المتظاهرون قاموا بإشعال المدخل الرئيسي للمؤسسة العقابية المحتجون طالبوا بمشروعي الطاقة الشمسية وطريق الشلعلع عاشت، يوم أمس، بلدية وادي الماء بدائرة مروانة في ولاية باتنة، أوضاعا مضطربة بسبب احتجاجات كادت أن تنزلق إلى الأخطر في أكثر من مناسبة . ومن أجل نقل حيثيات ما وقع عن قرب، تنقلت « النهار»، ظهر أمس، إلى بلدية وادي الماء عبر بلدية سريانة، أين وجدنا الطريق الرابط بين حي علي النمر ومدينة وادي الماء مغلقا تماما بالحجارة والمتاريس والعجلات المطاطية المشتعلة، فاضطررنا إلى مواصلة السير على الأقدام، وبالقرب من مقر متوسطة «مراح عبد الله» التي لم يلتحق تلاميذها بمقاعد الدراسة كحال كل المؤسسات التعليمية الأخرى، نصحنا المحتجون بتحويل المسار خلف مقري السجن والدرك الوطني تفاديا لتعرضنا لمكروه، خاصة بعد إقدام مجموعة من المحتجين على منع وصول الخبر إلى مساجين مؤسسة الوقاية التي قُطع عنها الماء والغاز، في إجراء غير مسبوق ألحق بمحاولة اقتحام السجن عن طريق اقتلاع بابه الرئيسي وإضرام النار فيه، في تطور مشابه لما حدث مع مقر فرقة الدرك الوطني، ووسط الشارع الرئيسي، أين وجدنا كل شيء مغلقا من محال تجارية ومقاهي ومطاعم ومؤسسات عمومية، وبالقرب من مقر البلدية التي تم تخريب وحرق جزء من مقر الحالة المدنية ومحتوياتها، استقبلنا أكثر من 2000 محتج، حيث شرع ممثلون عنهم في سرد تفاصيل أهم انشغالين كانا وراء هذه الاحتجاجات العارمة، وهما القرار الغامض المتعلق بتحويل مشروع مصنع إنتاج الطاقة الذي كان مقررا إنجازه في بلدية وادي الماء وتم اختيار الأرضية وإتمام جميع الإجراءات اللازمة قبل الانطلاق، وهو مشروع كان شباب البلدية يأملون أن يكون ملاذا لهم لإيجاد مناصب شغل تخرجهم من أزمة بطالة خانقة كانت سببا في ارتماء العشرات منهم في أحضان آفات اجتماعية مختلفة، إلا أن هذا المشروع الحلم تقرر تحويله إلى ولاية أخرى بتواطؤ مسؤولين نافذين – حسب المحتجين- الذين أضافوا مطلبا آخر لا يقل أهمية عن الأول والمتعلقة بترميم طريق «الشلعلع» إلى عاصمة الولاية، الذي سيتحول إلى قطب سياحي هام، إذ أنه يتوسط لوحات طبيعية خلابة تتخللها مساحات واسعة من أشجار الأرز الأطلسي – يقول المحتجون – إن ذلك سيخلق مناصب شغل كثيرة في المجال السياحي، علما أنّ هذا الطريق كان مغلقا منذ بداية التسعينيات بسبب تردي الأوضاع الأمنية، قبل قرار السلطات العسكرية بفتحه بعد رفع حالة الطوارئ في الجزائر شهر فيفري من سنة 2011، لكنه بقي مهترئا لدرجة استحالة استعماله، إلى ذلك كان بعض المحتجين من وقت لآخر يرددون شعارات سياسية رفضها الكثيرون، وفي الوقت نفسه كانت ما لا يقل عن 50 سيارة تابعة لقوات مكافحة الشغب متوقفة بنواحي قرية «الهنشيرة» على جانب الطريق المؤدي إلى بلدية مروانة، وأخرى عند مدخل منطقة الحاسي تنتظر أوامر التدخل لفض اعتصام المحتجين وفك الحصار عن مقري الدرك والسجن، لتندلع مواجهات عنيفة وقت المساء، مخلفة عددا غير معروف من المصابين وسط المحتجين، وحتى وسط صفوف قوات مكافحة الشغب، وهي المواجهات التي كانت متواصلة إلى غاية كتابة هذه الأسطر، وسط حالة احتقان كبيرة، نتائجها مفتوحة على كل الاحتمالات، هذا وحاولنا مرارا الاتصال برئيس بلدية وادي الماء ورئيس دائرة مروانة لمعرفة ردهما في خصوص ما حدث، إلا أن الأمر تعذر علينا. "مير" واد الماء حسين سلطاني: مشروع الطاقة الشمسية باق على أراضي البلدية أوضح رئيس المجلس الشعبي لواد الماء بدائرة مروانة ولاية باتنة، حسين سلطاني، أن مشروع محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية لا يزال ساري المفعول، وأنه لم يتم إلغاؤه ولا نقله إلى أي جهة. وأضاف أنهم كسلطات محلية، بصدد البحث على أرضية غير فلاحية صالحة لإنجازه تناسب المعايير المعمول بها لإنجاز مثل هذه المشاريع. وعليه طمأن المواطنين المعنيين بأن المشروع سيجسد في أقرب وقت ممكن بمجرد تحديد الأرضية الصالحة لذلك.
موضوع : إحباط محاولة حرق سجن واقتحام مقر الدرك بمروانة في باتنة 0 من 5.00 | 0 تقييم من المستخدمين و 0 من أراء الزوار 0