رفض سكان عمارة رقم 50 بحي قدور بليزيدية وسط مدينة سكيكدة الخروج للشارع و الاحتجاج بطريقة سلمية ، مفضلين تعليق لافتة بمدخل العمارة لمناشدة السلطات الولائية و الدائرية بالنظر لمعاناتهم و ضرورة التدخل لإنقاذ حياتهم من إحدى عمارات الموت التي بدأت تتهاوى فوق رؤوسهم و تحرمهم النوم ليلا خوفا من سقوط السقف عليهم و انهيار الأرضية أو حتى سقوط السلالم التي لم تعد تحتمل تحرك السكان عليها.العمارة الواقعة بقلب الحي القديم و سط مدينة سكيكدة تسكن بها عشر عائلات ، تحتوي على ثلاثة طوابق الأرضي يضم مجموعة من المحلات التجارية ، و الأول و الثاني بهما سكنات تضم عشرات الأفراد الذين يحملون الكفن على أيديهم منذ تصنيف العمارة من ضمن المساكن المهددة بالانهيار لقدمها و تأكل جدرانها و أسقفها كغيرها من العمارات المتواجدة بالمدينة القديمة و الموروثة عن العهد الاستعماري ، حيث أدى قدمها و تسلل الرطوبة إليها إلى تسريع و تيرة انهيار أجزائها ، ويتفاقم الوضع شتاءا باختراق الأمطار لها و تسربها بين الشقق ما يسرع التأكل و يجعل السكان يعيشون على وقع الانهيارات المتتالية ، و طالبوا بمنحهم سكنات جديدة و ترحيلهم حفاظا على أرواح عائلاتهم التي يرفضون أن تدخل قائمة ضحايا عمارات الموت الأخيرة التي كادت تمتلئ لكثرة الضحايا سواء كانوا موتى أو جرحى.و قام السكان عقب تقديمهم شكاوى للسلطات المعنية بتعليق لافتة حوت عبارات تحدثت عن حقهم في الحياة و الحصول على سكن لائق ، بعد معاناة سنوات طويلة جعلتهم على مقربة من فقدان الأمل بالعيش بمسكن دون الدعاء بعدم تساقط الأمطار حتى لا يقضون الليل يخرجون المياه المتجمعة داخل الغرف ،و ينعمون بالنوم دون الخوف من عدم النهوض صباحا لسقوط أي جزء من البناية فوق رؤوسهم ، واعتبر السكان أن قرار ترحيلهم تأخر كثيرا بالنظر لوضعية العمارة و معاناتهم المستمرة و خوفهم الدائم على حياتهم ، مصرحين أن جميع الشكاوى المرسلة للجهات المعنية لم تلق الاستجابة ليكرروا النداء ملتمسين تدخل الوالي للقضاء على مشكلة أرقتهم و أثارت الرعب في نفوسهم دون وجود مؤشر على انفراجها قريبا ، ليؤكدوا أن فصل الشتاء يصيبهم بالرعب خاصة عند تساقط الأمطار بغزارة أين يتحول المسكن لجحيم حقيقي لتسرب المياه بكثرة من الشقوق و الأسقف و اضطرارهم لقضاء الليل ينتظرون ظهور الضوء لاستحالة النوم مع الخوف من انهيار العمارة و كذا تحول الغرف لمسابح تصلح للسباحة أكثر من النوم و الراحة.