كشف التهاطل الكثيف لزخات المطر صبيحة يوم أمس الأربعاء المستور و أظهر الجانب الخفي من الترميمات و التهيئة المغشوشة التي عرت حقيقة سئم العنابيون من الحديث عنها كل شتاء و كل مرة . القارو نجيب حيث و مع تهاطل الأمطار بدأ سكان الكثير من أحياء عنابة في البحث عن طرق و وسائل بدائية للخروج من مداخل عماراتهم والاستنجاد ب «البوط» لعبور طرقات الأحياء التي أضحت بين ليلة و ضحاها عبارة عن مسابح عملاقة أغرقت أحياء بونة التي كانت يوما ما أنيقة و حولتها لبرك و أوحال يصعب عبورها , حيث و مع الساعات الأولى ليوم أمس وجد سكان حي السهل الغربي « ليزالمو « أنفسهم في مأزق حقيقي بعدما تحول الحي الواقع بالجهة الغربية لمدينة عنابة إلى بركة و مستنقع أوحال زاد أوضاع الحي سوءا، بعدما اشتكى سكانه طيلة سنوات طويلة من سوء طرقات أحيائه و غياب الإنارة العمومية بأحيائه الفرعية و انسداد بالوعات المياه و فساد أرصفته , إلا أن كل ذلك لم يلق آذانا صاغية بما أن عملية التهيئة للأحياء الفرعية بحي الصفصاف و هو نفسه حي « ليزالمو « لا تزال تسير بوتيرة بطيئة و بطيئة جدا بل و متوقفة في كثير من الأحياء , بعدما تم إسناد المهمة لمقاول وحيد قام بحفر كل طرقات الأحياء الفرعية بحي الصفصاف و تركها عبارة عن أتربة و حصى فقط تحول إلى أوحال مع تهاطل الأمطار و هو ما زاد في انسداد بالوعات المياه التي بدورها تبقى من أكبر مشاكل ذات الحي رغم عمليات تنقيتها و العمل على توسيعها إلا أن الحي يعاني الأتربة و الزوابع الرملية صيفا و البرك و الأوحال شتاء،, وهي نفس الوضعية التي وجدت أغلب أحياء عنابة نفسها أمامها مع تهاطل أمطار أمس حيث أصبح حي برمة القاز و لورونجري أمام انسداد حقيقي بعدما وصلت المياه إلى البيوت المحاذية . فيما عانى سكان جبانة ليهود و لوريروز للخروج من مداخل عماراتهم , في الوقت الذي يبقى حي الصفصاف هو أكبر المتضررين على مستوى شارع بلعيد بلقاسم و البضبط بين مستشفى أبو بكر الرازي و التليفيريك حيث تتسرب الأوحال و المياه من سفوح جبال الإيدوغ لتنزل إلى الطريق العام بالشارع المذكور الذي ينسد عن آخره فيما تذهب المياه للنزول عبر حي الأساتذة 92 مسكنا الذي عرت المياه فضائح عملية الترميم التي تمت به و التي بقيت متوقفة على حالها منذ شهر ماي المنصرم , بينما أصبح العبور في الطريق المحاذي لمسجد الزبير بن العوام و ملعب الصفصاف مهمة صعبة لأصحاب السيارات بسبب الفيضانات و اهتراء الطريق الممتلئ بالحفر و هو ما عاناه كل من يقصد مصلحة بريد الجزائر بحي الصفصاف و المحاذية للمستوصف حيث ملأت المياه كامل الطريق و توغلت للأرصفة ما جعل سحب الأموال من آلات السحب الخارجية مستحيلا هذا دون الحديث عن انسداد حركة المرور بالقرب من نفق حي 08 مارس , ليبقى العنابيون متحسرين دائما على الفضائح التي تسببها الأمطار بأحيائهم , خصوصا و أن المصالح المعنية لم تقم بتنقية الوديان المترامية بالمدينة و هو ما جعلها منسدة بعدما تحولت إلى غابات من الأشجار و ممتلئة بالفضلات ما ساهم في انسدادها و عدم وجود أي منفذ لمياه الأمطار غير ملء الشوارع و الطرقات حيث يبقى الوادي المحاذي لمقبرة سيدي حرب و المار عبر محطة تيليفيريك و أحياء حي الصفصاف مثالا لذلك بما أن تنقيته و تنظيفه تحسبا لتهاطل الأمطار لم يتم منذ سنوات .أما خارج مدينة عنابة فلم تسلم أحياء بوخضرة التابع لبلدية البوني من الفيضان حيث اعتاد سكانه على فيضان أحيائهم مع أبسط زخات المطر و هو نفس ما ينطبق على سكان أحياء عين جبارة و حجر الديس التي وجد سكانها صعوبات كبيرة في الخروج منها و سياقة سياراتهم بسبب انسداد اغلب الطرق و الأحياء الفرعية بالمنطقة المذكورة و هو ما عاناه سكان أحياء واد زياد , خرازة , الشابية و أول ماي ومع نزول كميات معتبرة من الأمطار تنزل المياه على شكل وديان صغيرة من الجبال المتواجدة خلف هذه الأحياء و التي بسبب انسداد البالوعات لا تجد منفذا إلا الخروج للطريق الوطني الذي عرف يوم أمس انسدادا كبيرا و حركة مرور بطيئة للغاية , تنذر بما هو أسوأ مع اقتراب موسم الشتاء و الأمطار .