قامت إدارة "بريد الجزائر" بولاية عنابة في الفاتح من شهر ماي الماضي بإعادة افتتاح القباضة الرئيسية المتواجدة في قلب مدينة عنابة وذلك بعد خمسة أشهر من الأشغال التي كانت تتمنى المؤسسة أن تعطيها وجها جديدا وبعد قرابة الثلاثة أشهر من عودة النشاط في هذا المعلم الذي يعادل في قيمته بعنابة مبنى البريد المركزي بالعاصمة، قامت "آخر ساعة" باستطلاع آراء زبائن المؤسسة حول رأيهم في الشكل الجديد للقباضة الرئيسية مقارنة بما كانت عليه في السابق، حيث عبر أغلب من تقربنا منهم عن امتعاضهم من الوضع الذي أصبحت عليه، حيث اعتبروا أن أشغال التهيئة شوهت "البريد المركزي" عوض أن تعيد له الحياة من خلال القيام ببعض الروتوشات التي لا تؤثر على شكله العام كما حدث في البريد المركزي بالعاصمة واللافت في الأمر أن أغلب من تواصلنا معهم كانت لهم نفس الملاحظات تقريبا والتي تركزت أساسا على سبب نزع الخشب الذي كان يغلف جدار المبنى من الداخل والذي كان يعطي لمسة جمالية له نظرا للطريقة الفنية التي وضع بها، كما أن هذا الخشب كان يساهم في الحد من الضوضاء داخل القاعة وذلك من خلال منعه لصدى الصوت وهو الوضع الذي لم يعد قائما حاليا، فمن يدخل إلى القباضة الرئيسية حاليا يحس بضوضاء كبيرة، أما الملاحظة الأخرى التي تم ذكرها فهي اللوحة الفنية الكبيرة التي كانت معلقة داخل المبنى والتي كانت تظهر فيها امرأة كبيرة في السن بلباس تقليدي بسيط أثناء طهيها ل "الكسرة"، حيث كانت هذه اللوحة من بين أشهر الأشياء في القباضة الرئيسية ولكن رغم ذلك تم نزعها أو ربما رميها حتى، هذا بالإضافة إلى العديد من الملاحظات الأخرى المتعلقة بالشكل الجديد للشبابيك الذي لم يتقبله العنابيون والذي لجأت إليه الإدارة من أجل توسيع القاعة، المكيفات الهوائية التي وضعت أجزاؤها الخارجية في مكان غير مناسب، حيث تتواجد في أعلى واجه البناية وتتدلى منها الأنابيب الرابطة بينها وبين الأجزاء الداخلية للمكيفات وغيرها من الملاحظات التي من الصعب إصلاحها باعتبار أن "الفاس وقع في الراس" كما يقول المثل، ولعل من أبرز الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع هو دخول إدارة "بريد الجزائر" في تحدي من أجل إعادة فتح القباضة الرئيسية في مدة خمسة أشهر بدل ثمانية وهو ما أدخلها وشركة الإنجاز في التسرع الذي دفع ثمنه هذا المعلم، وما تجدر الإشارة إليه أن عملية إعادة التهيئة شملت توسعة القاعة، رفع عدد الشبابيك من ثمانية إلى 15، تجديد أجهزة الإعلام الآلي والصرافات الآلية، تحسين الإنارة، توفير المدافئ والمكيفات الهوائية، تجديد شبكة الكهرباء، تشديد الشبكة الداخلية الخاصة بصرف الأموال، تجديد المكاتب، آلات حساب النقود.