تجددت المظاهرات السلمية أمس في العاصمة وعدد من الولايات الجزائرية بمناسبة الجمعة ال 48 من الحراك، حيث تمسك المحتجون بمطالب الحراك الشعبي الذي انطلق منذ 11 شهرا، وشهدت العديد من الولايات على غرار تيزي وزو وبجاية وبرج بوعريريج وعنابة وميلة والشلف والبليدة ووهران وسيدي بلعباس وغيرها مسيرات شعبية، جدّد فيها المتظاهرون رفع شعارات محاسبة المتسببين في الفساد ونهب المال العام وكذا إرساء دعائم دولة الحق والقانون، كما جددوا تمسكهم بمواصلة تنظيم المسيرات إلى غاية تحقيق المطالب المرفوعة. سليم.ف وخرج الآلاف من المحتجين وسط العاصمة، قبل أن تنطلق المسيرات الشعبية التي قدمت من الأحياء الشعبية على غرار باب الوادي وساحة الشهداء وبلوزداد وساحة أول ماي لتلتقي في شارع ديدوش مراد وساحة موريس أودان حتى ساحة البريد المركزي.وعرفت مداخل العاصمة، تعزيزات أمنية لمراقبة الوافدين عليها وتفتيش المركبات المشبوهة من طرف الدرك الوطني والأمن بالإضافة إلى تعزيزات أمنية كبيرة عرفتها مختلف الشوارع الرئيسية وسط العاصمة بغرض تامين المتظاهرين. وتمسك المتظاهرون بمطالب إحداث التغيير المنشود والإسراع بالخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد.كما طالب المتظاهرون بالإفراج عن باقية معتقلي الرأي، كما تضمنت بعض الشعارات دعوة ل»وحدة النسيج المجتمعي ورفض محاولات التفرقة وخطابات الكراهية .كما خصص المحتجون الجمعة ال48 من عمر الحراك للشهيد البطل «ديدوش مراد».ويأتي ذلك تناسبا وذكرى استشهاده والتي تصادف يوم 18 جانفي من كل سنة. ورفع نشطاء الحراك صورا وشعارات ترمز للشهيد البطل «ديدوش مراد» مثلما كان عليه الحال مع الشهيد عبان رمضان خلال الجمعة ال45 من عمر الحراك الشعبي. وتأتي مظاهرات الجمعة ال48 من الحراك الشعبي في أعقاب إعلان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون عن تشكيل لجنة من خبراء لمراجعة الدستور الحالي وحدد لها مهلة 3 أشهر لتقديم مقترحاتها على أن يتم تمرير النسخة النهائية على البرلمان ومن ثم على الاستفتاء الشعبي لإقرارها نهائيا.كما تتصادف أيضا مع أسبوع مليء بالأحداث السياسية صنعت خلاله رئاسة الجمهورية الحدث من خلال عودتها إلى واجهة الأحداث، ما دفع المراقبين إلى وصفه بأسبوع رئاسي بامتياز بعد قرابة 7 سنوات من غيابها حتى عن أدنى مهامها وهي إصدار البيانات. وشهد مقر القصر الرئاسي توافداً لشخصيات معارضة ثقيلة استقبلها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بعد سنوات من الجفاء بين تلك الأسماء التي كانت محسوبة على النظام ورئاسة البلاد التي وصفتها ب «الفواعل السياسية البارزة». وهدفت الزيارات إلى تبادل وجهات النظر حول الوضع العام في البلاد وتعديل الدستور، ورؤية كل طرف لتجاوز تركة نظام بوتفليقة التي أرهقت الجميع. كما تحركت رئاسة الجمهورية لوضع حد لخطابات الكراهية والعنصرية، بإلزام الحكومة إعداد مشروع قانون عاجل. كذلك عرف الأسبوع المنصرم حدثاً عده المتابعون «مهما»، عقب استقبال الرئيس عبد المجيد تبون شخصيات معارضة «تباعاً» بقصر «المرادية»، كان أبرزها رئيس الوزراء الأسبق مولود حمروش ووزير الإعلام الأسبق والناشط السياسي عبد العزيز رحابي .كما تنقل تبون إلى منزل وزير الخارجية الأسبق أحمد طالب الإبراهيمي بسبب وضعه الصحي. إضافة إلى المناضل السابق في الثورة التحريرية يوسف الخطيب، وسفيان جيلالي رئيس حزب «جيل جديد»، وقبلهم رئيس الوزراء الأسبق أحمد بن بيتور. وذكرت بيانات الرئاسة أن الشخصيات التي التقاها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون قدمت له تصوراتها حول مختلف القضايا المطروحة في الساحة الوطنية، ومتابعتها للأحداث كفاعل سياسي بارز .بدوره، أطلع رئيس الجمهورية الشخصيات المعارضة على بعض جوانب التغيير الشامل الذي شرع في تطبيقه بدءا بالمراجعة الواسعة للدستور.