الشيخ امين ناصري : " شراء الأضحية بالتقسيط جائز شرعا " شرع الله سبحانه وتعالى للمسلمين عيدين عيد الفطر وعيد الأضحى المبارك، لذلك يتسابق الجزائريون دائما في التحضير لهاتين المناسبتين وسيحتفل الجزائريون بعد ايام قلائل بعيد الأضحى المبارك لذلك يخيم على تفكير الكثير منهم هاجس أضحية العيد التي تجاوزت أثمانها في بعض الأسواق 60ألف دينار جزائري وبما أن ارباب الاسر دفعوا أموالا طائلة منذ أيام لشراء الأدوات المدرسية لأبنائهم خلال الدخول المدرسي وجدوا أنفسم في هذه المرة مضطرين الى اقتناء الأضاحي بالكريدي إرضاءا لأبناء. عتيقة مغوفل أصبح الكثير من الجزائريين خلال السنوات الأخيرة يلجئون إلى شراء أضحية العيد بالتقسيط وذلك حتى يتمكنوا من إرضاء الأبناء من جهة وشراء كبش سمين مثل الجيران من جهة أخرى ، هروبا من الارتفاع الفاحش في أسعارها هذه السنة، إلى جانب المصاريف التي أثقلت كاهلهم بعد الدخول المدرسي خصوصا لمحدودي الدخل وأصحاب الدخل الضعيف. سبل كثيرة للتمكن من اقتناء الكبش المتجول هذه الأيام في العديد من شوارع الجزائر العاصمة ينتبه للكثير من الموالين الذين يبيعون كباش العيد في بعض المحلات و المستودعات خصوصا في الأحياء الشعبية، وهو الأمر الذي يجعل الكثير من الأطفال يقفون عندها يتفرجون وينتظرون متى يتكرم الأب لشراء أضحية العيد ، ثم يعودون لأهاليهم ليسألوا الوالد في كل خطوة يخطوها متى سيشتري لهم الكبش، وهو الأمر الذي يجعل الأولياء في حيرة من أمرهم وبين مطرقة الأبناء وسندان الأسعار والجيوب الخاوية، يسعى الكثيرون وبكل السبل من أجل شراء أضحية العيد لإرضاء أبنائهم لذلك يلجئون لشراء الأضحية بالتقسيط، لذلك التقت"أخبار اليوم" ببعض المواطنين من أجل معرفة رأيهم في الفكرة، إلا أننا لاحظنا اختلاف الكثير منهم حول حكم شراء أضحية العيد بالتقسيط، فمنهم من أيد الفكرة بأنه يجوز، ومنهم من أكد أنه لا يجوز. رأي الموالين في التقسيط أول من التقيناها من اجل سؤالها عن الموضوع السيدة"وهيبة" واحدة من النساء التي إقتنى زوجها كبش العيد الأسبوع الماضي من عند أحد أبناء الجيران الذي يبيع الكباش في الحي، وقد أكدت لنا أن زوجها لجأ إلى الاستدانة من إدارته في العمل ليتمكن من شراء كبش العيد، رغم أن تلك الاستدانة قد تدخله في مشاكل فيما بعد، نظرا للأزمة المالية الخانقة التي يعيشها منذ حلول شهر رمضان إلى غاية الدخول الاجتماعي ألا أن هذا الأخير وحتى يرضي أبنائه حسب زوجته استدان من أجلهم . بعد السيدة"وهيبة"قابلت"أخبار اليوم" السيد عمر" هو الأخر أراد أن يشتري أضحية العيد إلا أنه أندهش من وصول سعر كبش العيد إلى السقف هذه السنة، ما جعله عاجزا عن شراء الأضحية لأسرته خاصة وأن راتبه الشهري ضعيف جدا أمام ثمن كبش العيد، لذلك اضطر إلى الاستدانة من أحد أقاربه لاقتناء خروف، فحسبه لن يحرم أبنائه من فرحة العيد وسط أبناء الحي، خاصة مع الارتفاع الجنوني للأسعار . عروض مغرية للموالين ولكن وعلى ما يبدو فأن الباعة يقدمون عروضا مغرية للزبائن حتى يبيعون كباشهم ، فقد كان أحد الخواص الذي كان يروج لبيع المواشي بالتقسيط، حتى يستقطب الزبائن و يربح الكثير ، اقتربنا من صاحب محل بيع الخرفان الذي أكد لنا أنه يقوم بعرض كباش للبيع بالتقسيط، وعلى مراحل قد تمتد إلى 6 أو 7 أشهر بعد انقضاء عيد الأضحى المبارك خصوصا للجيران و الاصحاب مشيرا إلى أن العملية تستوجب شروط معينة، تتطلب من خلالها بعض الشيكات الممضية حسب سعر الأضحية، فإذا كان سعر الكبش يقدر ب6 ملايين سنتيم، فإنك مطالب بدفع مليونين، وتدفع الباقي على 6 دفعات، إضافة إلى ذلك نسخة عن بطاقة التعريف الوطنية، مؤكدا أن البيع بالتقسيط لقي إقبالا واسعا لدى العديد من العائلات التي أثقلت كاهلها المناسبات والأعياد. من بين هؤلاء الناس سفيان البالغ من العمر 35سنة، والذي جاء رفقة ابنه الأكبر جمال لشراء كبش العيد، حيث قام بالاستفسار عن سعر الخرفان، لكنه اندهش أن المتوسط فيها يفوق سعره ال 7 ملايين سنتيم، ما دفع به إلى الطلب من البائع بشراء كبش بالتقسيط، وهو ما رحب به صاحب المحل بشرط دفع ثلث الثمن وتسديد الباقي بعد العيد على مراحل، وعبد الله أيضا هو الأخر كان يبحث عن كبش تسعد به عائلتها، حيث جاء خصيصا لصاحب المحل لشرائه بالتقسيط، مؤكدا بقوله: "جئت إلى هنا لشراء كبش العيد بالتقسيط بعد أن استنزف الدخول الاجتماعي كامل مدخراتي، إضافة أنني على وشك دفع الشطر الثاني من مسكني في صيغة عدل، لذلك قررت شراء أضحية العيد بالتقسيط، الشيء الذي أعتبره حلا مثاليا لإدخال الفرحة على قلوب أطفالي". يجوز شرعا شراء الأضحية بالتقسيط وحتى نعرف حكم الشريعة في شراء كبش بالتقسيط ربطت"أخبار اليوم" أتصالا هاتفيا بالشيخ أمين ناصري إمام مسجد الفتح بالشراقة الذي أكد لنا بدوره أن حكم الشرع من شراء أضحية العيد بالتقسيط جائز لكن بشرط أن لا يكون هناك زيادة في السعر الذي اتفق عليه في الأول حتى لا تصبح ربا، أما بخصوص الذي يطلب استدانة لشراء الأضحية مثلما يفعله الكثير من الجزائريين كل سنة أكد أنه يجوز له إن كان قادرا على إعادة المال وتخليص دينه، أما الشخص المتوسط الدخل الذي يعرف أنه غير قادر على توفير المبلغ فيما بعد فلا يجوز له.