حل أمس وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في الجزائر في زيارة قصيرة خصصت لمناقشة ملفات ثنائية وإقليمية، أولها أزمة ليبيا ودول الساحل الإفريقي، إلى جانب حرية تنقل الاشكال ومسائل اقتصادية. ولودريان هو أول وزير فرنسي يزور الجزائر منذ زيارة وزيرة العدل الفرنسية نيكول بيلبوييه أواخر جانفي 2019. وركز أمس اللقاء الذي جمع بين وزير الشؤون الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، ووزير الخارجية الفرنسية جان أيف لودريان على عدة محاور أساسية على رأسها ملف الذاكرة الوطنية وحرية تنقل الأشخاص، بالإضافة إلى ممارسة الشعائر الدينية والقضايا الدبلوماسية الكبرى. وشددت الجزائر عن طريق وزير خارجيتها على ضرورة التنسيق بينها وبين فرنسا فيما يخص كبرى القضايا الدولية على غرار القضيتين الليبية والمالية، وفق ما يندرج مع تعليمات الوزير الأول عبد العزيز جراد ورئيس الجمهورية عبد المجيد تبون. وتم خلال هذا اللقاء الحديث أيضا حول حرية ممارسة الشعائر الدينية، بالإضافة إلى الحديث حول مسجد باريس ودوره الكبير للجالية المسلمة في فرنسا وأوروبا على وجه العموم. وحسب ما تضمن برنامج اللقاء بين الطرفين الاتفاق على تسريع آليات التعاون الاقتصادي وخاصة الصناعة، بالموازاة مع الاتفاق على الشروع في التحضير للقاء اللجنة الحكومية رفيعة المستوى التي يترأسها مناصفة الوزير الأول الجزائري والوزير الأول الفرنسي، بالموازاة مع مواصلة المشاورات السياسية على مستوى الأمانة العامة لوزارتي الخارجية.وعاد الطرفان لملف الأرشيف والذاكرة بين الجزائر و فرنسا، فضلا عن ملف التأشيرة وحرية تنقل الأفراد و الذي كان مطلبا جزائريا، أين تم التأكيد على معالجة هذا الملف وتسهيل اجراءات التأشيرة وفق ما يتناسب مع علاقات البلدين. وأكد صبري بوقادوم في تصريح صحفي أنه تم الاتفاق مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان «على تفعيل مختلف الميكانيزمات والآليات الموجودة بين الجزائروفرنسا» والتي تضم وزراء الشؤون الخارجية ' المالية والصناعة من الجانبين»، مع تفعيل اللجنة الحكومية عالية المستوى بالنسبة للوزيرين الأولين ومواصلة الحوار الاستراتيجي للمشاورات السياسية على مستوى وزارتي الشؤون الخارجية بالبلدين. وأوضح صبري بوقادوم أن المحادثات «ناقشت ملف تنقل الأشخاص بين البلدين، إضافة إلى مناقشة الاستثمارات الفرنسية في الجزائر»، حيث أشار إلى أنه هناك استعداد لدعم رجال الأعمال الفرنسيين للنظر إلى الجزائر الجديدة. من جانبه قال جان إيف لودريان، إن الجزائر عاشت مرحلة مهمة في تاريخها، والشعب وحده من قرر مصيره.وأصرّ لودريان، على التعاون مع الحكومة، مشيرا إلى أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون تعهد بإحداث اصلاحات. وأضاف، أنها «تحمي الحريات العامة وحرية التعبير، راجيا أن يوفق في هذه المهمة». وأكد المتحدث خلال ندوة صحفية على هامش زيارته للجزائر، أن فرنسا تتطلع لتحسين العلاقات بين البلدين في 2020. وأكد جان إيف لودريان، أن بلاده ستتعاون مع الجزائر من أجل توقيف إطلاق النار والعودة للحوار بليبيا.وأضاف لودريان أن الجزائروفرنسا اتفقتا على التعاون لمحاربة الإرهاب في الساحل. وأشار المتحدث أن الجزائر قوة توازن وسلام في المنطقة، ولها كلمة مسموعة يمكن الاستثمار فيها.