لا يزال البارود الذي يدّوي صوته في الأعراس يصنع الحدث ويتسبب في العديد من المآسي، بعدما كان وراء إنهاء مراسم حفل زفاف أو عقد قران أو أي مناسبة سعيدة، وتحوليها من الغناء والفرح إلى البكاء والحزن، نتيجة الاستعمال المفرط للأسلحة النارية التي انجر عنها سقوط العديد من الضحايا. وينتشر استعمال البارود على وجه الخصوص في شرق الوطن، أين لا تزال العائلات تعتبره عنصر أساسي لا يمكن التخلي عنه في الأعراس والأفراح ، وتراثا تاريخيا توارثه ابن عن جد، ومن الحوادث التي خلفها استعمال البارود، لا تزال قضية الفتاة البالغة من العمر 23 سنة التي تعرضت لإصابة بالغة عشية زفاف خالها ترسم الحدث في منطقة عين توتة بولاية باتنة ، مشكلة حديث العام والخاص ، وحسبما صرح به أحد الممرضين بالحالة الاستعجالية بمستشفى عين توتة ،فإن الفتاة نقلت في حالة جد خطيرة استلزمت إجراء عملية لها ، و تم خلالها استقصاء جزء من كولون ، بعدما اخترق البارود هذا العضو الحساس . القصة نفسها تنطبق على حادثة أخرى ، وقت بأحد المناطق الريفية التابعة لولاية بومرداس ، أين تعرضت أم العريس التي كانت ترقص فرحا في حفل ابنها، قبل أن تتلقى رصاصة طائشة أطلقها أحد المشاركين في الفرح ، تسببت لها في جرح عميق على مستوى الرجل اليمنى ، ما تطلب نقلها على جناح السرعة للمستشفى أين تلقت الإسعافات الأولية . وفي هذا الموضوع سردت لنا "أمال "وهي موظفة بإحدى المؤسسات الخاصة ،والتي تنحدر من "سوق أهراس" عن حادثة وقعت بحي مزيغيش بمدينتها ، و التي راحت ضحيتها والدة عريس في إحدى الأفراح نتيجة رصاصة طائشة من مسدس ابنها الذي يشتغل كشرطي ، حيث تحول العرس إلى مأتم ،والفرح إلى بكاء في لمح البصر ، حيث كانت الرصاصة سيدة الموقف ، وفي حادثة أخرى بذات الحي توفيت فتاة في مقتبل العمر على يد شقيقها ، الذي أطلق رصاصة من مسدسه احتفالا بذهاب والده للأداء فريضة الحج . مواطنون يطالبون بتطبيق القانون والحد من استعمال البارود وقد أبدى العديد من المواطنين تذمرهم واستيائهم إزاء الفوضى التي أصبحت تحدث في مواكب الأعراس والاستعمال العشوائي للبارود ضاربين عرض الحائط بحياة المواطنين، ومما زاد الطين بلة لجوء بعض المواطنين لاستعمال البارود وسط الطريق الرئيسي . ورغم الحوادث المأساوية المميتة والإحصائيات الرهيبة المسجلة من طرف مصالح الأمن لضحايا استعمال البارود في الأعراس والأفراح، غير أنها لم تشكل عبرة لبعض المواطنين الذين رفضوا التخلي عن هذه العادة المتوارثة عن الأجداد ، في ظل عدم تدخل السلطات المعنية ، خاصة في المدن والقرى الداخلية للوطن، رغم علمها أن استعمال البارود في الأعراس من الممارسات التي يمنعها القانون، و هي أول من يعرف بعواقبه الوخيمة . ومن جهتها حذرت مصالح أمن ولاية السطيف من استعمال بنادق الصيد أثناء مختلف المناسبات والأفراح، والتي تتسبب هي الأخرى في حوادث مؤلمة نتيجة عدم تقيّد أصحابها بأدنى قواعد الأمن، مع تجنب استعمال الذخائر الحية، والاكتفاء بوضع شحنات بارود غير مبالغ فيها . هذا و تذكر مصالح الأمن المواطنين بضرورة تجنب بعض المناورات الخطرة والإفراط في السرعة وشغل الطريق من قبل العربات المشكلة لمواكب الأعراس، مع العمل على كبح تهور بعض الشباب المشكلين لهذه المواكب، والذين يلجؤون إلى تصرفات طائشة سببها الفرحة، غير أنها غالبا ما تنتهي بحوادث جد مؤلمة . كما حذّرت ذات مصالح أمن المواطنين من مخاطر استعمال المفرقعات كبيرة الحجم أثناء حفلات الزفاف التي تؤدي إلى حوادث مؤلمة، نتيجة سوء التصرف بالنسبة للبعض ، و التي تعد خطرة جدا بالنظر إلى قوة انفجارها العالية وتسببها في حروق وجروح جراء انبعاث أيّة شضايا متواجدة بمكان انفجارها، إلى جانب تسببها في الإخلال بالنظام العام وتعكير راحة المواطنين خاصة أثناء ساعات الليل، فضلا عن تسببها في بعض الأحيان في إتلاف ممتلكات الآخرين، وذلك على خلفية تعرّض ستة أشخاص ينحدرون من دائرة صالح باي إلى جروح متفاوتة الخطورة، نتيجة انفجار مفرقعة كبيرة الحجم، وإصابة تسعة آخرين ببلدية قصر الأبطال ، نتيجة وضعهم لمفرقعة كبيرة الحجم داخل لبنة إسمنت ، أدى انفجارها إلى إصابتهم بجروح، مما استدعى نقلهم إلى المصالح الإستشفائية قصد العلاج. شهرزاد.م