أكّد وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي، أمس، أنّ العديد من حالات الحرقة لا تتعلق بظروف اقتصادية و اجتماعية غير مناسبة، بالنظر إلى فرص العمل و الاستثمار المتوفرة، وقال بدوي في كلمته بمناسبة المنتدى الوطني حول ظاهرة الحرقة، أنّ أسباب الحرقة تكون في غالب الأحيان من أجل البحث عن مركز اجتماعي و تحقيق الكسب السريع، وهو ما بيّنته دراسات المصالح المختصة.كما كشف وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، عن تقديم 344 شخصا ينتمون إلى شبكات تنظيم الرحلات غير الشرعية أمام الجهات القضائية سنة 2018 أدين 24 منهم بالسجن النافذ مع فتح تحقيق في 200 قضية مشابهة«. وأكد الوزير خلال إفتتاحه أشغال المنتدى الوطني حول ظاهرة « الحرقة»، أن هناك تعليمات صارمة لتكثيف التحقيقات وتركيز الجهود لتفكيك شبكات التهريب ومحاربة منظمي الرحلات الذين قال عنهم إنهم أشخاص من بني جلدتنا باعوا ضميرهم.وأوضح بدوي أن عديد الحالات للحراقة لا تتعلق بظروف اقتصادية أو اجتماعية غير مناسبة بل تكون في غالب الأحيان من أجل البحث عن مركز اجتماعي وهو ما بينته دراسات المصالح المختصة، بالمقابل شدد المتحدث بأن السلطات العمومية لم تتوان في إتخاذ جملة من التدابير لتنشيط سوق العمل وتسهيل الإستثمارات وتخصيص 40 بالمائة من السكنات الإجتماعية للشباب الذين تقل أعمارهم عن 50 سنة.وفي سياق تفسيره لأسباب تنامي انتشار هذه الظاهرة التي عرفتها الجزائر من سنة 2000 قال بدوي إن شبكات التواصل الإجتماعي ساهمت في تغليط الشباب من خلال قصص وهمية، كما صارت هذه الدعائم أداة لترويج بعض الأغاني مملوءة باليأس لا يعي أصحابها كم من أرواح يتسببون في هلاكها. وأضاف بدوي أن السلطات تبحث دون هوادة عن 96 حالة «حراقة» مفقودين لإراحة أهاليهم، مشيرا إلى أنه تم انتشال 119 جثة «حراق» من البحر وغالبيتهم لم ينطلقوا من الجزائر،وتابع يقول في ذات السياق أن أكثر من 4 آلاف «حراق» توفوا والعشرات تم إنقاذهم»،وحسب الوزير فإن «شبكات مواقع التواصل الاجتماعي لها أثر كبير للترويج للحرقة، بالإضافة إلى الأغاني المليئة بالإحباط التي يتم إصدارها»، مؤكدا أن «الفن هو روح الحياة و ليس العكس»،كما قال أن شخصيات تظهر على منابر إعلامية تقوم بإحباط معنويات الشباب،وأضاف أنه يوجد جزائريون باعوا ضميرهم من خلال الدفع بشباب بريء إلى قوارب الموت« واختتم بدوي بأن شبكات التواصل الإجتماعي باتت الفضاء المفضل لشبكات الحرقة للترويج لخدماتهم واصطياد ضحاياهم متخفين خلف أسماء مستعارة لمحو آثار جريمتهم وقد تم تحديد 51 صفحة في موقع التواصل الإجتماعي مختصة في الترويج للحرقة «.من جانبها وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، تنظم ورشات مفتوحة تخص ملف الشباب والتوعية من مخاطر الهجرة غير الشرعية التي تعرف انتشارا غير مسبوق في السنوات الأخيرة، أين لقي المئات من الشباب حتفهم في عرض البحر المتوسط تاركين عائلاتهم غارقين في بحر الأحزان ،وستشهد الورشات التي يحتضنها قصر المؤتمرات عبد اللطيف رحال، تحت شعار» مستقبل شبابنا..مسؤولية مشتركة « مشاركة ممثلي عدة وزارات في مناقشة ظاهرة الحرقة من مختلف الجوانب وخلق فضاء للتشاور بين مختلف الفاعلين المعنيين من أجل الخروج بتوصيات لوضع خطة لمواجهة الخطر، ويتضمن البرنامج إلى جانب مداخلات العديد من القطاعات الوزارية وعلى رأسها وزارة العدل ووزارة التربية أربع ورشات عمل الورشة الأولى مخصصة للتحسيس و الاتصال وفضاء الأنترنات من أجل عمل وقائي مشترك أما الورشة الثانية فأوكلت لها مهمة إدماج الشباب في الميدان الإقتصادي واقع ورهانات وآفاق،في حين ستتكفل الورشة الثالثة بالبرامج الخاصة بالشباب و المتعلقة بالثقافة و الترفيه بين الواقع والتطلعات والورشة الأخيرة بدور تنظيمات المجتمع المدني في التكفل بالشباب، العمل الجواري والوساطة.