أصدرت سلطات بلدية زيامة منصورية غرب ولاية جيجل أمس بيانا دعت من خلاله سكان هذه الأخيرة إلى الإمتناع عن تناول مياه عدد من الينابيع التي يتزود منها هؤلاء بالمياه الصالحة للشرب وذلك بعدما أكدت التحاليل التي أجريت على هذه الأخيرة احتواءها على جرثومة خطيرة قد تتسبب في مشاكل صحية معقدة لمستهلكيها. وسارعت سلطات بلدية زيامة منصورية إلى إصدار هذا البيان وإذاعته عبر مختلف الوسائط قصد العمل على وصول المعلومة إلى أكبر عدد من السكان في الوقت الذي أقدمت فيه على تشميع منبعين مائيين يقعان وسط المدينة وتحديدا بحي 18 فيفري وهما المنبعان اللذان أكدت التحاليل المخبرية احتواء مياههما على جرثومة خطيرة يمكن أن تسبب مشاكل صحية كبيرة كما يمكن أن تصيب مستهلكها بأمراض خطيرة من قبيل التيفوئيد ومرض التهاب الكبد الفيروسي وحتى الكوليرا. وجاءت خرجة سلطات بلدية زيامة لتدشن حلقة جديدة في مسلسل غلق وتشميع الينابيع المائية بمناطق عدة من جيجل في ظل انتقال عدوى تلوث المياه من بلدية إلى أخرى منذ الربيع الماضي تاريخ اكتشاف أول تلوث خطير للمياه ببلديتي قاوس وتاكسنة والذي تسبب في تشميع عددا من الينابيع بعد إصابة أكثر من ألف شخص بهذين البلديتين وكذا بعض البلديات المجاورة التي كان سكانها يتزودون من هذه الينابيع بمياه الشرب بمرض التهاب الكبد الفيروسي . وسرعان ما انتقلت عدوى تلوث المياه نحو بلديات أخرى على غرار الطاهير التي تم اختلاط خطير لمياه الصرف بمياه الشرب على مستوى أحد أكثر مناطقها حيوية أو بالأحرى بمنطقة تاسيفت ما دفع بمصالح الجزائرية للمياه إلى تعليق عملية تزويد السكان بالمياه لعدة أيام ، كما سجلت عدة تسممات ببدية الجمعة بني حبيبي عشية عيد الأضحى والتي أدت إلى نقل عشرات الأشخاص إلى المستشفى ما دفع بسلطات هذه البلدية وكذلك تشميع أحد أهم الخزانات التي تزود سكان الجهة العلوية من البلدية بالمياه قبل أن تؤكد التحاليل خلو هذا الأخير من أي جراثيم ضارة ليتواصل بذلك مسلسل تلوث المياه وتشميع الينابيع ببلديات جيجل وسط مخاوف كبيرة للسكان من كوارث قادمة قد تعيد سيناريو وباء الكوليرا الذي ألم بسكان عدة ولايات بوسط البلاد سيما وأن سكان أغلب بلديات ولاية جيجل لازالوا يعتمدون على مياه الينابيع والمجاري المائية في تغطية حاجتهم من مياه الشرب في ظل تعطل أغلب مشاريع الربط بالمياه انطلاقا من سدود الولاية الخمس.