قامت نهار أمس قوات مكافحة الشغب بفض الحركة الاحتجاجية التي قام بها سكان بلدية وادي الماء التابعة لدائرة مروانة شمال غرب ولاية باتنة، بعد أن قرر المحتجون مواصلة اعتصامهم لليوم الثاني لتتدخل قوات مكافحة الشغب لتفريقهم حيث نشبت مشادات ومواجهات عنيفة بينهم، من بينهم نساء وشباب بطالون وأطفال، مع عناصر قوات مكافحة الشغب التابعة للدرك الوطني في شوارع البلدية حيث تم رشق الحجارة من فوق السطوح واستعمال المياه الساخنة مما تسبب في إصابة أزيد من 10 أشخاص حسب شهود عيان، فيما أصيب البعض من المحتجين بإغماءات جراء اختناقهم بالغاز المسيل للدموع هذا وقد تنقلت مصالح الحماية المدنية إلى موقع الاحتجاج لنقلهم إلى مستشفى علي النمر بمروانة لتلقي العلاج .هذا وقد عاشت المنطقة حالة طوارئ أعلنها سكان المنطقة للمطالبة بعدم تحويل مشروع مصنع لإنتاج لوحات الطاقة الشمسية سرعان ما تحولت إلى أعمال شغب وتخريب و حاول محتجون اقتحام المؤسسة العقابية المتواجدة بالبلدية، وحاصروا فرقة الدرك الوطني بالإضافة إلى شل كافة المرافق العمومية ومنع التحاق التلاميذ بمقاعد الدراسة وغلق كافة المحلات التجارية، وقام محتجون بمحاولة اقتحام السجن المتواجد بمدخل البلدية بعد أن قطعوا تزويد المؤسسة بالغاز والماء وخربوا واجهته ومنعوا تموينه بالخبز الموجه للنزلاء من المساجين. حيث أقدم شبان على محاصرة فرقة الدرك الوطني وقذفها بالحجارة، ما دفع أعوان الدرك إلى إطلاق أعيرة تحذيرية ليتحول الشبان نحو المؤسسة العقابية التي تم قذفها بالحجارة ثم كسر بابها واقتلاعه ثم حرقه ورميه في الشارع المقابل فاندلعت مناوشات بين عدد من الشبان وأعوان الدرك والسجن، ما استدعى طلب تعزيزات أمنية من خلال إرسال وحدات مكافحة الشغب إلى المنطقة تحسبا لأي طارئ. في حين أكد رئيس البلدية أن المجتمع المدني قدم مطالبه إلى الجهات المعنية، لكنه لم يستطع التحكم في مسار الأحداث والفئات الشبانية المندفعة. وجاء هذا الاحتجاج كرد فعل من سكان المنطقة على قرار تحويل مشروع مصنع إنتاج الطاقة الذي كان مقررا إنجازه في بلدية وادي الماء وتم اختيار الأرضية وإتمام جميع الإجراءات اللازمة قبل الانطلاق، وهو مشروع كان شباب البلدية يأملون في أن يكون ملاذا لهم لإيجاد مناصب شغل تخرجهم من أزمة بطالة خانقة كانت سببا في ارتماء العشرات منهم في أحضان آفات اجتماعية مختلفة، إلا أن هذا المشروع الحلم تقرر تحويله إلى ولاية أخرى بتواطؤ مسؤولين نافذين – حسب المحتجين- الذين أضافوا مطلبا آخر لا يقل أهمية عن الأول والمتعلقة بترميم طريق الشلعلع المؤدي إلى عاصمة الولاية بحكم موقعه الاستراتيجي المتواجد في جبال الشلعلع السياحية.