م. مسعود كشفت التحاليل التي أجريت على مياه بعض الينابيع الطبيعية ببلديات عدة من ولاية جيجل تعرضها للتلوث ومن ثم استحالة شربها من قبل سكان هذه المناطق وهو ما من شأنه أن يضاعف من حدة الأزمة التي يواجهها سكان عدة مناطق في مجال التزود بالمياه الصالحة للشرب .وقد أثبتت التحاليل البيولوجية التي أجريت على مياه عدد من الينابيع الطبيعية ببعض المناطق النائية بجيجل تحت إشراف مكاتب الصحة التابعة للبلديات المعنية بهذا المسح احتواء مياه بعض الينابيع التي مستها هذه التحاليل على جرثومة يمكن أن تتسبب في إصابة مستهلكي هذه المياه بأمراض خطيرة وهو ما دفع بمكاتب الصحة المذكورة إلى حظر شرب مياه هذه الينابيع وحصر استعمالها على الغسل والتنظيف فقط وذلك تفاديا لأي مضاعفات على صحة المواطنين الذين لطالما استعانوا بمياه هذه الينابيع في توفير حاجتهم من مياه الشرب بحكم أن أغلب القرى والمناطق النائية غير مربوطة بشبكات المياه وتعتمد في توفير حاجتها من هذه المادة الحيوية على الينابيع والآبار الطبيعية التي تعرضت بعضها للتلوث من جراء تراجع منسوبها إلى مستوياته الدنيا بفعل نقص الأمطار وكذا موجة الجفاف التي تضرب الولاية منذ عدة أشهر والتي لم تساهم التساقطات الأخيرة في إنهائها ناهيك عن اختلاط كميات من مياه الحفر الصحية التي يستعين بها سكان العديد من المناطق التي لا تتوفر على أنظمة للصرف الصحي مع مياه هذه الينابيع خصوصا بالمناطق النائية .ويخشى أن تتسبب عملية تشميع بعض الينابيع المائية في تفاقم أزمة المياه ببعض مناطق ولاية جيجل في ظل أزمة المياه التي تعيشها أغلب مناطق الولاية بما فيها الحضرية منها وهو ما قد يزيد من معاناة سكان المناطق التي كانت تتزود من هذه الينابيع التي تبقى في حاجة إلى عناية خاصة وإعادة نظر من أجل حمايتها من التلوث المزمن الذي يصيبها وحمايتها حتى من الحيوانات البرية التي باتت تقاسم سكان الأرياف مياهها بكل ما تنقله من أمراض معدية وخطيرة على صحة الإنسان .