شهدت مكاتب البريد المنتشرة بمدينة عنابة يومي الأربعاء والخميس ضغطا كبيرا من قبل الزبائن الذين حجوا إليها وذلك بعد غلق القباضة الرئيسية التي أطلق مشروع لإعادة تهيئتها. ومن خلال الزيارة التي قامت بها «آخر ساعة» إلى بعض مكاتب البريد، وقفت على حالة الفوضى والطوابير الطويلة الموجودة في قاعات المكاتب البريدية على غرار مكتب «لاكولون» و»السردوك» التي امتصت الجزء الأكبر من الزبائن الذين تعودوا على القيام بمعاملاتهم المالية على مستوى القباضة الرئيسية للبريد، ورغم تمديد ساعات العمل في جل مكاتب البريد وتوزيع عمال القباضة الرئيسية عليها، إلا أن هذا الأمر لم يكف لتسيير الأمور على أفضل حال، وحسب المصادر ذاتها فإنه وبالإضافة إلى سخط الزبائن، فإن عمال البريد المركزي يتواجدون هم أيضا في حالة غليان وذلك بعد أن عبر العديد منهم عن رفضهم للطريقة التي وزعوا بها على مختلف المكاتب البريدية، خصوصا وأن بعضهم ما زالوا في القباضة ولا يقومون بأي عمل – حسب المصادر- هذا الوضع دفع بالمدير الولائي ل «بريد الجزائر» إلى عقد اجتماع طارئ مع إطارات هذا الأخير من أجل إيجاد حلول بديلة، خصوصا وأن السلطات المحلية أبدت انشغالها هي الأخرى من الوضع القائم، وفي حال لم يتم إيجاد الحلول المناسبة، فإن الأيام تنذر بأن تسوء الأوضاع أكثر، خصوصا مع صرف رواتب العمال ومعاشات المتقاعدين، التي من الصعب على الهياكل البريدية في عنابة تحمل ضغطها، وما زاد الطين بلة هو أن المديرية الولائية قامت باستبدال أجهزة الصرف الآلي بأخرى حديثة التي لم يتمكن العديد من الزبائن حاملي البطاقات القديمة من سحب الأموال منها، حيث تخبرهم الآلة بأن بطاقتهم لم تعد صالحة للاستعمال، هذا وأغلق البريد المركزي يوم الأربعاء وذلك من أجل إطلاق عملية إعادة تهيئة شاملة له بهدف إعطائه وجها جديدا يتناسب مع المكان الذي يحتله وسط عاصمة الولاية، على أن تستمر أشغال إعادة التهيئة لمدة ثمانية أشهر كاملة، أي أن القباضة الرئيسية ستعيد فتح أبوابها من جديد أمام الزبائن شهر جويلية المقبل في حال تم احترام الآجال المحددة لأشغال التهيئة هذه القباضة كانت تتكفل ب 65 بالمائة من معاملات الزبائن.