يبدو أن أوروبا عموما وفرنسا خصوصا أصبحت غير قادرة على الخروج من دوامة الإرهاب، فمنذ مطلع عام 2015 وتيرة الأعمال الإرهابية فيها تسير بشكل متسارع ولعل أبرزها ذلك الذي وقع نوفمبر الماضي في باريس، قبل أن ينفذ ليلة الخميس هجوم دامي في مدينة نيس أودى بحياة قرابة 100 شخص أثناء احتفال الجمهورية الخامسة بيومها الوطني. أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية، أمس وصول عدد قتلى الهجوم الإرهابي الذي وقع في مدينة نيس إلى 84، فضلا عن إصابة 18 آخرين بجروح خطيرة، وقال مصدر طبي فرنسي إن 50 طفلا على الأقل في المستشفيات إثر إصابتهم في هجوم نيس الذي أودى بحياة 84 شخصا على الأقل، حيث وقع الاعتداء عندما انطلق المهاجم بشاحنة مسرعة صوب حشد من الناس أثناء مشاهدتهم عرضا للألعاب النارية خلال الاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي في هذه المدينة المطلة على البحر الأبيض المتوسط، حيث كشفت الشرطة الفرنسية أن حمولة الشاحنة تبلغ 25 طنا ولا تحمل لوحات ترقيم، حيث قادها المهاجم لما يقترب من الكيلومترين قبل أن تقتله الشرطة بالرصاص في النهاية، حيث كشف برنارد كازنوف وزير الداخلية الفرنسي بهذا الخصوص أن منفذ الهجوم كان يحمل أسلحة وقنابل يدوية، كما أنه فتح النار على الحشد أثناء تنفيذه العملية، كما عثرت السلطات الفرنسية داخل الشاحنة التي استخدمت في تنفيذ الهجوم، على أوراق إثبات شخصية لمواطن فرنسي تونسي، وقال هذا المسؤول الفرنسي بخصوص هذا الهجوم: “نحن في حالة حرب مع إرهابيين يريدون إيذاءنا مهما كلف الأمر”، في الوقت الذي استدعى فيه فرنسوا هولاند رئيس البلاد احتياط الجيش من لتعزيز صفوف قوات الأمن، مشيرا إلى إمكان استخدام هؤلاء الاحتياطيين في مراقبة الحدود. هكذا بدأت وانتهت العملية 22:45- بدأت العملية حين تجمع آلاف الزائرين والسكان لمشاهدة الألعاب النارية، للاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي في نيس. 23:00- اتجهت شاحنة يسارا إلى شارع “برومناد ديز أنغلي” ثم نحو الحشود. 23:01- تعمد السائق صدم الحشود أثناء قيادته الشاحنة، لحصد أكبر عدد من الضحايا. 11:02- بدأ الحشد بالتدافع فيما الشاحنة تستمر في حصد المزيد من الضحايا. 11:03- تتوقف الشاحنة ويبدأ تبادل إطلاق النار مع الشرطة. 11:04- قتلت الشرطة سائق الشاحنة خلال تبادل إطلاق النار، لتنتهي بذلك هذه القصة الدرامية. وحيد هاني بعد عقده اجتماع أزمة هولاند يمدد حالة الطوارئ ل 3 أشهر وحيد ه وصل فرانسوا هولاند الرئيس الفرنسي أمس إلى مدينة برفقة وزير الخارجية مانويل فالس، حيث وصف الهجوم بأنه “عمل إرهابي”، وقال إنه سيتم تمديد حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر أخرى، وقال الرئيس الفرنسي: “ما من أحد ينكر الطبيعة الإرهابية لهذا الهجوم الذي يعد مرة أخرى الشكل الأكثر تطرفا من أعمال العنف”، وأضاف: “الحرب على الإرهاب ستطول، لأن العدو سوف يستمر في شن الهجمات، الهجوم استهدف فرنسا كلها، وضحايا من جنسيات متعددة”، وأضاف هولاند بعد زيارة المصابين في مستشفى قريب من موقع الحادث، أن هناك 50 شخصا آخرين “بين الحياة والموت” بعد الاعتداء، مشيرا إلى عدد كبير من الأجانب بين ضحايا الهجوم، وقال فالس “إن فرنسا لن ترضخ للتهديد الإرهابي. الزمن تغير، وسيترتب على فرنسا التعايش مع الإرهاب، علينا أن نرص الصفوف ونكون متضامنين ونتحلى ببرودة أعصاب جماعيا”، وتابع مشددا “إن فرنسا بلد كبير وديمقراطية كبيرة لن تسمح بزعزعة استقرارها”. وقال “أرادوا ضرب وحدة الأمة الفرنسية، وبالتالي فإن الرد الوحيد المناسب والمسؤول من فرنسا سيكون ذلك الذي يبقى وفيا لروح 14 جويلية، أي فرنسا موحدة ومجتمعة حول قيمها. سنقف كتلة واحدة، هذا المطلب الوحيد المجدي اليوم”. تشابه كبير في عدد من التفاصيل الإرهابي استلهم فكرة الهجوم من فيلم فرنسي وحيد هاني رغم اختلاف بعض التفاصيل، فإن اختيار يوم العيد الوطني لفرنسا “يوم الباستيل” من أجل شن هجوم إرهابي تناولته السينما العالمية قبل شهرين فقط، ففي فيلم “يوم الباستيل”، تعمل عصابة من بينهم مسؤول رفيع في الأمن، على استغلال الصورة النمطية السائدة ضد المهاجرين والمسلمين، لتضرب البلاد بسلسلة من التفجيرات في أكثر من مكان وإثارة احتجاجات شعبية واسعة في يوم الاستقلال من أجل التغطية على سرقة البنك المركزي، والمفارقة أن الإرهابيين في الفيلم اختاروا يوم العيد الوطني للقيام بعمليتهم من أجل أن تعطي دلالة أكثر على أنها عمل إرهابي تقليدي، وفي ذات التوقيت كان المفضل لدى مهاجم الحشود الغفيرة في نيس، الذي استقل شاحنة كبيرة ودهس العشرات الذين تجمعوا للاحتفال بيوم الباستيل على شاطئ المدينة، مما أسفر عن مقتل 84 شخصا على الأقل، ويشترك الفيلم مع الواقع هنا ليس فقط في اختيار التوقيت لكن أيضا في وضع المهاجرين أو الفرنسيين من أصول مهاجرة، في الإطار الإرهابي، ويبدو أن الخيال الإرهابي فاق الخيال السينمائي، فلم يلجأ إلى التفجيرات والأدوات المعتادة، بل استخدم هذه المرة شاحنة لتتسبب في ضرر أشد وقعا ورعبا من انفجار ضخم. بعيدا عن الأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة الإرهاب يلجأ لوسائل جديدة لتنفيذ هجماته وحيد هاني يشير استخدام إرهابي لشاحنة من أجل دهس عشرات الأشخاص في منطقة سياحية في مدينة نيس الفرنسية، إلى تحقق أسوأ الكوابيس التي يمكن أن يتوقعها مسؤولو الأمن في أوروبا، وهي أن تصبح أي شاحنة أو سيارة تهديدا محتملا، ففي هذه المرة استخدم المهاجم وسيلة لا تثير انتباه الأمن، وهو ما جعله ينطلق بحرية تامة ليدهس العشرات ويحقق أكبر قدر من الأذى دون الاضطرار لاستخدام متفجرات أو أسلحة تحتاج إلى وقت وشبكة معقدة من الإرهابيين لتهريبها ووصولها إلى المكان المستهدف، ويضع الهجوم الدامي في نيس كل ما يسير على إطارات موضع اشتباه، مما يضع حملا أمنيا غير عادي على أجهزة المخابرات والشرطة، ويجعل خطر وقوع حادث مماثل محتملا دائما في جميع أنحاء أوروبا وليس فرنسا فقط، لأنه من الصعب إحباط مثل هذه العمليات، وذكرت وسائل إعلام فرنسية أن المخابرات الفرنسية لم تكن تملك ملفا عن منفذ هجوم نيس التي ذكرت التقارير الأولية، واستخدام شخص “نظيف” أمنيا، يزيد أيضا من صعوبة توقع وتتبع الخطط الإرهابية لشن هجمات غير تقليدية لا تنطوي على استخدام متفجرات أو وسائل محظورة أمنيا، وحسب وسائل الإعلام الفرنسية فإن الفرنسيين أصبحت لديه فوبيا من الشاحنات، حيث أصبحوا يتجنبون المرور أمامها خوفا من عيش نفس السيناريو. ينحدر من أصول تونسية منفذ هجوم نيس لديه سوابق في العنف العائلي أفادت وسائل إعلام فرنسية أن منفذ الهجوم الدامي في نيس تونسي يحمل أوراق إقامة في فرنسا، وأنه معروف لدى الشرطة على خلفية أعمال عنف منزلية، وقالت المصادر ذاتها إن الرجل البالغ من العمر 31 عاما المولود في تونس، كان على وشك الطلاق من زوجته التي أنجب منها 3 أطفال، وعانى الاكتئاب مؤخرا، وأشار جيرانه إلى “خلافات مستمرة” مع زوجته، التي قدمت عدة شكاوى للشرطة نتيجة اعتدائه عليها، آخرها قبل أيام، ويعمل منفذ الهجوم سائق شاحنة، واستأجر الشاحنة التي نفذ بها الهجوم الذي وقع مساء الخميس، وبعد مقتل المنفذ، عثرت السلطات الفرنسية داخل الشاحنة على بطاقة هوية ورخصة قيادة وبطاقة بنكية وهاتف. الهجوم مس العديد من الجنسيات امرأة وطفلان ضمن الضحايا الجزائريين في هجوم نيس أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية عن وجود ثلاثة جزائريين ضمن الضحايا الذين سقطوا ليلة الخميس في الهجوم الذي شهدته مدينة نيس، حيث أوضح المصدر أن الأمر يتعلق بكل من رحموني زهية البالغة من العمر 65 سنة وهي من ولاية قسنطينة توجهت إلى فرنسا بغرض التداوي، أما الضحيتان الأخريان فهما طفلان من خنشلة يبلغان من العمر عامين وسبع سنوات، ولم يقتصر الضحايا العرب على الجزائر فقط، حيث أفاد القنصل التونسي العام في نيس أن المواطن التونسي بلال لباوي توفي في الهجوم الإرهابي، كما أفادت وسائل إعلام مغربية أن امرأة من المملكة المغربية في عقدها السادس قتلت في الهجوم، فيما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيري أن أمريكيين قتلا في الاعتداء، كما أعلنت أيضا وزارة الخارجية الروسية أن مواطنا روسيا بين الضحايا الأجانب للاعتداء الذين يتواجد من بينهم أيضا امرأة أرمينية، مواطنة سويسرية وثلاثة ألمان، فيما أعلنت الخارجية البلجيكية أنها لا تملك أي معلومات عن 20 شخصا من رعاياها. وحيد هاني الجزائر تدين بشدة الهجوم الإرهابي في نيس أدانت الجزائر أمس بشدة الهجوم الإرهابي الذي ارتكب ليلة الخميس في مدينة نيس جنوبفرنسا، خلف 84 قتيلا وعشرات الجرحى، حيث عبرت على تعاطفها وتضامنها مع الشعب الفرنسي وعائلات الضحايا واستعدادها لمواصلة مساهمتها في الجهود المجموعة الدولية لاجتثاث ظاهرة الإرهاب، وأوضح بيان لوزارة الخارجية، “إن الجزائر تدين بشدة الهجوم الإرهابي، الذي وقع أمس الخميس، بمدينة نيس وتعبر عن تعاطفها وتضامنها مع فرنسا ومع الشعب الفرنسي وعائلات الضحايا “، وأضاف البيان، أن “الإرهاب الجبان والأعمى الذي ضرب من جديد والذي ما dزال يضرب في العديد من المناطق عبر العالم، قد بلغ مستويات من البربرية والوحشية التي لا يمكن لأي منطق تقبلها من أي قيم أو اعتقادات أو مفاهيم دينية أو أخلاقية”، وأشار بيان وزارة الخارجية، إلى “إن الجزائر التي عاشت الإرهاب وعرفت كيف تتخلص منه لوحدها بفضل إرادة وتصميم وتضحيات شعبها تواصل تقديم مساهمتها في جهود المجموعة الدولية لاجتثاث هذه الظاهرة والقضاء على تهديداتها على أمن الشعوب واستقرار الأمن و السلام في العالم”. وحيد ه السلطات الفرنسية تعلن الحداد الوطني ل 3 أيام أعلن مانويل فالس رئيس الوزراء الفرنسي الحداد لثلاثة أيام على كامل الأراضي الفرنسية، تضامنا مع ضحايا اعتداء نيس، حيث شدد فالس في ختام اجتماع أزمة ترأسه هولاند على أن “فرنسا لن ترضخ للتهديد الإرهابي” داعيا إلى رص الصفوف والوحدة، ونكست الأعلام فوق المباني العامة اعتبارا من أمس، كما سينظر البرلمان الأربعاء والخميس في مشروع قانون يمدد إلى نهاية أكتوبر حالة الطوارئ المفروضة في البلاد منذ اعتداءات نوفمبر 2015 في باريس وحيد ه