مترامية على طول الشرط الحدودي شرق البلاد ناحية سوق أهراس في جزئها المقابل لمدينة عرقوب عرفة التونسية، قطعة رغم أنها كانت وما مسرحا بطوليا في تاريخ الجزائر العريق والذي وقع تحت عنوان ساقية سيدي يوسف إلا أنها اليوم منطقة منسية لإمكان لها في أجندة اهتمامات السلطات حيث الحطب ينوب عن أنابيب الغاز والماء الشروب الغائب الأكبر وحدث ولا حرج عن الصحة والنقل. أهالي لا يزالون يعيشون حياة البدائية لا أنيس لهم فيها غير قطع الأغنام والأبقار، فلا ترى إلا أكواخ من الطوب والقصدير متناثرة هنا وهناك، غير أن لخضارة وإن ؟ عليهم ؟؟ فإن قاطنوا هذه التجمعات السكانية لا تزال " النية الطيبة والقناعة والأمان رأس مالهم الوحيد قيم اجتماعية راسخة لمسنا على عتبة كل باب طرقناه خلال استطلاع ميداني فأينما مللنا وبأي ؟؟" نزلنا مستفسرين عن مالهم إلا وكانت عبارة الحمد لله رغم كل شيء رانا هانئين". تتردد بين هذا وذاك. الإحتطاب يعوض الغاز كشف لنا عدد من السكان المداشر المذكورة التي كانت محل زيارتنا أنهم يفتقرون للغاز وحتى قارورات البوتان التي تصلهم بأثمان خيالية تفوق أحيانا 400 دج للقارورة الواحدة وهو الأمر الذي يحتم عليهم العيش على الحطب واستخدامه سواء للطهي أو التدفئة حيث يجلبون الحطب من الغابات المحيطة بهم مع ولوج أو نسمات الخريف ويقومون بادخاره لمواجهة قر موسم البرد. هذا وأكد أحدهم أن قارورات غاز البوتان متعدية حيث يضطرون لقطع عشرات الكيلومترات لجلبها بأثمان باهظة وهو الأمر الذي حتم عليهم حياة الحطب. الماء الشروب المفقود الأكبر الغاز ليس وحده معضلة هؤلاء السكان بل إن الماء الشروب يشكل هاجسا لديهم حيث تشح مياه الحنفيات عنهم لأشهر قبل أن تتكرم عليهم بسويعات قليلة وهو ما يكؤس معاناتهم أين يجبرون على التنقل يوميا إلى البلديات المجاورة للتزود منها على غرار السيد محمد رب عائلة تتكون من 5 أطفال حيث كشف لنا أن الماء الشروب مفقود تماما ومياه الحنفيات لا يجري يليها إلى سرة في السنة وهو ما يدفعنا للتنقل كيلومترات طويلة نحو البلديات المجاورة وهو مشوار يكاد كون يوميا. وأعقب يقول أنهم يستغلون مياه الآبار الملوثة المجاورة لهم للغسيل". في ظل غياب مراكز صحية سيارات الأمن تتحول إلى الإسعافات الصحة بدورها حرمت على سكان قرى ومداشر لخضارة فلا وجود لأي مركز صحي ولا لأي متابعة طبية وصعبة نتجه العديد من المآسي فاكم من مريض عان الأمرين وكم من إمرأة حامل وضعت مولودها على قارعة الطريق وآخرون لفظوا أنفاسهم قبل أن يصلوا إلى المستشفى الكائن مقره بدائرة لحدادة، ولولا تدخل رجال الأمن المترامية قواعدهم هنا وهناك. لكانت الفظائع أكبر بكثير" يقول السيد أمحمد وأضاف أنهم يستنجدون في حالات نقل المريض خاصة الحوامل اللواتي يكن على موعد مع الولادة برجال المن الذين يقومون بمساعدتهم بتسخير إحدى السيارات لنقلهم إلى المستشفى . "البطالة" تزج بالشباب والأطفال في"التهريب" البطالة كابوس آخر ينغس على حياة القاطنين بهذه المجمعات لمسناها من خلال ما كشفه لنا العديد من استوقفنا الوضع للحديث معهم حيث أكدوا أن " العمل " عملة نادرة وهو نفس ما ذهبت إليه الحاجة (س) أكبر معمرة ؟ من فئة اللاجئين الجزائريين الذين كانوا يقيمون زمن الثورة التحريرية بتونس، "فمنذ توقيع الاستقلال وعودتنا إلى ديارنا ونحن تمكث بهذه المداشر النائية المعدمة"، فعائلتها المكونة من 11 فردين أولاد أحفاد كلهم بطالون عاطلون عن العمل. وهو المشهد الآخر الذي لاحظناه لدى تنقلنا في ربوع المداشر صبية وشباب ليوقون قطع الأغنام هنا وهناك. وبنبرة حزن كشف لنا عمي صالح أن البطالة وانعدام العمل وكذا انعدام ظروف تمدرس جيدة زجت بالشباب والأطفال على السواء في ؟؟ "التهريب" الذي يعد الشغر الشاغر للجميع أطفالا وشباب وكهول لجني المال وتحسين الحال. فريال هريو