تشهد العديد من الأحياء الحضرية وبلديات ولاية عنابة، منذ مدة، انتشارا واسعا للأبقار و الكلاب الضالة والمتشردة، التي أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على سلامة السكان، خاصة الأطفال ، ليبقى خطر الحيوانات الضالة يلاحق المواطن بمختلف قرى ومدن عنابة، والتي فرضت فيها تلك الحيوانات حظر التجول، صالح. ب ما جعل الكثير من السكان يتساءلون عن دور مصالح البلدية في حماية المواطن من خطر جحافل الحيوانات المفترسة الحاملة للعديد من الأمراض القاتلة، في وقت تتجول فيه الحيوانات الضالة بكل حرية في الشوارع والساحات العمومية، وخاصة منها الأبقار و الكلاب المشردة والتي تتحول إلى كلاب مسعورة لإصابتها بداء الكلب التي يضع حياة المواطن على كف عفريت. تعرف بلديات ولاية عنابة وخاصة البوني وسيدي عمار وحتى سرايدي وشطايبي انتشارا كبيرا للأبقار المتجولة والتي باتت تورق السكان وأصحاب المركبات على حد السواء بسبب تشويه صورة المنطقة و تفريغ القمامة إضافة إلى اعتراض الطرقات ما يتسبب في كثير من المرات في ازدحام مروري ناهيك عن الحظائر والإسطبلات التي تزداد يوما بعد يوم لتصل إلى المناطق الحضرية على غرار ما يحدث ببوخضرة و سيدي سالم وسيدي عمار، وما ينجر عنها مآس حقيقية كانبعاث الروائح الكريهة و الحشرات الخطيرة بمختلف أنواعها، كما أضحت المساحات الشاغرة والشعاب داخل المحيطات العمرانية المختلفة ساحة لفضلاتها، وكل هذا على مرآى المنتخبين المحليين الذين عجزوا عن أداء الدور المنوط بهم في القضاء على مختلف مظاهر التخلف في مقدمتها تجول الأبقار التي تزاحم المارة والسيارات وتتخذ من حاويات القمامة مصدر رزق لها.في ذات الجانب تعرف أحياء بلديات البوني وسيدي عمار وحتى عنابة انتشارا كبيرا لهذه الظاهرة حيث يشتكي سكان عديد الأحياء من هذه الأبقار، التي صار منظرها في الشوارع وفي وضح النهار أمرا عاديا للسكان الذين ضاقوا ذرعا من مزاحمة الأبقار للمارة والسيارات وترييف المدينة ،كما باتت تزاحم أيضا طلبة الجامعات حيث تجدها أمام مدخل جامعة سيدي عمار و البوني ما جعل الشوارع ومداخل الأحياء السكنية بمثابة مراع للأكل من الأعشاب والقمامات ومكانا لتلويث الأحياء بالفضلات الحيوانية، ورغم القرارات التي اتخذت سابقا وما زالت تتخذ لحد الآن لمنع التساهل مع مربي الأبقار وحجز الأبقار الضالة، إلا أن كل هذه القرارات ضربت عرض الحائط،كما أن السلطات الولائية أصدرت العديد من التعليمات للقضاء على الظاهرة لكن الأمور ما تزال على حالها،الأمر الذي أثار حفيظة الكثير من المواطنين الذين طالبوا بوضع حد لمثل هذه التجاوزات كما استهجنوا التعامل السلبي للجهات المعنية مع ملف البيئة، محملين المنتخبين المسؤولية و معيبين على السلطات طريقة تعاملها التي وصفوها بالخاطئة حيال مواضيع تمس في جوهرها صحة المواطن. تعليمات مصالح عديد البلديات تضرب عرض الحائط ويبقى مشكل انتشار الحيوانات الضالة من المشاكل التي تتخبط فيها ولاية عنابة، ناهيك عن النفايات والأوساخ التي زادت من تأزم الوضع بالمدينة. وقد انتشرت ظاهرة تربية الكلاب الضالة من قبل مسيري الحظائر العشوائية، والذين يستعملونها في تأمين الحظائر ليلا دون أن يلتزموا بعمليات تلقيحها مما يعرضها إلى أمراض مختلفة خاصة داء الكلب. وتشهد ظاهرة انتشار الكلاب الضالة بالعديد من الأحياء بمدينة عنابة، تزايدا مقلقا، وهذا على خلفية ما ينجر عنها من أخطار كالعض وانتشار الأوبئة، خاصة أن وجود هذه الكلاب مرتبط بتواجد وانتشار القمامات والمزابل.هذه الوضعية أرقت سكان الأحياء المتضررة من الظاهرة المذكورة سلفا، حتى بات الخروج ليلا أو حتى في الصباح الباكر مغامرة غير محمودة العواقب، ومن هذا المنطلق فهم يناشدون السلطات المعنية التدخل العاجل وتنظيم حملات للقضاء عليها، وفي ظل تخلي البلدية والمصالح الأخرى المعنية بهذا الأمر، يبقى أخذ الحيطة والحذر أهم وسائل الوقاية، من جهة أخرى أضحت الكلاب والعديد من الحيوانات تشكل خطرا عبر الطرقات، وذلك بقطعها الطرق دون سابق إنذار مما تسببت في العديد من الأحيان من حدوث حوادث مرور ذهب ضحيتها أبرياء. فقد اشتكى المواطنون ببعض البلديات كسيدي عمار و البوني وعنابة من الانتشار الكثيف للكلاب الضالة التي باتت تشكل خطرا على حياتهم وحياة أبنائهم، مطالبين كافة المؤسسات الصحية والجهات المختصة، بالتدخل الفوري للقضاء على هذه الحيوانات البرية التي تتكاثر بشكل مكثف ودون أدنى متابعة من الجهات المعنية خاصة بالبلديات النائية، متسببة بأضرار صحية كبيرة للمواطن، نظرا للجراثيم والأمراض التي تنقلها للإنسان أثناء هجومها عليه. ويرى المواطنون أن تزايد عدد الكلاب المتشردة يعود بالدرجة الأولى إلى توقف للجان البلدية عن حملاتها الدورية للقضاء عليها. ومن المظاهر التي تشوّه مدن ولاية عنابة هو تجول الأبقار وسطها، حيث أنها عاثت فسادا من خلال طرحها لروثها في الطرق والأرصفة، كما أنها تتسبب في كسر حاويات القمامة أثناء سعيها لإخراج الأكياس منها. وهددت مصالح عديد البلديات بولاية عنابة وعلى رأسها بلدية سيدي عمار بحجز الأبقار التي تتجول في الشوارع لكن كل ذلك ظل حبرا على ورق ،وهو الأمر الذي وقفنا عليه أثناء جولتنا التي قمنا بها إلى بعض البلديات على غرار سيدي عمار أين باتت الأبقار تتجول في الشوارع الرئيسة وأمام مرآى المنتخبين المحليين الذين لم يحركوا ساكنا إيزاء هذه الظاهرة رغم تعليمة المير بحجز جميع الأبقار التي تتجول في المناطق الحضرية ،لكن كل ذلك ظل حبرا على ورق كما أن هذه التعليمة ضربت عرض الحائط وهو ما وقفنا عليه في جولتنا أين لاحظنا الأبقار تتجول أمام مقر البلدية، نفس الأمر ببلدية البوني أين جعلت الأبقار أحد أهم بلديات عنابة تتريف حيث تتلف كل ما تجد أمامها سواء في الشواطئ على غرار شاطئ سيدي سالم أو في الأحياء وحتى أمام الجامعة، نفس الأمر ببلدية سرايدي و شطايبي السياحيتين حيث أن الأبقار باتت تتجول في الشواطئ وهو ما شوه صورتهم ،بلدية عنابة هي الأخرى تعاني من هذه الظاهرة التي باتت ترهن نجاح الموسم الصيفي في ظل سياسة اللامبالاة من طرف المسؤولين. خاصة حي واد فرشة التي غزته هذه الظاهرة. جمعية تنمية بلدية سرايدي و جمعية حي5/4 uv تطالبان بحظر تجوال الأبقار وحسب العديد من الفاعلين في ميدان النشاط الجمعوي فإن السكان سبق وأن دقوا ناقوس الخطر من خلال التقدم بالعديد من الشكاوى إلى السلطات المحلية، إلا أن الوضع لم يعالج وازداد حدة ،حيث دعت جمعية مفتاح الرقي وتنمية بلدية سرايدي رئيس المجلس الشعبي البلدي بإصدار قرار استعجالي لحظر تجوال الأبقار والمواشي في المحيط العمراني مثلما فعلته السلطات المحلية ببلدية سيدي عمار وضرورة فتح المحشر البلدي في أقرب وقت من أجل وضع حد لهذه الظاهرة التي شوهت المنطقة وأثرت على صورتها خاصة خلال فصل الصيف الذي يشهد إقبالا كبيرا للمصطافين على شواطئ بلدية سرايدي، حيث أن منظر تجوال الأبقار في الشوارع والشواطئ أصبح مألوفا كما أن تجوالها لم يعد مقتصرا على فترة الليل وإنما في وضح النهار أيضا وأمام أعين المنتخبين، حيث أصبحت تزاحم المارة والسيارات وتتسبب في ازدحام مروري في الكثير من الأحيان، وفي ظل تفشي ظاهرة تربية المواشي داخل النسيج العمراني تحولت العديد من المناطق إلى اسطبلات لتربية الحيوانات على غرار الأبقار والأغنام دون المبالاة بشكاوى المواطنين المتكررة. من جهتها جمعية حي uv 5/4 بسيدي عمار طالبت هي الأخرى بالصرامة في تنفيذ تعليمة المير وحجز الأبقار التي شوهت البلدية كما طالبت أيضا بضرورة القضاء على الكلاب الضالة التي تعرف انتشارا كبيرا ما بات يهدد سلامة المواطنين.