ودّع سكان بلدية أولاد يحيى بولاية جيجل وتحديدا سكان منطقة " أينان" التابعة لهذه البلدية في ساعة متأخرة من أمسية الجمعة ابن المنطقة الشاب " طارق /ب" الذي أطفأ شمعته الثامنة عشر قبل أيام فقط والذي لقي مصرعه في حفل زفاف شقيقته جراء رصاصة طائشة من سلاح شقيقه الشرطي وهي الحادثة التي هزت الرأي العام بالولاية 18 نظرا للطريقة التي وقعت بها وكذا ما خلفته من أحزان وسط سكان هذه البلدية الجبلية. م. مسعود فبحضور جموع غفيرة من المواطنين والمتعاطفين من بلدية أولاد يحيى خدروش وباقي المناطق المجاورة تم تشييع جنازة الضحية طارق ابن الثامنة عشر سنة الذي فارق الحياة أمسية الجمعة إثر إصابته برصاصة طائشة صادرة عن مسدس شقيقه الشرطي وذلك وسط أجواء حزينة جدا أعادت إلى الأذهان شريط المآسي التي مرت على سكان الولاية 18 خلال الفترة الأخيرة والتي لوّنت صيف سنة 2019 بلون الدم والحزن بالنظر إلى العدد الكبير من الحوادث الأليمة والمتتالية التي عرفتها هذه الولاية منذ بداية صيف هذا العام والتي من الصعب محوها من الذاكرة الجماعية لسكان هذه الأخيرة . عرس مدللة العائلة تحوّل إلى مأتم وبالعودة إلى الظروف التي وقع فيها حادث أولاد يحيى والذي أودى بحياة شاب في عمر الزهور في لحظة فرح عارم عصفت بكل شيء وحوّلت العرس الكبير إلى مأتم أكدت لنا مصادر مقربة من عائلة الضحية بأن الأخير كان في قمة الفرحة رفقة بقية أفراد العائلة كيف لا وهم يحتفلون بزواج مدللة العائلة التي كانت ستزف إلى منزل زوجها بولاية قالمة ، وكانت لحظات وجيزة كافية لتحويل الفرح الكبير إلى مأتم بعدما أخرج الشقيق الأكبر للفتاة مسدسه الآلي للتعبير عن فرحته من خلال إطلاق عيارات نارية في الهواء وسط الزغاريد والتصفيقات غير أن إحدى الرصاصات استقرت في صدر شقيق الشرطي الأصغر الذي كان على مسافة لا تتجاوز الثلاثة أمتار من المكان الذي كان به شقيقه المتوفي لتحدث الكارثة . الضحية " طارق" ظل يتنفس طيلة الطريق لكنه توفي بعيادة شوق الإثنين وفور سقوط الشاب طارق على الأرض بعدما اخترقت الرصاصة جسده النحيل سارع الحاضرون إلى نقله في بداية المطاف إلى العيادة المتعددة الخدمات بمنطقة سوق الاثنين على أمل إنقاذ حياته سيما وأن الضحية بقي يتنفس وأعطى أملا كبيرا لمن رافقوه في رحلته الأخيرة حول إمكانية نجاته غير أن أوضاعه الصحية تدهورت بسرعة بعد إيصاله إلى العيادة المذكورة ليفارق الحياة وسط ذهول الجميع ويحل بذلك العويل والبكاء محل الزغاريد ببيت الضحية الذي كان يستعد لمرافقة شقيقته إلى بيت الزوجية دون أن يدري بأنه يعد آخر الدقائق في هذه الحياة الفانية . شقيقه الشرطي أغمي عليه وظل يصرخ " ماشي بالعاني ماشي بالعاني" وإذا كان البعض من أقارب وجيران الضحية طارق تفرغوا لتشييع جنازته وشد أزر أسرته في أعظم مصيبة يمكن أن تحل بأسرة ما فإن الكثيرين فضلوا الوقوف على جانب شقيق الشاب المتوفي أو بالأحرى الشرطي الذي كان سببا في هذه الحادثة من خلال تقديم الدعم النفسي له ومحاولة إخراجه من حالة الهستيريا التي ألمت به قبل أن يغمى عليه حيث كان يصرخ بأعلى صوته " ماقتلتوش بالعاني" في إشارة إلى كون الرصاصة التي اخترقت جسد شقيقه الأصغر خرجت عن طريق الخطأ وأنه لم يكن يتصوّر إطلاقا بأنها ستغير مسارها لتستقر بجسد أقرب الناس إليه . تضارب في المعلومات حول مصير الشرطي بين من تحدثوا عن تواجده بالمستشفى ومن أكدوا تحويله إلى السجن وتضاربت المعلومات حول مصير الشرطي الذي تسبب في قتل شقيقه حيث أكدت بعض المصادر بأن هذا الأخير متواجد بالمستشفى بعد الانهيار العصبي الذي لحق به وأن مصالح الأمن تنتظر تحسن حالته النفسية للتحقيق معه حول الحادث في الوقت الذي أكدت فيه مصادر أخرى بأن قوات الدرك ألقت القبض عليه تأهبا لعرضه على الجهات القضائية وإن كان المؤكد أن كل سكان أولاد يحيى يقفون إلى جانب هذا الشرطي ومن ورائه عائلته في هذا المصاب ويأملون في أن يحظى بأقصى ظروف التخفيف سيما وأنه لم يكن ينوي إيذاء شقيقه وأن ما حدث قضاء وقدر ولا يجب أن يحمّل المعني أي مسؤولية فيه بصرف النظر عن كل الإعتبارات القانونية . المآسي تتوالى على الجواجلة وصيف 2019 الأسوأ منذ سنوات وأضافت حادثة أولاد يحيى مسحة حزن أخرى لسكان ولاية جيجل في ظل توالي الأحداث الدامية والمآسي بإقليم هذه الأخيرة كيف لا وهي التي عاشت قبل 24 ساعة من حادثة مقتل الشاب " طارق " جريمة أخرى بمدينة الطاهير أودت بحياة شاب في الثالثة والعشرين من عمره بعدما طعن حتى الموت من قبل شاب آخر وقبلها عاشت حادثة مأساوية أخرى لا تقل بشاعة وتمثلت في وفاة خمسة شبان في حادث مرور ومن بينهم شقيقان ببلدية سيدي عبد العزيز اثر الإحتفالات التي أعقبت تأهل المنتخب الوطني إلى نهائي الكان وهذا دون الحديث عن بقية الحوادث الأخرى التي هلك فيها كثيرون بمناطق متعددة من الولاية ليكون بذلك صيف 2019 الأسوأ بالنسبة لسكان هذه الولاية منذ عدة سنوات .