أعاد حادث مقتل عريس يبلغ من العمر 28 سنة، في حادث مرور وقع مساء الإثنين على الطريق الرابط بين ولايتي خنشلةوباتنة، عندما انقلبت السيارة السياحية التي كان يقودها من نوع بيجو 207 في موكب حفل زفافه، ونقل عروسه من بيت أهلها بشيليا بباتنة إلى مسكنه بولاية خنشلة، إلى الأذهان، سلسلة المأسي التي شهدتها العديد من الأعراس في ولايات الشرق الجزائري منذ مطلع الصائفة الحالية.. كثيرا ما تتحول الأفراح إلى أحزان والغبطة إلى مأساة عائلية، جرّاء الاسعمال العشوائي للأسلحة النارية في مختلف الاحتفالات، حيث شهدت العديد من ولايات الشرق الجزائري خلال شهر جويلية المنقضي العديد من الحوادث، التي خلّفت قتلى وجرحى، وحوّلت الأفراح إلى مآتم وبدل أن تُتبادل التهاني فقد تم تبادل التعازي والمواساة، وتحولت الزغاريد إلى بكاء ونحيب، في حفلات زفاف العرسان تحولت في لمح البصر إلى جنائز. وقد اهتزت بلدية قنواع بأعالي جبال مصيف القل بولاية سكيكدة، في ال 19 من شهر جويلية الماضي، على هول فاجعة مقتل الطفل عبدالله رحيمي البالغ من العمر 12 سنة، الذي ذهب ضحية طلقة نارية طائشة، خرجت من فوهة بندقية والده في حفل زفاف عم الطفل الضحية. فعندما كان الطفل سعيدا وفرحا، ينتظر بجانب والده قدوم موكب عروس عمه، كان الوالد يجهزّ بندقيته بوضع خرطوشتين ليطلقهما في الهواء احتفاء بزواج شقيقه. وهمّ بغلقها ودون قصد انطلقت خرطوشة طائشة من البندقية لتصيب فلذة كبده وتستقر في المنطقة العلوية من صدره، وتسببت في وفاته، وتتحول مشاعر الفرح إلى حزن عميق لم يندمل بعد لدى العائلة المفجوعة. ولم تمض أيام قليلة عن تلك المأساة العائلية، حتى كاد أن يتحول حفل زفاف أقيم بقرية قصر العازب ببلدية عين رقادة، بقالمة، نهاية الأسبوع الماضي، إلى مأتم، بعد إصابة ثلاثة أشخاص من بينهم طفل لم يتجاوز سن السادسة من عمره بجروح متفاوتة، جرّاء إصابتهم بشظايا عيار ناري طائش لل "الصاشم" من بندقية صيد، استعملها أحد الأشخاص فرحا وابتهاجا بالحفل، إلاّ أنه كاد أن يحوله إلى مأتم، ليسارع بعض المدعوين إلى نقل الضحايا الثلاثة إلى مستشفى وادي الزناتي وأمر الأطباء بتحويل الطفل المصاب في وجهه إلى المستشفى الجامعي بعنابة، فيما حوّل شيخ سبعيني إلى مستشفى قالمة بعد إصابته في اليدين، فيما وضع شاب ثلاثيني تحت العناية الطبية. شباب متهورون يفسدون ليلة العمر أيام قليلة فقط بعد ذك وتحديدا ليلة الإثنين الماضي حين اهتزت منطقة مروانة بولاية باتنة على وقع إصابة خمسة أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة، بعد إقدام أحد الأشخاص على ضرب البارود بطريقة عشوائية أثناء السهرة التي جرت على وقع القصبة والبندير، ما خلف إصابة 5 أشخاص معظمهم شباب نقلوا على جناح السرعة إلى مستشفى علي النمر بمروانة للعلاج، وهي الحادثة التي حولت العرس إلى بكاء وعويل، ولحسن الحظ أن هذه الحادثة لم تخلف ضحايا. وقبلها بنحو ثلاثة أيام فقط خلفت حادثة مماثلة بنفس البلدية، إصابة 7 أشخاص بجروح متفاوتة، من بينهم 4 نساء نقلن إلى مستشفى نقاوس، واحدة منهن حوّلت إلى المستشفى الجامعي بباتنة.. الأعراس التي لا تخلو من البارود وعروض "الفانتازيا" كثيرا ما تتحول إلى مآتم مثلما وقع في 20 جويلية، عندما لقي شيخ يبلغ من العمر 67 سنة يقطن بمشتة الفسيخ ببلدية تاجنانت غرب عاصمة الولاية ميلة، حتفه، بعدما دهسه حصان خلال عرض فنتازيا في عرس ابنه، ليتحول العرس في لحظات إلى مأتم بعدما تأكد نبأ وفاة والد العريس. وبين كل تلك الأحداث يبقى التباهي بين الأهل والجيران ما يدفع ببعض الأشخاص إلى التهور والإفراط في استعمال الأسلحة النارية أو عروض "الفنتازيا" التي قد تكون نهاية استعراضاتها غير حميدة، شأنها في ذلك شأن بعض المتهورين من الشباب الذين يجازفون بحياتهم وحياة مرافقيهم في مواكب الأعراس حيث يقومون بمناورات خطيرة على الطريق أو تجاوزات بسرعة فائقة غالبا ما يفقدون فيها السيطرة على مركباتهم ويصطدمون بآخرين لتتحول الفرحة في لمح البصر إلى مأساة لن تمحوها الأيام من ذاكرة العائلات الحاضرة سواء تعلق الأمر بأهالي العروسين أم حتى المدعوين..