أعلنت مديرية المجاهدين لولاية عنابة مؤخرا عن قائمة المستفيدين من رخص استغلال سيارات الأجرة بالنسبة للمجاهدين وأبناء الشهداء، وهو الأمر الذي أثار امتعاض المئات من أولئك الذين لم ترد أسماؤهم في القوائم. وتوجهت «آخر ساعة» صباح أمس إلى مقر مديرية المجاهدين المتواجدة في مدينة البوني من أجلال الوقوف على حقيقة الوضع، خصوصا وأن الاثنين كان يوم استقبال في المديرية، حيث كانت أغلب مكاتب المقر تعج بالمجاهدين، ذويهم وأبناء الشهداء من أجل التعبير عن عدم رضاهم لإقصائهم من القائمة التي ضمت قرابة 1200 مستفيد من رخصة استغلال، أما بخصوص طلبات إعادة دراسة الملفات (الطعون) فقد كشفت مصادرنا بأنها تجاوزت 1000 والعدد ما يزال مرشحا للارتفاع، وهو الأمر الذي وقفنا عليه من خلال سحب عدد كبير من وثيقة طلب إعادة دراسة الملف من المديرية بهدف تعبئتها وإعادة دفعها، وأمام هذا الوضع لم تجد مديرة المجاهدين التي تم تنصيبها قبل بضعة أسابيع فقط أمامها سوى الخروج من مكتبها وتوجيه كلمة لرافضي القوائم من أجل تهدئتهم، حيث أكدت لهم بأنه تم تعيينها منذ فترة قصيرة فقط وأن طلباتهم ستأخذ بعين الاعتبار وأنه سيتم مستقبلا توزيع رخص أخرى بعد دراسة الملفات المتبقية، ونظرا «لسخونة« الوضع أكثر قررت استقبال أبناء الشهداء وذوي الحقوق كل على حدة في مكتبها من أجل الاستماع لانشغالاتهم، وهو الأمر الذي مكنها من احتواء الوضع وتهدئة الأوضاع داخل المديرية. تحميل منظمتي المجاهدين وأبناء الشهداء المسؤولية وقد دفعت حالة الامتعاض بعض أبناء الشهداء إلى حد التهديد بالتوجه إلى وزارة المجاهدين من أجل سحب ملفاتهم، في الوقت الذي لجأ البعض الآخر إلى الاستشهاد بجرائد صادرة إبان الاستعمار وتظهر أحكام الإعدام التي صدرت بحق أوليائهم، ومن بين الأشياء التي وقفنا عليها أيضا هو أن ذوي الحقوق بولايات مجاورة يصرون على الحصول على رخصة بولاية عنابة، باعتبار أنهم كانوا يقطنون في السابق بهذه الأخيرة وأن شهيدهم تابع لهذه الأخيرة، لكن ما أسر لنا به البعض هناك هو أن الإصرار على الحصول عليها بعنابة يعود إلى ارتفاع ثمن تأجير رخصة «الطاكسي» مقارنة بالولايات الأخرى، غير أن الإجماع بخصوص هذه القضية كان حول منظمتي المجاهدين وأبناء الشهداء لولاية عنابة اللتين تم تحميلهما مسؤولية ما وصفوه ب «الخروقات» التي حدثت باعتبار أنهما كانا وراء إعداد قوائم المستفيدين التي تضمنت عدة أسماء –حسبهم- من عائلة واحدة، في الوقت الذي لم يستفد أي أحد من عائلات أخرى لديه الحق في الاستفادة هذا وأكد مصدر موثوق ل»آخر ساعة» أن هذا السخط الذي صاحب الإعلان عن القوائم ناجم عن طول مدة انتظار الإعلان عن القوائم.