أعلنت نهار أمس السلطات الولائية في سكيكدة القائمة الأولية للمستفيدين من حصة 500 مسكن بالمدينة الجديدة بوزعرورة،الموجهة إلى قاطني السكنات المهددة بالانهيار أو كما يطلق عليها عمارات الموت وضمت القائمة 500 اسم يقطن أصحابها بالمدينة القديمة الموروثة عن العهد الاستعماري حياة بودينار صنفت المصلحة التقنية لبلدية سكيكدة سكناتهم سنة 2012 ضمن الخانة الحمراء وأكدت السلطات الولائية أن القائمة أولية وليست ملزمة ولا تعني اعترافا بامتلاك سكن إلا بعد الانتهاء من عملية الطعون و التحقيقات التي ستنطلق غدا من أجل غربلة القائمة وتأكيد حصول أصحاب الحق على السكنات ورغم جو الارتياح الذي ميز وجوه المستفيدين أمس ، إلا أن بلبلة ولغطا كبيرين ظهرا واجتاحا لمدينة كما تجتاح النار الهشيم،بعدما عبر العشرات عن غضبهم من عدم ورود أسمائهم سيما أنهم مصنفون ضمن قاطني سكنات الموت لكن خلال السنوات اللاحقة لسنة 2012 ما يعني استمرار معاناتهم سيما أن بناياتهم تنهار أجزائها يوميا،كذلك غضب سكان الشقق القديمة مؤكدين أن السلطات توزع السكن بسياسة «التقدير» رغم وجود آلاف السكنات الجاهزة منددين بهذا الأسلوب الذي حسبهم يهدد حياتهم يوميا جراء تهالك أجزاء مساكنهم،وكان لسكان الضيق و المؤجرين نصيب من الغضب .حيث صرحوا أن السلطات تعتمد رزنامة توزيع خاطئة ما يطيل عمر معاناتهم،فحسب تصريحاتهم كان الأولى نشر كل القوائم دفعة واحدة وعدم انتظار الوقت الذي ليس في صالحهم لأن معاناتهم امتدت لسنوات طويلة والانتظار لم يعد بديلا مناسبا لهم ولم يكن نشر القائمة بردا وسلاما على عاصمة الولاية التي استهجن سكانها طريقة التوزيع واستشهدوا بجارتها قسنطينة التي توزع أسبوعيا آلاف السكنات وكذلك الحال بالنسبة لعنابة ويعتبر سكان المساكن القديمة الموروثة عن العهد الاستعماري أن هذه القائمة تخص جزءا من السكنات التي تشكل خطرا على أرواح قاطنيها بعدما صنفت ضمن الخانة الحمراء ،لكنهم تجاهلوا بعد تلك السنة وضعية سكنات أخرى تهالكت وأصبح أصحابها يدخلونها وكأنهم يدخلون مقابرهم لانهيار أجزائها المتتابع يشار إلى أن السلطات الولائية وجدت نفسها مجبرة على توزيع السكنات الخاصة بالمدينة القديمة تحت تأثير الحوادث الأخيرة التي تسببت في وفاة سيدة حامل وجرح 3 أطفال واستمرار مسلسل الانهيارات وتحت ضغط الشارع بعدما خرج السكان رافعين شعار أنه لم يعد لهم الوقت لينتظروا تحرك السلطات بعدما سكن الموت تشققات أسقفهم وسلالم عماراتهم،خاصة بعدما عايشوا منذ أيام مجموعة من الانهيارات للأسقف والجدران والسلالم، آخرها بحي الطاهر جواد عمارة 22 بعدما سقط جدار الواجهة الأمامية للسطح ،ورغم أن الحادث لم يخلف خسائر بشرية كغيره من حوادث الانهيارات خلال اليومين الماضيين،لكنه سبق قبلها أن أصيبت طفلة تبلغ من العمر سنتين بجروح بعدما سقط عليها سقف منزلها الواقع بالمدينة القديمة بقلب مدينة سكيكدة،وحسب مصادر فإن القدر تلطف بالطفلة التي نجت بأعجوبة من الموت ، وتأتي هذه الحادثة أسبوعا عن حادثة مماثلة وقعت بمسكن مهدد بالانهيار موروث عن العهد الاستعماري ،حينما أدى انهيار سقف غرفة بمنزل في الطابق الأخير لبناية قديمة بحي 76 نهج قدور بليزيدية في المدينة القديمة بعاصمة الولاية سكيكدة، في حدود منتصف ليلة الأربعاء إلى الخميس الفارط إلى وفاة سيدة حامل تبلغ من العمر 36 سنة، وإصابة طفليها البالغين من العمر 9 و 13 سنة بجروح متفاوتة الخطورة .و يعيش سكان العمارات القديمة الموروثة عن العهد الاستعماري في رعب .خوفا من الموت تحت الردم ،ويزداد خوفهم مع عدم اكتراث السلطات المحلية البلدية والدائرية وحتى الولائية ،وخرج منذ أيام سكان البنايات المهددة بالانهيار إلى الشارع مطالبين بمنحهم سكنات لائقة لإنقاذهم من الموت،مصرحين أن الموت لا ينتظر إلى حين تتكرم السلطات عليهم بسكنات لائقة تنقذ حياتهم وكان والي سكيكدة قد وعد بالإفراج عن حصة سكان البنايات الآيلة للسقوط خلال 3 أشهر خلال زيارة قادته إلى القطب العمراني بوزعرورة ،حيث أكد أن سبب التأخر في توزيع السكنات راجع لتأخر الأشغال بسبب عدم الاستفادة من الميزانية التي قبضته مصالحه أواخر سنة ، 2018 وحدد موعد 3 أشهر كحد أقصى. لتوزيع السكنات التي قد يحدد موعد 5جويلية لتوزيعها وخرج سكان البنايات القديمة الموروثة عن العهد الاستعماري إلى الشارع مرارا وتكرارا مطالبين بترحيلهم إلى سكنات لائقة قبل نقلهم جثثا هامدة بعد انتشالها من تحت الركام لأن البنايات قديمة جدا ومتآكلة ولم تعد تتحمل ،وأي تسرب للماء يؤدي إلى انهيار أجزائها.