خلف اعتداء مساء الخميس، نفذ بشاحنة من الحجم الكبير قامت بدهس حشد من الناس بمدينة نيس جنوبفرنسا 84 قتيلا على الأقل وعشرات الجرحى. هذا الاعتداء الذي جاء أثناء الاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي وقع في شارع “برومناد ديزانغليه” الذي يقصده السياح بكثرة، وقد فرضت السلطات طوقا أمنيا في المكان، في حين دعت السلطات المواطنين لأخذ الحيطة والحذر. دهست شاحنة من الحجم الكبير جمعا من الناس في مدينة نيس جنوبفرنسا كانوا محتشدين لمشاهدة الألعاب النارية بمناسبة احتفالات العيد الوطني مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، في حين اعتبرت السلطات المحلية ما جرى “اعتداء” داعية المواطنين للاحتماء. ووقع الحادث في شارع “برومناد ديزانغليه” الذي يقصده السياح بكثرة، وقد فرضت السلطات طوقا أمنيا في المكان، في حين وصفت السلطات المحلية في مقاطعة الألب-ماريتيم ما جرى بالاعتداء. وحسب آخر حصيلة رسمية فإن الاعتداء خلف 84 قتيلا على الأقل وعشرات الجرحى، 18 منهم في حالة “حرجة جدا، وتولت النيابة العامة المكلفة بمكافحة الإرهاب التحقيق في الاعتداء.
هولاند يعلن تمديد حالة الطوارئ ويدعو الاحتياطيين في الجيش أعلن الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، في خطاب ألقاه على الفرنسيين فجر الجمعة إثر اعتداء نيس، تمديد حالة الطوارئ لثلاثة أشهر والتي كان يفترض أن ترفع في 26 من الشهر الجاري رفعها إثر اعتداء نيس الذي أوقع 84 قتيلا على الأقل. ودعا هولاند الاحتياطيين في الجيش إلى المشاركة في تعزيز الأمن وقال هولاند في خطاب عبر التلفزيون من قصر الإليزيه “قررت تمديد حالة الطوارئ التي كان يفترض أن تنتهي في 26 جويلية، لمدة ثلاثة أشهر”، مؤكدا أنه سيتم “إرسال مشروع قانون إلى البرلمان بحلول الأسبوع المقبل”،وشدد هولاند على وجوب بذل “كل ما يمكن لمكافحة آفة الإرهاب”. ودعا الرئيس الفرنسي الاحتياطيين في الجيش إلى المشاركة في تعزيز الأمن، مؤكدا أنه لا يمكن إنكار “الطابع الإرهابي” لهذا الاعتداء. المعلومات المتوفرة عن اعتداء نيس قرابة الساعة 23:00 (21:00 ت غ) كانت أعداد غفيرة متجمعة على كورنيش “برومناد ديزانغليه” المحاذي للبحر لحضور احتفالات العيد الوطني الفرنسي في 14 جويلية، وكان عرض الألعاب النارية قد انتهى للتو حين اندفعت شاحنة بيضاء باتجاه الحشد ودهست كل من كان في طريقها على مسافة كيلومترين. وقال “سيباستيان هومبير” نائب رئيس إدارة منطقة ألب-ماريتيم حيث تقع مدينة نيس “أطلقت عيارات نارية وقتل السائق”. وفرض طوق أمني على الفور على مقربة من الكورنيش البحري الذي أغلق تماما وقرابة الساعة 1:00 الجمعة (23:00 الخميس) قامت الشرطة العلمية والفنية بأولى التحقيقات على الشاحنة البيضاء المتوقفة أمام فندق “قصر البحر المتوسط” الفخم وكانت إطاراتها منفجرة وباب الراكب يحمل آثار رصاص. من هو منفذ اعتداء نيس الإرهابي؟ أفادت مصادر مقربة من تحقيقات أنه تم “التعرف رسميا” على منفذ اعتداء نيس الذي انقض، الخميس، بشاحنته على الحشود المتجمعة ليلة الخميس، موضحة أنه فرنسي - تونسي يقيم في نيس. وقالت المصادر أن منفذ الاعتداء هو صاحب أوراق الهوية التي عثر عليها المحققون في الشاحنة، وهي باسم فرنسي تونسي في ال31 من العمر مقيم في نيس، لكن لم يعرف حتى الآن ما إذا كانت هذه أوراق منفذ الاعتداء. وقال مصدر في الشرطة إن الهوية لرجل معروف لدى الشرطة كصاحب سوابق. هل كان المهاجم وحيدا في الشاحنة؟ قال المتحدث باسم وزارة الداخلية بهذا الصدد إن “تحقيقات تجري لمعرفة ما إذا كان الشخص تحرك بمفرده أو كان لديه شركاء فروا وعثر على قطعة سلاح على الأقل داخل الشاحنة، بحسب مصدر في الشرطة. وقال رئيس منطقة نيس “كريستيان إستروزي” لصحافيين “كانت هناك أسلحة في الآلية وأسلحة ثقيلة، لا يمكنني أن أقول المزيد حول الموضوع، هذا من مسؤولية رئيس الشرطة والمدعي العام”. وبحسب مصدر آخر مطلع على عمل المحققين فإن سائق الشاحنة أطلق النار “من مسدس” كما عثر في الشاحنة على “قنبلة غير معدة للانفجار” و«بنادق مزيفة”. ما هي دوافع الهجوم؟ بعد أقل من ساعة على الوقائع، تحدثت السلطات المحلية عن اعتداء طالبة من السكان لزوم منازلهم ، وقال مصدر قريب من التحقيق إن فرضية العمل الإرهابي مرجحة. وقرابة الساعة 1:30 الجمعة (23:30 الخميس)، فتح قسم مكافحة الإرهاب في نيابة باريس تحقيقا، ولم تكن أي جهة تبنت العملية حتى الساعة 3:00. وقال مصدر في الشرطة “ليس هناك أي شك بشان تصميم القاتل لكن الوقت لا يزال مبكرا لمعرفة ما إذا كان إرهابيا أم لا”. غير أن طريقة تنفيذ الاعتداء واختيار هذا التاريخ الرمزي بالنسبة لفرنسا يذكران برسائل وجهتها مجموعات إرهابية مثل القاعدة وتنظيم “الدولة الإسلامية” ففي رسالة صوتية تم بثها في 22 ماي حض المتحدث الرسمي باسم تنظيم “الدولة الإسلامية” السوري “أبو محمد العدناني” من يطلق عليهم تسمية “جند الخلافة” على استخدام أي سلاح متاح لهم. وجاء في الرسالة “ابذل جهدك في قتل أي أمريكي أو فرنسي، أو أي من حلفائهم، فإن عجزت عن العبوة أو الرصاصة، فاستفرد بالكافر، فارضخ له بحجر، أو انحره بسكين، أو اقذفه من شاهق، أو ادعسه بسيارة”. وهو ما طبقه “لعروسي عبد الله عنصر تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي قتل شرطيا فرنسيا وزوجته بالسكين في 13 جوان في المنطقة الباريسية