اللجوء إلى التخذير والتسميم لتنفيذ عملية سطو كبرى.. هذا ليس سيناريو فيلم أمريكي وإنما مخطط نفذته قبل أيام عصابة بولاية قالمة وتحديدا في جبل ماونة ببلدية «عين العربي» وتسبب في صدمة كبيرة لسكان المنطقة. وليد هري شهدت منطقة جبل ماونة ببلدية عين العربي ولاية قالمة مؤخرا حادثة مأساوية بكل ما تحمله الكلمة من معنى وذلك بالنظر إلى بشاعتها ونتائجها، حيث لجأت عصابة مختصة في سرقة المواشي إلى السم لتنفيذ مخططها الذي راحت ضحيته «عائلة تريكي» التي تملك مزرعة هناك، فوفقا لما ورد في فيديو صور بالمنطقة غداة الحادث ويظهر حجم المأساة وينقل ألم الضحايا وسكان جبل ماونة، فإن العصابة اختارت توفر ظرف الليل لتنفيذ جرمها، فقبل حلول هذا الموعد قام بتخدير صاحب المزرعة من خلال وضع له مخدر في القهوة وهو لا يعرف إلى غاية الآن كيف تمكنوا من القيام بذلك، قبل أن يقوم الجناة بوضع شرائح من اللحم المسموم في محيط كامل المزرعة والأماكن التي تتواجد فيها كلاب الحراسة التي نفق 11 منها بسبب السم وحتى الذبح، باعتبار أن الجناة قاموا بذبح الكلاب التي لم تتسمم وذلك حتى لا تعيقهم أثناء تنفيذ مخططهم الذي نجحوا من خلاله في سرقة عدد معتبر من رؤوس الماشية دون أن يعترضهم أحد. شكوك كبيرة حول انتماء بعض أفراد العصابة لمنطقة جبل ماونة أكد الضحية من خلال الكلمات التي تحدث بها في الفيديو بأنه لم يستفق من نومه بعد تخذيره إلا في حدود الساعة السادسة صباحا من اليوم الذي وقعت فيه الحادثة ليجد الكلاب نافقة وماشيته مسروقة، فلم يجد سوى الاستنجاد بأفراد عائلته وجيرانه، حيث اكتشف ابن عمه وقتها السبب وراء عدم رد الضحية على مكالماته العديدة باعتبار أنه كان تحت تأثير المخدر وأكد الضحية وسكان المنطقة بأن العصابة التي نفذت عملية السطو ينشط ضمنها أفراد يقطنون بجبل ماونة باعتبار أن الجناة أظهروا دراية كبيرة بالمنطقة وقامت بترصد دقيق لتحركات الضحية لمعرفة روتين حياته اليومية وهو الأمر الذي تحقق بخصوصه مصالح الدرك الوطني التي تنقلت رفقة الشرطة العلمية إلى عين المكان بهدف رفع أكبر عدد ممكن من الأدلة علها تساهم في حل خيوط هذه القضية وتوقيف الجناة. أكبر عملية سطو على المواشي يشهدها جبل ماونة لا تعد عملية السطو على المواشي هي الأولى التي تشهدها منطقة جبل ماونة ولكن العمليات السابقة كانت صغيرة وإن صح التعبير رحيمة ولكن هذه المرة العملية كانت نوعية ووحشية شكلت ضربة موجعة لمربي المواشي خصوصا ولسكان ماونة عموما الذين أجمعوا على أن هذه الحادثة تستدعي دق ناقوس الخطر لوضع حد لها وذلك من خلال تكاثف جهود الساكنة والسلطات الأمنية التي عليها القضاء على هذا النوع الجديد من الإرهاب الذي جعل عددا من العائلات تختار التخلي عن نشاطها في تربية المواشي في مثل هذه المناطق الفلاحية. الضحية: «من يقتل حيوان للسرقة مستعد لقتل إنسان مستقبلا» قال الضحية بأنه لم يشعر بشيء خلال الوقت الذي نفذت فيه عملية السطو وذلك بفعل مفعول المخدر، لافتا إلى أنه صدم بالطريقة البشعة التي صفيت من خلالها كلاب الحراسة في المزرعة، حيث قال: «الجناة وضعوا السم في شرائح السكالوب، أما أنا فقاموا بتخديري عن طريق القهوة، لقيد بقيت نائما حتى السادسة صباحا وعندما استفقت وجدت 11 كلب حراسة نافقا، السم وضعوه للكلاب في الباب وأحاطوه بكامل المزرعة ثم أخذوا الأبقار«، وأضاف: «من يقتل الحيوان مستعد لقتل الإنسان أيضا»، أما ابن عمه فقال: «تعرضنا لعدة عمليات سرقة من قبل ولكنها عملية سرقة رحيمة، لكن هذه المرة الأمر خطير، 11 كلبا و4 قطط، اتصلت بابن عمي في الليل ولكنه لم يرد،..، جاءت الشرطة العلمية والدرك، كان يمكن أن يموت الأطفال بفعل السم الذي وضعه الجناة للكلاب وذلك في حال اقترابهم منه»، أما أحد أبناء المنطقة فقال: «هذه جريمة نكراء وعلى رئيس البلدية، الدرك والمواطنين المشاركة في توقيف الجناة ومحاسبتهم«، كما قال آخر: «تسميم وذبح كلاب الحراسة فعل بشع، من قام بالعملية ابن المنطقة لأنه يعرف كافة التفاصيل عن تحركاتنا وما شابه ذلك». درك عين العربي يسترجع 13 رأسا من البقر بقالمة في إطار مكافحة ظاهرة سرقة المواشي على مستوى إقليم المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بقالمة، و في إطار الخطط المنتهجة بتفكيك الشبكات الناشطة في هذا المجال، تمكن أفراد الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بعين العربي من استرجاع 13 رأسا من البقر،بعد أن تقدم المسمى «ت.ط «البالغ من العمر 64 سنة إلى مقر الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بعين العربي من أجل تعرضه لسرقة 25 رأسا من البقر من إسطبله الكائن بمشتة الطباقة بلدية عين العربي،وفور تلقي أفراد الفرقة البلاغ تم التنقل إلى عين المكان للقيام بالمعاينات الضرورية أين باشروا عملية البحث عن الماشية، ونظرا للمجهودات المبذولة من طرف عناصر الفرقة تم العثور على 13 رأسا من البقر بالقرب من غابة جبل ماونة،ومواصلة للإجراءات تم استرجاع الماشية وتسليمها إلى مالكها، كما باشرت الفرقة المحلية التحقيق للكشف عن ملابسات القضية.