت العائلات المقتحمة هدوء الليل وتركيز مصالح الأمن على المسيرة التي كان مقررا تنظيمها أول أمس انطلاقا من ساحة أول ماي، كما وجدت العائلات والمواطنون الذين جاءوا من أحياء باب الوادي، بلكور، القصبة والسوريكال بباب الزوار تواطؤا كبيرا من سكان حي 800 مسكن بحي الموز، حيث تتواجد أزيد من 500 شقة شاغرة محل الاقتحام. وتمكنت مصالح الأمن والسلطات المحلية لبلدية باب الزوار إلى جانب مسؤولي دواوين الترقية والتسيير العقاري صاحبة المشاريع من إقناع المواطنين الذين اقتحموا السكنات الترقوية والتساهمية بضرورة إخلائها خاصة بعد توافد العائلات صاحبة السكنات إلى الموقع ودخولها في مناوشات مع المقتحمين فيما استمرت عمليات إقناع باقي العائلات إلى غاية حدود الساعة الثالثة من فجر أمس.