يعيش أغلب الجزائريين في حيرة كبيرة هذه الأيام بسبب المصاريف الكثيرة والكبيرة التي سقطت على رؤوسهم و لم تترك دينارا واحدا في جيوبهم، انطلاقا من الدخول المدرسي مرورا بعيد الأضحى ووصولا إلى فواتير الكهرباء والماء. تجاوزت العائلات الجزائرية المتوسطة الدخل والفقيرة أول اختبار لها في شهر سبتمبر والمتمثل في الدخول المدرسي وذلك من خلال شراء مستلزمات الدخول المدرسي لأطفالهم وعلى رأسها الألبسة، المحافظ والمآزر، ونظرا للأسعار الملتهبة لهذه المستلزمات، فإن تجهيز طفل واحد للدخول المدرسي يكلف على الأقل ستة آلاف دينار، وهو الأمر الذي شكل صداعا كبيرا للأولياء، خصوصا أولئك الذين لديهم أكثر من متمدرس واحد في المنزل، وبعد أن يدخل الأولياء تحدي شراء الأدوات المدرسية التي يتفنن الأساتذة في طلباتهم بخصوصها، فإنهم سيجدون أنفسهم مباشرة أمام تحدي آخر وهو عيد الأضحى، حيث أن بعض العائلات لم تجد أمامها من حل سوى شراء الأضحية ب «الكريدي» أو بالتقسيط، غير أنه سيكون من الصعب عليهم التعامل مع فاتورات الكهرباء والماء التي أصبحت على الأبواب، خصوصا وأن هذه الفاتورات هي الأكبر قيمة في كامل السنة، نظرا لارتفاع استهلاك الكهرباء والماء خلال فصل الصيف، وقد بدأت مؤسسة «سونلغاز» في توزيع الفاتورات على زبائنها في عدد من المناطق بالولاية والتي تضمنت مبالغ قياسية حسب ما استقته «آخر ساعة» من عدد من الزبائن، ونظرا لتحديد المؤسسة مدة تسديد الفاتورة ب 15 يوما وتشديدها الإجراءات في الفترة الأخيرة مع المتأخرين، حيث قطعت في الفترة الماضية بولاية عنابة على سبيل المثال لا الحصر التيار الكهربائي عن قرابة 10 آلاف زبون تأخروا في تسديد الفواتير، فإن المواطن البسيط «لازم يدبر راسو» لتسديد الفاتورة والأمر ذاته بالنسبة لفواتير الماء، حيث تأمل هذه الفئة من الجزائريين أن تتأخر هذه الفواتير قدر المستطاع على أمل أن يقوم أرباب عملهم بتسديد أجرتهم لشهر سبتمبر قبل موعدها، حتى يتمكنوا من تجاوز هذا المأزق.