تشهد خلال هذه الفترة العديد من البنوك العمومية أو الخاصة المنتشرة بولاية عنابة أزمة تصريفة للعملة الصعبة الأجنبية أي الأورو حيث تكاد أن تكون منعدمة ببعض البنوك وذلك منذ قرابة الأسبوع بسبب الطلب المتزايد عليها من طرف المواطنين الراغبين في منحة السفر تزامنا مع اقتراب نهاية السنة ورأس السنة الميلادية التي يحتفل بها المئات من سكان المنطقة خارج الوطن كالتوجه إلى تونس الشقيقة أو الذين تحصلوا على تأشيرة شنغن خلال الأشهر الفارطة إلى جانب موسم عمرة المولد النبوي الشريف وكذا رغبة الآلاف من المواطنين في ختم جوازات السفر من أجل التمكن من حصول على المنحة في السنة المقبلة بعدما أخذوها في التصريفة دون أن يسافروا وخلال قيامنا بجولة استطلاعية لا حظنا بأن شبابيك البنوك العمومية تكتظ بالمواطنين والطوابير بساعة قبل فتح أبواب البنوك من أجل دفع جوازات السفر للظفر بمنحة السفر حيث تستقبل تلك البنوك يوميا مئات جوازات السفر ولديها عدد معين أي كوطة من الجوازات يتم تصريفها يوميا وهي تختلف من بنك إلى آخر وهو ما خلق ندرة في عملة الأورو أي أن الطلب على التصريف أكثر من العرض ومن جهة نقص توزيعها على البنوك العمومية ومن جهة أخرى نتيجة لانخفاض العملة الجزائرية أي الدينار الجزائري والأزمة الاقتصادية التي تمر بها الدولة وكما أرجع القائمون على البنوك أنه من بين الأسباب هو نقص استمارات قسيمات التحويل حيث يتم منحهم كوطة معينة والجوازات أكثر من عدد الاستمارات الممنوحة لهم وكما أن هناك بعض البنوك تنعدم بها القسيمات المخصصة لعملية تحويل العملة وهو ما ساهم في عرقلة عملية تحويل الدينار الجزائري إلى عملة الأورو وهذا الأمر قد ساهم بشكل كبير في ارتفاع الأورو بالسوق السوداء حيث أن المستثمرين الذين لم يتحصلوا على التصريفة يقومون بشراء الأورو من السوق السوداء وكذا المواطنين الراغبين في قضاء احتفالات ليلة السنة خارج الوطن ومن جهتهم المواطنون قد عبروا عن تذمرهم واستيائهم الشديدين إزاء السياسة التي تعتمدها بعض البنوك خلال إجراء عملية تحويل العملة والتي تتم عن طريق المعريفة إلى جانب البيروقراطية من طرف الأعوان.