تعرف أغلب مناطق ولاية جيجل هذه الأيام ارتفاعا مضطردا وغير مسبوق في الإصابة بداء الإنفلونزا خصوصا على مستوى المدن الرئيسية للولاية وهو ما تسبب في ازدياد الضغط على المستشفيات والعيادات الطبية بسبب التقاطر الكبير للمرضى على هذه الأخيرة من أجل مواجهة تبعات هذا المرض . ورغم الأجواء شبه الجافة التي عاشتها ولاية جيجل منذ مطلع الشتاء الجاري وعدم تهاطل الأمطار إلا في حالات نادرة ، بل وارتفاع درجات الحرارة التي تجاوزت المعدل الفصلي بكثير خصوصا خلال ساعات النهار إلا أن ذلك لم يمنع من تسجيل عدد كبير من حالات الأنفلونزا خصوصا في صفوف الأطفال والنساء وحتى كبار السن حيث اعترفت المصالح الطبية بتزايد عدد المصابين بهذا المرض خلال الفترة الأخيرة وهو ما ولد مخاوف وإشاعات وسط المواطنين بشأن أسباب ذلك وذهاب بعض الأطراف إلى حد الحديث عن فيروس خطير يقف وراء هذا الكم من الإصابات خصوصا وأن الارتفاع المسجل في عدد المصابين بداء الأنفلونزا بجيجل تزامن مع حالة الاستنفار التي تعيشها مختلف دول العالم بسبب فيروس “زيكا” الذي يصنع الحدث منذ عدة أيام في الأوساط الطبية بالعالم .ورغم الإجراءات غير العادية التي سجلت على مستوى عدد من المصالح الطبية بجيجل للتعامل مع الأعداد المتزايدة للمصابين بداء الأنفلونزا إلا أن بعض الأطباء الذين تحدثنا معهم أكدوا لنا بأن الأمر لا يستدعي كل هذا التهويل وأن المصالح الطبية بعاصمة الكورنيش لم تسجل إلى حدود مطلع الأسبوع الجاري أي أمر يستدعي كل هذا الخوف خصوصا يقول هؤلاء أن أغلب الحالات التي تم التعامل معها كانت عادية ولا تخرج عن نطاق الأنفلونزا الموسمية التي تتزايد حدتها في مثل هذا الوقت من السنة ، ولو أن بعض هؤلاء الأطباء اعترفوا في حديثهم معنا باحتمال تسبب الأجواء الجافة والحارة نسبيا في تنامي بعض أنواع الميكروبات التي تنشط أكثر في مثل هذه الأجواء والتي عادة ما تساهم الأجواء الباردة في قتلها والقضاء عليها عكس بعض أنواع الفيروسات الأخرى الموجودة في الهواء وكذا الطبيعة والتي تنشط وتتنامى في الأجواء الباردة ، علما و أن سكان جيجل كانوا قد عاشوا قبل فترة وجيزة تجربة مريرة مع داء التهاب السحايا الذي اجتاح إقليم الولاية خلال فصل الصيف الماضي واستدعى إرسال لجنة تحقيق من معهد باستور بالعاصمة بعد تسبب المرض في وفاة عدة أشخاص ببلديات الشقفة ، الطاهير والقنار وهو ما يفسر الحساسية الكبيرة التي بات يتوفر عليها الجواجلة تجاه الأمراض المستجدة أو بالأحرى تجاه أية إشاعة تتعلق بالأمراض الوبائية حتى وإن كانت هذه الأخبار عارية في أغلب الأحيان من الصحة .